الأيزيديون يحتفلون بالحياة في أقدس أيامهم رغم النزوح

اربيل - فريد حسن  

 في كل عام، ومع أول أربعاء من نيسان حسب التقويم الشرقي، يحيي الإيزيديون عيد رأس السنة الإيزيدية المعروف بـ (الأربعاء الأحمر)، أحد أقدس أعيادهم وأعمقها رمزية. رغم قسوة النزوح وابتعادهم عن قراهم الأصلية، يواصل الإيزيديون إحياء عيد رأس سنتهم الجديدة في هذا اليوم وفقاً للتقويم الشرقي٬ ضمن تقاليد فريدة وطقوس روحية. بين مخيمات اللجوء، تواصل العائلات الإيزيدية تزيين البيوت المؤقتة بالزهور الملونة، وتلوين البيض، كجزء من طقوس العيد الذي يُعد من أقدس وأقدم المناسبات في الموروث الإيزيدي٬ ورغم التحديات، تبدأ التحضيرات قبل أيام، في محاولة للحفاظ على هذا التقليد العريق ونقـــــــــــــله إلى الأجيال الجديدة. ويؤمن الإيزيديون بأن (هذا اليوم يمثل بداية الخليقة ونشوء الحياة، ويُعرف أيضاً باسم سرى سال، أو رأس السنة الإيزيدية، ويـــــــــــجسد رمزية عميقة للانبعاث والتجدد في عقـــــــــــيدتهم)٬ وفي تلك المخيمات، تبين ان (الحياة تتجدد بتلوين الأطفال البيض، وتعليق الزهور على الأبواب، وتُشعل الشموع كأنها تبث نور الأمل من قلب المعاناة)٬

حفظ الذاكرة

ويؤكد ايزيديون ان (التحضيرات تبدأ قبل أيام، ليس لتجديد الطقوس فقط، بل من باب الإصرار على البقاء على حفظ الذاكرة، وأن يستمر هذا التراث حياً في قلوب الأجيال القادمة)٬ مشيرين الى انهم (يؤمنوا بان هذا اليوم هو بداية الخليقة، يوم ولدت الحياة، ولهذا فهو لا ينسى حتى في أقسى الظروف)٬ بحسب تعبيرهم. وهنأ الرئيس مسعود بارزاني، الإيزيديين في كردستان والعالم٬ بمناسبة عيد رأس السنة الإيزيدية، متمنياً لهم عاماً جديداً مليئاً بالطمأنينة والفرح. وفي نص تهنئته، عبّر بارزاني عن (أمله بانتهاء معاناة الإيزيديين بعد سنوات من التهجير والتشرد)، داعياً إلى (العمل المشترك لإنهاء آثار الإرهاب وتمكين الإيزيديين من تقرير مستقبلهم بحرية في أرضهم التاريخية)٬

وأكد بارزاني أهمية (الحفاظ على حقوق وثقافة ومعتقدات الإيزيديين، وضرورة مداواة جراحهم وضمان مشاركتهم الكاملة في رسم مستقبلهم)، لافتاً الى ان (حمايتهم مسؤولية جماعية وحق لجميع افراد هذا المكون)٬

وختم الرئيس تهنئته بالتمنيات بأن (تحمل الأعياد المقبلة السلام والخير، وأن يكون العام الجديد عام أمان وسعادة للجميع).