اوروك الحارس والمحيط.. قراءة في تاريخ أقدم الحضارات العراقية قبل الميلاد
نجم الجابري
من تصميم شركة ام بي جي العالمية لندن صدر عن دار غولدن بوك للنشر/ لندن للطباعة كتاب اوروك الحارس والمحيط للصحفي والكاتب كاظم الحناوي ب ٢٣٥ صفحة من الحجم المتوسط يتكون الكتاب من أربعة فصول ومن مباحث مختلفة
تمهيد:
ترك المنقبون وعلماء الآثار الكثير من الآراء والمعتقدات حول حضارة وادي الرافدين نشوئها، وتطورها ،وتعد الفرق الألمانية هي الافضل حيث عالجت هذه المسألة منهجيه علميه خالصة تساعد القارئ والباحث معا ولهذا صار من الضروري ومن البديهي الحفاظ على تراث وتاريخ هذه الحضارة من الضياع ومن سرقة الآثار سواء من خلال فرق التنقيب أو من خلال تجار ومهربي الآثار والا بماذا نفس بيع مزاد في نيويورك آثار استولت عليها دولة غازية حيث بيعت قطعة واحدة لاثار اوروك بثلاثين مليون دولار.
فرق التنقيب:
ان فرق التنقيب هي المتهمة اصلا بسرقة الآثار منذ بداية التنقيب في القرون السابقة لغياب القوانين التي تحافظ على تراث البلدان مما يجعلها عرضة للسرقة والا فان جميع آثار العراق المسروقة موجودة في متاحف فرنسا وبريطانيا وأمريكا مثل اسد بابل مسله حمورابي ،اثار اوروك.
الأديان والحضارة
ان الانقطاع عن تاريخنا جاء بسبب عدم تسلسله الينا بطريقه طبيعيه فى الأديان ذكرت على انه اساس انه من أساطير الأولين وتعريف كلمة أساطير عرفت لكي تتماشى مع قيم وعادات وتقاليد فرضتها القوى الجديدة ف القيم تدل على تفكير المجتمع ونتاجه ونظرته للأشياء لذلك لابد من تأصيل وعي تاريخي يساعد على ردم الهوة والفجوة والانقطاع في تاريخنا لمرحلة ما قبل التاريخ وما بعد الاسلام وهذا ينتج عندما يتشكل وعي جمعي يستحضر كل مقومات التاريخ وعدم انقطاعها عن بعض كما يحدث مع الحضارات العريقة الصينية والهندية والفارسية والفرعونية والتي تأتي بالقدم من حيث النشأة بعد حضارة وادي الرافدين.
الفصل الأول ص11 يتكون من مباحث أربعة:
م1نهاية الحضارة،الجهل والتخلف في محيط اوروك،نهاية حكم السومريين.
نهاية الحضارة؛بعد نهاية حضارة اوروك عاش الإنسان في محيط اوروك ضائعا في متاهات عصور مظلمة مختلفة سواء في فترك الاحتلالات الفارسية والتتار والمغول ثم العثمانيين اذا ما تجاوزنا عصر الامويين والعباسيين ولمدة مئات السنين بدليل عدم وجود أي معلم لتلك الاحتلالات حتى في فترة حكم الملكية والجمهورية سوى مراكز اعتقال وسجون الانكليز مثلا موزعه كل 15كم في تلك المنطقة مثل سجن نقرة السلمان والخناق التاريخيين سيء الصيت.
الجهل والتخلف في محيط اوروك:كانت علاقة الدولة بمحيط أوروك هي أخذ الضرائب قسرا وإخضاع المدن وتمرد القبائل والإضراب سمة العهد الزراعي.
نهاية حكم السومريين:
بدأت نهاية حكم السومريين عام 1894-1594ق م
في بابل عندما تمكن الاموريين من إحكام سيطرتهم على كامل بلاد مابين النهرين واشهر ملوكها حمورابي أعظم ملوك هذه الأسرة.
م2 جلجامش والحلم السومري:جلجامش الملك السومري حكم الوركاء في فترتها الاولى عام2650ق م وملحمته كتبها سين ليقي اونيني على ألواح الطين وتروي قصة رجل ثلثاه إله وثلثه إنسان فهو ابن الآلهةننسون التي حملت به من ملك اوروك لوجال بندا وتدور أحداث القصة عن رحلة جلجامش بحثا عن الخلود بعد ان فزع من الموت موت صديقه أنكيدو.
اولا المصدر السومري -البابلي -أما التجربة التي صنعت جلجامش كانت في القلق حسب كشف معنى الخلود انطلاقا من الموت هي حكاية إفلاس الانسان لان لا خلود لمخلوق:
جاء المبحث الثالث عن أوروك و الآخرون
م 4
أهمية آثار اوروك
الفصل الثاني ص٤٤ ايضا يتكون من أربعة مباحث
م١ جريمة سرقة الآثار
م٢ الآثار وتزوير التاريخ
م٣ المشاركة الطوعية في حماية آثار البلاد
في هذه المباحث قدم الكاتب ادلة قانونية موثقة من سرقات الآثار وغياب القوانين الرادعة وتبييض سرقة الآثار من الدول الغربية إهمال الآثار وفيه يتحدث الكاتب عن مقالات نشرت في صحف غربية للكاتب عن سرقة آثار العراق ص ٨١
الفصل الثالث يتحدث عن الحارس في اوروك وما رواه المؤلف من أحداث أثناء عمليات التنقيب في اوروك في هذا الفصل قصص حب وخيانات، قبائل تتحد حقائب دبلوماسية مذكرات مدعم بالادله، سرقات الأسد المتحفز ص ٨٩-ص١٦٨
في هذا الفصل أيضا يتحدث المؤلف مع حارس الموقع الأثري عن مواضيع عديدة يرويها له مثل البحث عن صدام في اوروك-الجنرال
الفصل الرابع ص١٦٩
يتكون من أربع مباحث ايضا كما سبقه ويشرح محيط اوروك
م الاول :علاقه مجتمع اليوم بمجتمع ما قبل التاريخ
م الثاني الجذور
م الثالث الانساب
الخاتمة
الخلاصة:
لطالما ظل تاريخ الدول واول نشوء ها غامضا بعيدا عن الأسس الحضارية وما تكتنزه أرضها من قطع أثرية متنوعة أهم التطلعات للباحثين ورهانات المتاجرين وكذا الحال بالنسبة لحضارة وادي الرافدين سيما حضارة اوروك العظيمة اولى الحضارات في الجنوب
في هذا الكتاب قدم الكاتب كاظم الحناوي قراءة مريرة لتاريخ اوروك ونقل باتقان روايات العاملين في مركز اوروك من الحراس وحتى الباحثين الغربيين عن خفايا هذه الحضارة واسرارها وما تعرضت له من سرقة خزائنها وتراثها المدفون تحت الأرض كما نقل كل ما حدث في فترات التنقيب قبل احتلال العراق وبعد ايام الغزو الأمريكي الغاشم وقدم رؤية موضوعية حول إصلاح القوانين والحفاظ على التراث الوطني كما حاول أن يربط الماضي بالحاضر عندما أوجد نقاط التماهي بين أوروك و مدينه الخضر.
ولا يفوتني ما ذكره في مؤلفه عن اقتصاد اوروك ونظره الحاكم حينها للموجودات لقد امضيت ساعات اقلب المطبوع بترو فوجدته ثرا غنيا بالمعلومات التي يحتاجها كل متابع لقد استهدف الانسان العراقي في هذا الكتاب منذ نشأته الاولى حتى العصر الحديث وما تعرض له من ظلم ولعل الحناوي حاذقا عندما وجد ان السبب في اهمال تلك الحضارات سياسيا بالدرجة الاساس وان العالم الرأسمالي سرق تاريخ هذه الدول التي نشأت في العراق وأراد طمس تاريخه بسرقة موجوداته التراثية ولا يفوتني ان اشير الى ان الكتاب أنيق الطباعة وواضح اللغه وفيه من الحداثه مما يشير إليه تحيه للباحث كاظم الحناوي القلم الكفوء الوطني الذي لم تشوه المناطقية ولا الطائفيه ورغم همومه الصحيه لكنه قدم هذه التحفه المعرفية التي يستفيد منها الكثير سيما من يهمهم التاريخ خاصة والثقافة عامه.، الكتاب اضافه واضحه ومميزه للمكتبة العراقية.