مرشد ٌ في القلبِ لا ينسى
عبدالستار الراشدي
بكيتُ مرشدَ قلبي والدمعُ قد شهدا
وفي فؤادي لهيبٌ ما له بردا
فجأةً مضيتَ عنّا والليلُ مكتئبٌ
وأنتَ في اللحدِ وحدك قد غدا فردا
يقيني أنّك في جنّاتِ خالقِنا
وفي رحابِ الهدى قد نلتَ ما وُعدا
أبا رائدٍ، وفيكَ الخيرُ متّصلٌ
وفيك نبلُ المعاني قد بدا جسدا
نصحتَنا، كنتَ فينا النورَ منطلقًا
وثوبُك الصدقُ، والإحسانُ قد وردا
رثيتُك الآنَ، والقلبُ الذي وهبَ
عهدًا لربٍّ كريمٍ أن يفي العهدا
بذلتَ جهدَك فينا دونَما تعبٍ
وصبرُك الثابتُ العالي غدا سندا
كتبتَ شعرًا لنا، والفضلُ منطلقٌ
فكيف لا نكتبُ الأشعارَ لك مددا؟
ومثلك النادرُ الموصوفُ بالكرمِ
يزهو التقى فيه، والزهدُ قد عبدا
رحلتَ لكنّ ذكراكَ التي سكنتْ
في القلبِ تبقى، وفي الأرواحِ تتقدا
إذا اشتكى الحرفُ، كنتَ الحرفَ منطلقًا
وكنتَ فينا شفاءً يُذهبُ الكمدا
فيا فقيدَ الوفا، يا نبعَ مكرمةٍ
نمْ في سلامٍ، ففي الجنّاتِ لك رغدا