ذاكرة وطن.. كتاب جديد
بغداد – الزمان
صدر حديثًا للأستاذ الدكتور جهاد كاظم العكيلي، الإعلامي والأكاديمي المعروف، كتابه الجديد الموسوم "ذاكرة وطن"، وهو عمل فكري عميق يجسد رؤية الكاتب في توثيق ملامح الوجدان العراقي المعاصر، ويعبّر عن ضمير المواطن العراقي الذي ظلّ وفيًّا لوطنه رغم التحديات والظروف الصعبة التي مر بها العراق خلال العقود الماضية.
يأتي هذا الإصدار ليُضاف إلى سلسلة من المؤلفات الفكرية التي عُرف بها الدكتور العكيلي، والذي استطاع أن يقدّم من خلال تجربته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في الإعلام والأكاديميا نموذجًا للمثقف الوطني الذي يكتب بجرأة وصدق وانتماء، متخذًا من الكلمة موقفًا ومسؤولية ومن القلم وسيلة للتنوير والإصلاح.
يضم كتاب "ذاكرة وطن" مجموعة من المقالات والدراسات التحليلية التي تتناول قضايا العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية، حيث يقدّم الكاتب قراءة موضوعية معمّقة لواقع المجتمع العراقي، كاشفًا عن التحديات التي واجهها المواطن، ومحللًا أسباب التراجع في قطاعات عدة، من الإدارة إلى الديمقراطية والتعليم والإعلام.
ويتناول الدكتور العكيلي في هذا العمل الفكري ظواهر اجتماعية وسياسية أثارت جدلاً واسعًا في الساحة العراقية، فيكتب عن الأمية السياسية، وعن العلاقة بين رجل القانون والقبيلة، وعن الصمت المجتمعي تجاه الفساد، وعن المتسللين في السياسة والإعلام، كما يناقش بوعي أكاديمي قضايا الديمقراطية المفقودة، والعدالة الغائبة، ودور المستشارين في صناعة القرار.
وفي محور آخر يتطرق إلى القضايا الاقتصادية والجيوسياسية، متناولًا موقع العراق الإستراتيجي وما يشهده من صراعات مصالح إقليمية ودولية، كاشفًا بأسلوب جريء عن حجم التحديات التي تواجه سيادة العراق واستقراره. كما يخصص فصولًا مهمة لتشخيص أزمات التعليم وتراجع الأداء الأكاديمي، محذرًا من مخاطر تهميش الكفاءات وتراجع القيم العلمية الرصينة.
يتميّز "ذاكرة وطن" بلغته الرفيعة وأسلوبه الرصين الذي يجمع بين عمق التحليل وصدق الانتماء، فيقدم رؤية فكرية ناضجة تسعى إلى ترسيخ قيم المواطنة الحقة، وإحياء الوعي الوطني، والدعوة إلى إصلاح شامل يستند إلى العلم والضمير والمسؤولية.
بهذا الإصدار يرسخ الأستاذ الدكتور جهاد كاظم العكيلي مكانته كأحد أبرز الأصوات الفكرية والإعلامية في العراق، صوت يكتب بوعي المثقف وضمير الأكاديمي وجرأة الوطني الغيور، ليجعل من "ذاكرة وطن" وثيقة فكرية شاهدة على وجع العراق وأمله وحلمه بمستقبل أفضل.