التواصل مع الخبرات الأمنية السابقة يحمي مصادر القوة ويعزّز الأواصر
مارد عبد الحسن الحسون
لعل من اهم متطلبات أصالة العمل، أي عمل صيانة ذاكرته من التبدد والضياع بل والافتقاد، الامر الذي يضمن حماية مصادر قوته ويحقق انسيابيته اللازمة، واذا كان لكل مهنة تطلعها إلى القدرة في احتواء الواقع القأئم تظل الذاكرة المهنية الامنية واحدةً من الالتزامات لأي بلد يسعى إلى حماية سيادته الوطنية ويحرص على تحقيق الالتزام التام بالضوابط القانونية والاطمئنان على سلامة المجتمع، أقول ذلك وأشير اليه بالمزيد من الضرورة وانا اتابع بتقدير اهتمام وزيرالداخلية السيد عبد الامير الشمري بهذه المعادلة القائمة على عدم التفريط بالذاكرة الامنية التي يمثلها رعيل قادة الشرطة المتقاعدين الذين قدموا ما يملكون من جهود مشرّفة عندما كانوا على منصات المسؤولية الامنية، وبالاخص الذين يمتلكون سجلات لا غبار عليها في الرصيد التاريخي لوزارة الداخلية لقد حفزني في الاشارة الى ذلك مبادرة الشمري في دعوته عدد من ضباط الشرطة القادة المتقاعدين وجمعهم على مأدة رمضانية مباركة يوم الاثنين الرابع والعشرين من اذار2025 في بغداد. لا شك ان هذه المبادرة بقيمتها الاجتماعية تعكس عن جدارة اهتمامه بالتواصل مع الخبرات القيادية السابقة التي كانت ضمن تاريخ الوزارة وحققوا انجازات عندما كانوا يتولون المسؤولية في فترات معينة داخل المنظومة الامنية على تعدد صنوفها وليس هناك أية شوائب على مسيرتهم المهنية في كل المسؤوليات التي تقلدوها.
أجيال جديدة
ان مبادرة السيد وزير الداخلية هذه، عنوان يستحق الاشادة يضاف الى عناوين التواصل التي دأب على أعتمادها منذ توليه الحقيبة الوزارية، وإذا كان لابد من اضافة الى ما اشرت اليه اعلاه فان من الضروري ان اتطرق الى نقطة في المهن تقوم على مبدأ استشارة ذوي الخبرة الذين كان لهم شأن بستحق التذكير به من اجل مد الاجيال الجديدة من الشرطة العراقية بحقائق تاريخية لهذه المهنة الوطنية تستحق الاعتزاز بها. لقد تبين لي من خلال متابعتي الى ذلك ان المؤسسات المهنية التي تحقق نجاحات متواصلة هي التي تحرص على استشارة ذوي الخبرة السابقين علّها تجد في استشاراتهم ما يعينها على تقديم افضل صيغ العمل الناجح ،وهكذا فأن . وزارة الداخلية العراقية وهي تواظب على هذا المنهج انما تعزز قيمة من العمل الامني الامين على حقوق العراقيين، بخلاصة اضافية، إن المأدبة الرمضانية التي جمعنا حولها السيد وزير الداخلية كانت فرصة للقاء الاخوي وتبادل الاراء في العديد من القضايا التي تتعلق بتعزيز امن المجتمع العراقي.
انني شخصياً احرص دائما على التواصل مع اغلبهم وقد وفرت لي هذه المبادرة الرمضانية وللمدعوين الاخرين فرصة جميلة حقا بالحضور الاخوي ولم الشمل في مناسبة أيمانية روحية، وكل عام وجميع العراقيين بسلام وخير.
□ فريق شرطة متقاعد