الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السودان.. حرب الجنجويد والأخوان

بواسطة azzaman

السودان. . حرب الجنجويد والأخوان

خليل ابراهيم العبيدي

 

السودان بلد عربي يمتلك تربة زراعية خام قادرة على تأمين حاجة الملايين من السكان ، تكمن تحتها معادن نادرة يقف في مقدمتها الذهب وخامات اليورانيوم ، شعبه يعاني الجوع والحرمان ، واطفاله قبل حرب نيسان يعانون سؤ التغذية واجساد اصابها الهوان .

السودان . المساحة والسكان .

يقع السودان في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية ، تحده سبعة دول ، يطل على البحر الأحمر ، يبلغ عدد سكانه ،48،5 مليون ، يعيشون على أرض  مساحتها 1،866 مليون كم مربع ، ارضه زراعية من الطراز الأول ، ولو استثمرت لكانت سلة العرب الغذائية حسب نظرية تقسيم العمل بين الدول العربية . وكان السودان يسمى بالسودان المصري .إذ كان جزءا من مملكة مصر والسودان ، وانفصل عن مصر عام 1956 ، مشكلا جمهورية السودان الحديثة . برغم وعود اسماعيل الازهري لضمان الأبقاء على الوحدة مع مصر إلا أن الاضطرابات في الجنوب دفعته للقبول باستقلال السودان .

السودان بين عام 1956---2023 .

كان اسماعيل الازهري او رئيس وزراء منتخب في السودان بعد انفصاله عن مصر ، وكان الرجل سياسيا مثقفا تقدميا وضع خارطة طريق لاقامة السودان الحديث ، وكان  يعمل على تطوير الزراعة في أرض تدر ملايين الأطنان من المنتجات الزراعية ، وقد واجه مشاكل عنصرية وثورات ، كان في مقدمتها ثورة أهل الجنوب ، وقد كان السودان كغيره من الدول العربية يواجه مسألة وصاية العسكر  ، ففي العام 1956 تقلد الحكم عبد الله خليل بعد اسماعيل الازهري ، وهو جنرال ينتمي إلى حزب الامة ، وكان من الثوار ضد الانكليز وكان شخصا مثقفا سلم الحكم إلى الجنرال ابراهيم عبود ، واليك عزيزي القارئ قائمة بمن حكم السودان .

(1)......  الجنرال ابراهيم عبود عام 1958--- 1964. ، (2.)....سر الختم خليفة الحسن عام 1964---1965 .(3).....محمد احمد محجوب   عام  1965----1966. .(4)......الصادق المهدي عام 1966----1967.، (5).....،محمد احمد محجوب.  عام1967----1969.، (6)....،الجنرال جعفر نميري.   عام 1969---1985 .،(7.)... عبد الرحمن سوار الذهب عام 1985--1986 ، تنازل عن السلطة بروح ديمقراطية ل (8).....الصادق المهدي( مدني ).عام 1986--1989.(9)....عمر احمد البشير (جنرال) عام 1989-2019 .(10) عبد الفتاح البرهان( جنرال) عام 2019.   ،  لغاية تاريخه .

ثورة الشعب السوداني .

نتيجة لتدهور الاحوال المعيشية ، وجراء كبت الحريات في عهد البشير ، انتفض الشعب السوداني في شهر ديسمبر عام 2018 . تحت مظلة ( قوى الحرية والتغيير ) ، التي ضمت اغلب القوى الوطنية وخاصة القوى اليسارية والحزب الشيوعي السوداني  ، وتم توقيع اتفاق السلام مع الحركات المسلحة ، غير أن الواقع السياسي في السودان شأنه شان الواقع العراقي ، كثرة في الأحزاب ، وقلة في الاتفاق ، وظلت القوى المدنية تشهد خلافات بين اليسار واليمين ، وكان الوسط يحتضن عبد الله حمدوك ، وهذا الخلاف هيئ الظروف لانقلاب العسكر بقيادة البرهان والأخوان على البشير الذي لم يكن يستمع لمطالب ثورة الشعب ، بل وواجه تلك الثورة بالاهمال ، وبالتهديد في أحوال أخرى ، ولم يكن انقلاب البرهان إلا للحفاظ على البشير ، تحت لافتة الإخوان وتضامن العسكر .

الجنجويد نواة الدعم السريع .

بعد نشوء حركات ثورية في إقاليم عدة من السودان ، خاصة في منطقة دارفور ، تشكلت اولى اشكال المليشيا المدنية عام 2011 لمحارية الحركات الانفصالية ، وكانت الجنجويد ، وهي تسمية سودانية أطلقت للتعبير عن كلمتين.(الجن ) وهو الجني ، الرجل الذي يحمل رشاشة نوع (جيم 3 ) المنتشرة في دارفور ، (وجويد) تعني الجواد ، والمعنى تشير إلى الرجل الذي يمتطي جوادا ويحمل رشاشا . ونتيجة لعمليات الأعتداء على الاهالي من قبل الجنجويد ، بقيادة حميدتي ، وهو  (محمد حمدان دقلو من قبيلة الزريقات التي تعود  إلى رفاعة من قبيلة جهينة ،، ويكيبيديا ، ) نعم نتيجة للاعتداءات والاغتصاب  كونها مليشيا غير منضبطة عسكريا فقد قام الرئيس عمر احمد البشير  باضفاء الصفة الرسمية على هذه المليشيا بمرسوم جمهوري ، وتم الحاقها بجهاز المخابرات والامن الوطني ، وأطلق عليها (قوات الدعم السريع ) .

البشير جاء به انقلاب وانقلب عليه آخر .

انقلب الجنرال عمر احمد البشير عام 1989 على حكومة الصادق المهدي المنتخبة ، وعلى رئيس الدولة احمد الميرغني ، واستمر حكمه لثلاثين عاما لم يشهد في ظله السودان الإستقرار ولم تعرف التنمية طريقها إليه ، وانفصل في ظل حكمه الجنوب عن الشمال ، وظل محلقا في فضاء الإخوان ، ولم يك حكمه عادلا كعدل الاسلام ، ولم يصلح من نفسه حتى انقلب عليه البرهان ، وانقلاب الأخير لم يكن لتصحيح الوضع ، وانما لدرء الخطر عن الإخوان بعد ثورة الشعب ضد حكم البشير وسوء الحال ، فقد انفجرت التيارات المدنية والعلمانية مطالبة يتحول سلمي نحو نظام ديمقراطي يمثل الجميع لانقاذ الجميع ، وفي لجة الصراع بين البرهان الذي عاد ليقرب الإخوان وبين التيارات المدنية. والعلمانية ، انقلب حميدتي على البرهان وسخر قوات الردع السريع لمحارية الجيش السوداني بكل انتماءاته الوطنية ،

الردع السريع واكذوبة الحكم المدني .

يدعي حميدتي ، وهو الجنرال المزييف الذي صنعه البشير بأنه يقاتل البرهان الذي يقف وراء انقلابه الإخوان ، وهي دعوى باطلة باعتراف اغلب التيارات المدنية ، وانما الحرب هي حرب الجنجويد القبلية وحرب الإخوان الإسلامية وبمساندة اطراف اجنبية وعربية ،

إن الشعب السوداني يقف اليوم وراء قواته المسلحة بدافع الولاء الفطري للوطن ، وليس للبرهان والأخوان ، وهو يقف بالضد لنشاط قوات الردع السريع باعتبارها متمردة بلغة المليشيا على الدولة ، والدولة  في حقيقة الأمر لا يمثلها البرهان وجماعة الإخوان ، ولا يمثلها الردع السريع لانه يحمل في جوانحه نوايا الانفصال وخطره المريع ، اما الشعب فهو  يطالب اليوم  بحكم ديمقراطي مدني يمثل الجميع ......

 


مشاهدات 87
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2025/05/21 - 2:54 PM
آخر تحديث 2025/05/22 - 9:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 440 الشهر 28100 الكلي 11022104
الوقت الآن
الخميس 2025/5/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير