عودُ القَصَبْ
ميديا المندلاوي
ليتني كنتُ في فقاعة!!
لا تعامل مع الناس من بعيدْ
لربما حينها كنتُ سأستبدل قلبي
بقطعةِ من حديد ...
فلا أنساق خلف القيلِ والقالْ
ولا آبه لما يريدون .. بل لما أريدْ
لربما حينها قد يشعرون بالندم
لفقدانهم قلباً من نوعٍ فريدْ ..
لِما الناسُ أصبحت تؤذي دونَ نَدم
على زماننا مرة كنا قد نقول :لا
والفَ مرة نقول : نَعَم
كنا نراعي مشاعرَ الاخرين
فزلة اللسانِ كانتْ أصعبَ من زلةِ القَدم ْ!
الان يتنافسون على الردِ والتجريح
ويتناسون المعروفَ بجرةِ قَلَم
وإن كنتَ تتقاسمهم الحزن
فحزنك لكَ وحدك فأغُطس في الالَمْ
يبخلون جداً في العطاء
وعندَ الغدر هُم بمنتهى الكَرّمْ ....
ليتني أنشغل ... أنشغلُ حتى التَعًبْ !
ولا يبقى لدي وقتُ فراغ
لا للسؤال ِ ولا حتى للعَتَبْ
فكلُ الحوارات مملة .. لا تستهويني
وكلها نميمةٌ يملئها العَجَبْ
فيما مضى كنتُ وصديقاتي
نهتم بالفكر .. بالفلسفة .. بلادَبْ
كانت قصصنا جميلة
نتناقشُ عن الروايات ومن كَتَبْ
والان لا شيئ جديد
كل الكلامِ عن المالِ والذَهَبْ
تمايلنا من قسوة الدروس
وصفعاتك يا قدر أحنتنا كعودِ القَصَبْ