السليمانية تستذكر العالم الديني والمصلح الإجتماعي كاك أحمد الشيخ

السليمانية - باسل الخطيب

تتواصل الاستعدادات في السليمانية للاحتفاء بتراث عالم الدين والمربي الصوفي والمصلح الاجتماعي وشيخ الطريقة القادرية كاك أحمد الشيخ.

وقال المدير العام لدائرة الثقافة والفنون في السليمانية، د. محسن أديب، إن الملتقى «سيعقد في 12 نيسان/ أبريل المقبل بالتعاون بين المديرية ومركز برزجا المعني بإحياء التراث الكردي»، مشيراً إلى أن الملتقى «يجسد دور السليمانية كعاصمة للثقافة الكردستانية وعرفاناً للدور المتميز والسيرة العطرة للشخصية البارزة والمؤثرة كاك أحمد الشيخ العالم الديني والمربي الصوفي والمصلح الاجتماعي ولاستلهام دوره المتميز في تعميق روح التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والطوائف والقوميات طوال حياته».   ودلل أديب على ذلك بأن كاك أحمد الشيخ طالما كان «ملاذاً لاتباع الديانتين اليهودية والمسيحية في السليمانية كما كان مهتماً بتمكين المرأة ونيلها حقوقها وحسن معاملتها»، مدللاً على ذلك بأن «إحدى زوجات أبن كاك أحمد الشيخ كانت مسيحية وعندما رزقا بمولد كان الأب يريد تسميته محمد لكن الشيخ أصر على أن يكون لوالدته رأياً في تسميته وقد كان حيث أطلق عليه اسم عيسى».

فعاليات فنية

وأضاف مدير ثقافة وفنون السليمانية، أن الملتقى «سيقام في قصر الفن (تلاري هونر) وسط مدينة لسليمانية بمشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين والضيوف من السعودية والأردن وإيران وتركيا»، مبيناً أن الملتقى «سيشهد أيضاً إقامة فعاليات فنية تراثية ومعرضاً للفن التشكيلي يتناول ثلاثة محاور هي رسم الصورة الخيالية لكاك أحمد الشيخ وتجسيد تاريخ السليمانية والتعايش السلمي». من جانبه قال د. عبد الحميد الكردي، عضو اللجنة العلمية للملتقى، إن كاك أحمد الشيخ «لم يحظ حتى الآن بالتعريف الذي يستحقه ويليق به» مشيراً إلى أن الملتقى «يهدف إلى تعريف الجيل الحالي بهذه الشخصية الدينية والاجتماعية والعلمية المتميزة والمهمة».

وأوضح الكردي، أن اللجنة العلمية للملتقى «تضم أيضاً كلاً من د. بشرى الكسنزاني الأستاذة في جامعة السليمانية والعالم المعروف د. صباح البرزنجي»، مبيناً أن الشخصية الاجتماعية المعروفة الشيخ هاوار البرزنجي «تولى الإعداد للملتقى وتأمين التمويل اللازم وبعض الجوانب الإدارية المتعلقة به».

وأكد د. عبد الحميد الكردي، التدريسي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة السليمانية، أن اللجنة العلمية «أنتقت أكثر من عشرة بحوث للمشاركة في الملتقى نصفها باللغة العربية والآخر بالكردية ستجمع لاحقاً بكتاب»، وتابع أن أعمال الملتقى «ستتوزع على ثلاث جلسات تتناول الجوانب الصوفية والفقهية والعقائدية والاجتماعية لكاك أحمد الشيخ فضلاً عن وثائق تتعلق به من الأرشيف العثماني تسلط الضوء على العلاقة بين الطريقتين النقشبندية والقادرية والتأثيرات السياسية لعائلة كاك أحمد الشيخ التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين لإسهامها الفاعل في تاريخ السليمانية وكردستان بعامة لاسيما الشيخ محمود الحفيد».

طريقة قادرية

ونوه الكردي، إلى أن كاك أحمد الشيخ «يتميز بكون آخى بين أتباع الطريقتين النقشبندية والقادرية»، لافتاً إلى أنه كان «سخياً وكانت مائدته متاحة لكل سائل أو محروم وأنه جمع المكفوفين في السليمانية وعمد إلى تعليمهم القرآن الكريم ليتمكنوا من إعالة أنفسهم».    يذكر أن الحاج كاك أحمد الشيخ (1793- 1887)، هو ابن الشيخ معروف النودهي، ومن أقطاب الطريقة القادرية البارزين في كردستان العراق، وأنه أخذ عن أبيه واشتهر في العلوم الدينية وبالزهد والتقوى، وله عدة رسائل في التفسير والحديث والفقه باللغة الفارسية. وقد توفي عن عمر يناهز 98 سنة في السليمانية، ودفن بمقبرته الخاصة في جوار الجامع الكبير وسط مركز المدينة.  وأن والده الشيخ معروف النودهي (1753- 1838)، هو محمد معروف بن مصطفى بن أحمد النودهي الشهرزوري البرزنجي الشافعي، ويعرف بالشيخ معروف النودهي، وبالبرزنجي. ولد في قرية (نودي) بالسليمانية وإليها نسب، وهو سليل أسرة يتصل نسبها بالسيد عيسى البرزنجي الحسني، تلقى علومه الأولى في قريته عن والده، ثم أكمل تحصيله عن الملا محمد الحاج، فأجازه في الفتوى، اشتغل بالعلوم الدينية ودرَس في جامع مدينة السليمانية، وتوفي فيها.. وكان باحثاً متصوفاً ومن زعماء الطريقة القادرية.