الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مجالس الأديان للحوار .. رؤى وأهداف

بواسطة azzaman

همسات ساخنة .. ومضات هادئة

مجالس الأديان للحوار .. رؤى وأهداف

لويس إقليمس

 

تسنى لي حضور ندوة فكرية وحوارية في مقر مبنى أكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية التي يديرها الآباء الدومنيكان في العراق عصر يوم الخميس المصادف 15 ايار 2025، بالتعاون مع المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني بعنوان :»دور الإعلام في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي»، بمشاركة شخصيات دينية وأكاديمية من مختلف التنوع الديني والثقافي في العراق. وهذا ما حثني لكتابة هذه الأسطر عن أهمية هذه الأنشطة والمؤسسات التي تُعنى بثقافة الأديان ودورها في تعزيز عرى الثقافة الحياتية المدنية والعلمانية الضرورية إلى جانب احترام أتباع مختلف الأديان والمنتمين إليها والمؤمنين بما تطرحُهُ معتقداتُهم الدينية من دون الانتقاص من غيرها المختلف عنها، أو الازدراء بها وبالمظاهر الدينية التي تتعاطاها شريطة ألاّ تشكلَ هذه الأخيرة في أية حالٍ من الأحوال عقبةً أو أداةً للانتقاص من حريات شرائح دينية ومجتمعية أخرى مختلفة عنها وغير ملزمَة بتبنّيها أو باستساغتها والالتزام بها في مواسم ومناسبات واحتفالات.  

حاجةُ الشعوب للحوار والتفاهم وبالتناغم مع أهدافها وطموحاتها أو في تقاطعها وتخاصمها، حظيت في السنوات الأخيرة من الألفية الماضية ولغاية الساعة باهتمام عالمي متنامٍ وملحوظ خدمةً للإنسانية وتقاربًا فيما بينها ورغبةً بحياة أفضل وأكثر استقرارًا وأمانًا وتسامحًا. وفي ظلّ هذه الرؤى والأهداف المعلنة، كان لا بدّ من رفدها بمبادرات رائدة بغية تطويرها وترويجها في أحسن صورها وتسويقها للرأي العام وصولاً لأفضل النتائج المرتقبة لشعوب العالم والأمم باختلاف أديانها وقومياتها وثقافاتها بالرغم من الاختلاف الواضح في الرؤى والأفكار حيال شكل الحياة والنظرة الفلسفية والفقهية واللاهوتية إليها أو مقاربة في نمط التناغم الشعبوي والمجتمعي مع مجريات الأحداث وتطورها والهدف الأسمى الذي يسعى الجميع لتحقيقه وتسويقه بالآلية التي يرتئيها لبلوغه. ولتحقيق شيءٍ من هذه الرؤى جاءت المبادرات تلو الأخرى بتأسيس مجالس ومنتديات ومؤسساتٍ متعددة التسميات للحوار والتفاهم والنقاش ولتبادل الآراء والأفكار والرؤى من أجل وضع آلية وسطية مشتركة معقولة ومقبولة لأشكال هذا التفاهم وسط مجتمعات متنوعة البنى في أنماط الحياة الاجتماعية والدينية وفي شكل الثقافة المتواجدة فيه.

 لو نظرنا إلى أساس هذه المبادرات لرأينا أنها نابعة في عمومها من جماعات متعددة الأديان والإتنيات والقوميات والمذاهب تبنّاها مدنيون حكماء وعقلاء، ومثقفون واعون، وأضفى عليها ساسة وقادة دينيون واجتماعيون مصلحون لمساتٍ شعبية ومجتمعية وأخلاقية وتنموية ولاهوتية عندما جلسوا على طاولات الحوار لتبادل الرؤى والآراء والأفكار.

قيم حضارية

وممّا لا شكّ فيه أنّ الهدف المشترك لمثل هذه المبادرات انصبّ في بدايات التأسيس لهذه المجالس والمنتديات على ملفي التقييم والتقويم لما آلت إليه أحوال البشر من تراجع وتخلّف في القيم الحضارية والثقافية وفي الأخلاق العامة أدّت وماتزال إلى دمار البشرية بسبب انتشار أدوات الفساد والإفساد والمتاجرة بالدين والمبادئ. هذا علاوةً على بروز خطاب تشدّدي خطير لنشر الكراهية في صفوف المجتمعات إلى جانب أدواته التقويضية المتمثلة بأعمال القتل والترويع والتهديد وفرض الرأي والدين والمذهب والفكر والأيديولوجية التي تسود عددًا يسيرًا من دول مناطقنا بل ومن عالمنا المتخبط. فقد بدا العالم وكأنه ساكن وسط متاهات لا مجال للخلاص منها لأسباب عديدة، منها أشكال الجشع المتزايد لدى فئات وشرائح تسعى بشتى الوسائل للوصول إلى السلطة والمال والثروة والنفوذ والسطوة، حتى لو حصل كلّ ذلك على حساب الإنسانية وبغطاء الدين والمعتقد. ناهيك عن أشكال التطرف والتشدّد المتنامية في بعض المجتمعات والمناطق نتيجة لانتشار دعوات مغرضة من بشرٍ قاصرٍ وناقصٍ مليءٍ حقدًا وكراهية ورافضٍ لكلّ ما هو مختلف عنه، وهو نفرٌ أثبت حقًا أنه كارهٌ حثيثٌ للحياة نفسها. فمثل هذه التوجهات الهدامة وغير المعقولة ضمن سياقات تطور الزمن وتقدم الشعوب نحو الأفضل، كلّها تستهدف في سلوكياتها الشائنة والناقصة السلمَ المجتمعي وتنخر في جسم النسيج الاجتماعي للبلدان والأمم من دون استثناء. وهذا ما يعني الضياع في المتاهات وفقدان الرصانة في كل السمات الحسنة والطيبة التي تشكّل النواة الناصعة للتسامح بين هذه جميعًا وفق المخطَّط الإلهي الكبير.

فالله في خلقه لأبوينا آدم وحواء، إنما خلقَ البشرية بمحبته الإلهية لتنمو وتتكاثر وتملأ الأرض صبيانًا وبناتٍ، ذكورًا وإناثًا في جمال الصورة وحسن الأخلاق وشكل القوام وليس في تكميم الأفواه وتعوير الأشكال وإخفاء الجمال وردع التعبير واستلاب الحريات وتحجيب المظاهر وتحريم الملامح البريئة المقبولة. حينها يكون النقصُ في عقل الإنسان ذاته وفي فكره ورؤيته للحياة وتفسيره لفقه دينه وشرعه بسبب قصر النظر في فهمه لتفاصيل المعتقد الذي يؤمن به أو الأيديولوجية التي يتبناها فلسفةً في حياته ورفضه للتفاعل مع بديهية التأوين مع تطور الحياة التي يُفترض تجانسُها وتناسقُها مع الزمن وليس لها أن تعود إلى الوراء بأي شكلٍ من الأشكال.

 

تعددية المجالس دعمًا لفهم أعمق لموجبات الحياة

بهدف مدّ الجسور بين أبناء الديانات بمختلف أطيافها ومذاهبها ومكوّناتها وثقافاتها، كان لا بدّ من تشكيلات تسهّل تحقيق هذا الهدف. فكانت مجالس الحوار والمؤسسات التي تُعنى بالحوار هي البذرة التي انطلقت منها لخلق الآليات وتسهيل اللقاءات وتحقيق الغايات التي ماتزال دون الطموح المؤمَّل. فماتزال الفروقات في الوعي الديني والثقافي بين مختلف العقائد والأديان تقف حائلاً في الكثير من الأحيان لتحقيق هذه الأهداف السامية التي تسعى في أنشطتها لنشر المحبة والوئام وتحقيق السلم والتعايش الأهليين بين أبناء الديانات دون تمييز أو تفرقة لحين بلوغ المرحلة المتقدمة المنشودة في العيش المشترك السلمي الصادق بين الأمم والشعوب والمجتمعات. كما أنّ النظرة الضيّقة لدى أتباع بعض الديانات في مبدأ الكثرة العددية والأقلية وكذا القصور في الوعي الدينيّ وفي الحقوق والواجبات ماتزال سيّدة المواقف في الحسابات الناقصة التي لا تغني ولا تسمّن. فالأديان والأيديولوجيات والمذاهب ليست بكثرة أتباعها بل بحرصها على عيش مستلزمات السلم الأهلي وتحقيق الرفاهة والتنمية المستدامة والتطوّر وترسيخ الاستقرار وسط مجتمعاتها. وعمومًا، تعتبر الهندوسية والبوذية واليهودية والمسيحية والإسلام من الأديان الخمسة الكبرى في العالم التي لها أتباعٌ مهمّون في مناطق وقارات وبلدان مختلفة تقرب من خمس مليارات من البشر، ما يحمّلها مسؤولية أخلاقية كبرى في تحقيق أشكال التعايش السلمي فيما بينها. هذا إلى جانب آلاف الديانات والمعتقدات الصغيرة المنتشرة هنا وهناك، ولاسيّما في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وهذه لها اتباع يُقدّر عددهم بأكثر من ملياري نسمة بحسب نشرات دولية. وفيما تُعتبر المسيحية بمختلف طوائفها وجماعاتها لغاية الساعة من أكبر الديانات في عدد أتباعها ببلوغهم ما يربو على مليارين ونصف من الأتباع بحسب آخر نشرة لعام 2020، فإنها حريصة على تحقيق وصية المحبة التي أوصى بها سيدُهم المسيح في أي وسط تواجدوا فيه. ويليها الإسلام بأتباع يتجاوز تعدادهم الميار ونصف مسلم.

وهم مدعوون أيضًا لتحقيق قدرٍ وافٍ من السلام والألفة والرحمة وسط مجتمعاتهم ومع غيرهم أينما تواجدوا بعيدًا عن دعوات مقاطعة المختلفين عنهم وتحريم الترحّم على ما سواهم من أتباع غير الأديان، وكذا في النظرة الاستعلائية والتمييز عند نفرٍ منهم في التعامل اليومي مع البشر على اختلاف أديانهم وعقائدهم وقومياتهم، في الأقلّ انطلاقًا واحترامًا من مقولة «لكم دينكم ولي ديني».

من بين المجالس التي تم تأسيسها في هذا السياق، يأتي مجلس الأديان الذي رأى النور في عام 2001، بمبادرة من الأمم المتحدة بهدف تهدئة الأوضاع في مناطق النزاع ومن أجل خلق توازن في المجتمعات التي تشهد نزاعات بسبب الاختلاف في الدين والمذهب والقومية والعرق واللون وما شابه ذلك. كما تضمنت الأهداف العامة الارتقاء بمسألة حقوق الإنسان في ظل حكومات فاسدة وأحزاب سياسية غير رصينة وسلطات طاغية ضربت عرض الحائط كلّ الدعوات الخيّرة للحكم الرشيد الذي يضمن حقوق الجميع بالمساواة والعدل واحتساب الجدارة في الوظيفة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. فيما تحظى مسألة الوحدة بين الأديان بأولوية ضمن اهداف هذا المجلس انطلاقًا من رؤية واضحة مشتركة تتمثل برمزية الصلاة التي تجمع مختلف البشر، كلّ بحسب معتقده، وهي قادرة على خلق أجواءٍ من الهدوء والسموّ بالروح والانسجام في الفكر والرؤية والتأمّل المنتج من خلال العيش المشترك وتقاسم المصير وصولاً لتحقيق مشيئة الخالق، أيًّا كانت قدراتُ هذا الأخير أو شكل جبروته أو حضوره وسط أتباعه.

في مبادرة أخرى مشابهة، سبق للمجلس البابوي للحوار بين الأديان أيضًا، الذي جرى تأسيسُه بناءً على توصيات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965م) أن فتحَ الأبواب مشرعة لإصلاح واسع في دوائر ومؤسسات الكنيسة الكاثوليكية باتجاه الوحدة المسيحية المرتقبة ونبذ التقاطعات في المفاهيم والعقائد. كما شكّلَت أهداف هذا المجلس الحبري زاوية مهمة في بناء حوار واسع النطاق للتعاون المتبادل بين الأديان وفق معايير الاحترام للآخر المختلف عبر التركيز على المشتركات التي تجمع ونبذ الاختلافات التي تفرّق وتوحي بالخلافات والتقاطعات والأحقاد والضغائن لأجل الصالح العام للبشرية ومواردها.

وبهذا الصدد، يسعنا كذلك ذكر أهمية مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) الذي تأسس في عام 2012 بمبادرة من المملكة العربية السعودية بالتشاور والتشارك مع كلّ من النمسا وإسبانيا وجهات برتغالية، إضافة إلى الفاتيكان كعضوٍ مراقب. اتخذ هذا المركز مؤخرًا من مدينة لشبونة البرتغالية مقرًا له بدلاً من مدينة فيينا. وهو يسعى ضمن جهوده لتعزيز مسيرة الحوار والتفاهم وفتح آفاق التعاون بين أتباع الديانات باختلاف ثقافات شعوبها وحضاراتها وفلسفات حياتها وصولاً إلى احترام حرية الآخر وخياراته واختلافاته وتعزيزًا لثقافة احترام التنوّع الذي يُعدّ غنىً وثروةً لشعوب الأمم والعالم.

 

المجلس العراقي لحوار الأديان

هنا لا يسعنا إلاّ أن نشيد بالمجلس العراقي لحوار الأديان الذي تأسس في عام 2013م، بجهود عراقية صادقة ضمّت ممثلين عن عددٍ من الفعاليات الدينية والمدنية الناشطة في العراق. وإذ كان من ضمن اهداف انبثاقه تحشيد الجهود وصبّها في خانة حماية الأقليات الدينية والعرقية من أشكال التمييز والإهمال والتهميش في دورها الوطني باعتبارها مكوّنات أصيلة في المجتمع العراقي، فإن أمامَه مهامًا كبيرة أخرى في انتظاره للتحرك الجادّ وطنيًا ودوليًا من أجل ضمان حقوقها التي فرّطت بها أحزاب السلطة الفاسدة منذ التغيير في 2003 والتي ساهمت بانقراضها وبخسها بطريقة أو بأخرى. وهذا ما يدفع القائمين على إدارة المجلس بزيادة الحرص وحثّ الجهات المعنية من حكومية ودينية ومذهبية ومن مؤسسات مدنية متنوعة، لضمان حقوق هذه المكوّنات الهشة التي أُطلقت عليها تسمية «الأقليات» استهانةً بها وبتاريخها وأصالتها. فالزمن الغادر هو مَن أحالها إلى جماعات قليلة العدد في طريقها إلى الاندثار والانقراض والزوال بغير رجعة فيما لو تواصلَ إهمالُها وهضمُ حقوقها وتهميشُها واغتصابُ أملاكها بلا حياء ولا ردع ولا خوف. وقد سبقَ أن استضاف العراق المؤتمر الثالث لحوار الأديان في شهر تشرين أول 2022، بالتعاون والتشاور والمشاركة مع مسؤولين معنيين من حاضرة الفاتيكان. فيما انصبّت الجهود الفعلية وليس الإنشائية لتحفيز مراجعة ملف التنوع الديني والتعايش السلمي في البلاد بقوّة وجديّة باعتباره مصدرًا للقوة والثروة الوطنية وبابًا للتعايش السلمي الصحيح بين أبناء الوطن الواحد. من الجدير ذكرُه، أنَّ جزءً كبيرًا من هذا الجهد جاءَ في ضوء تحفيز زيارة البابا فرنسيس (المتنيّح مؤخرًا يوم 21 أيار 2025) إلى العراق في آذار من العام 2021 الذي «دعا حينها إلى تحقيق السلام في المنطقة وتعزيز الحوار بين الأديان»، والتي عزّزها بلقاء تاريخي مع الزعيم الشيعي سماحة السيد علي السيستاني وزيارته التاريخية إلى مدينة أور موطن أبي المؤمنين «إبراهيم». وضمن ذات الجهود، وعلى صعيدٍ وطنيّ مواز، شهدت مدينة الناصرية آنذاك، تهيئة الأجواء عبر «بناء مركز للحوار بين الأديان يضمّ أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة المندائيين وقاعة كبرى لاحتضان اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات».

إن مثل هذه المراكز والمجالس الرصينة والمؤسسات الشبيهة من غير المذكورة في مقالتنا هذه، وهي عديدة، قادرة أن تخلق وعيًا جماهيريًا وعالميًا نظرًا لما تحمله قياداتها من فهمٍ لموجبات الحياة اليومية وضرورة إحلال السلام وإرساء قواعد العدل والمحبة والتفاهم بين شعوب الأرض بترفّع وسموّ في الخُلق والرغبة في خلق أدوات السلام ونشر أدواته لتحقيق السلم الأهلي والاستقرار والأمن في أيّة منطقة مهددة بالاضطراب أو بكسر معايير السلام والتفاهم والعيش المشترك. من هنا يكون من أهمّ أهدافها مدّ الجسور بين الزعامات الدينية والسياسية والمدنية وصولاً لخلق مجتمعات متراصة موحدة في رؤيتها لخدمة الإنسان الذي هو مركز الحدث وهدف الجميع. فمن دون وضع الهدف الأساس في خدمة الإنسان واحترام الإنسانية، لا تستقيم سائر الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية وما في شاكلتها من أنشطة وفعاليات. ويبقى الحوار وأشكال التفاهم وحدها كفيلة بترسيم المقاسات الإيجابية لصانعي السلام وناشري المحبة في أية بقعة من بلدان العالم، ومنها أيضًا إبراز القيمة الحضارية لاختلاف التنوع البشري والدينيّ والإتني ومدّ الجسور بينها جميعًا لتقليل المسافات وإلغاء الحواجز بكلّ أشكالها ودوافعها وأغراضها وصولاً إلى رسالة البابا الراحل فرنسيس الإنسانية والتاريخية «كلُّنا إخوة»، وهي الكفيلة بترسيخ احترام الاختلاف الديني والعرقي والطائفي والحفاظ على السلم الأهليّ. فالتنوع كما يراه المثقفون والعقلاء والوطنيون الشرفاء هو بحدّ ذاته مصدر قوّة للفرد والمجتمع والبلد والعالم في كلّ زمان ومكان.

 

 

 


مشاهدات 70
الكاتب لويس إقليمس
أضيف 2025/05/21 - 3:41 PM
آخر تحديث 2025/05/22 - 7:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 342 الشهر 28002 الكلي 11022006
الوقت الآن
الخميس 2025/5/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير