خواطر رمضانية
كمال جاسم العزاوي
تمر السنون عجالاً وكأنها شهور وكذا الأيام وساعات النهار وكأن الاحساس بالزمن قد تغير وكأن الدنيا أمرت بتعجيل المسير الى حيث الأمر الذي قدره الخالق تقديراً فسبحان الله والحمد لله الذي خلق كل شيء بقدر وما أمره الا واحدة كلمح بالبصر .. ها قد عاد رمضان من جديد لنعيش بركات أيامه ونفحات لياليه فمن رحمة الله ومنته علينا أن يمنحنا فسحة في أعمارنا ليزيد المؤمن ايمانه ويعود المسرف الى رشده فخيرنا من أطال الله عمره وحسن عمله كما أخبرنا الرسول الكريم.
* بين الماضي والحاضر :رغم تغير أحوال الدنيا وتقلبات الزمن وتغير الوجوه والأماكن الا أن روحانية رمضان والشعور بحلاوة الايمان والاطمئنان بذكر الله لا تتغير بل تترسخ بنفوس المؤمنين ليزدادوا ايماناً والتزاماً بأداء الصيام والقيام وامساك النفس عن كل منكر ونقيصة ولما كان الماضي يحمل عبق الذكريات ورفقة الأحبة والمقربين فرمضان الأمس يحمل هذه الميزة والراحة النفسية التي ترافقها وسنذكر أحبائنا ممن كانوا بيننا رمضان الأمس وقد رحلوا عنا وتركوا لنا الحنين اليهم والحسرة لفقدهم .
*فعل الخيرات :هناك من الفقراء والمحتاجين واليتامى والأرامل ما يحزن القلب وينغص فرحة قدوم الشهر الفضيل شهر الرحمة والبركات فوجب على الميسورين ممن أفاض عليهم الله بفضله أن يتصدقوا ويغمروا هؤلاء بعطفهم ليشعروا هم بفرحة رمضان وهذا العمل المبارك سيجدونه في صحيفة أعمالهم نوراً يوم لا ينفع مال ولابنون وهذا العمل كبلسم يشفي الجراح ويعيد البسمة الى وجوه اليتامى ولا ننسى صلة الرحم التي أمر الله سبحانه مع الأقرباء بالتواصل والاحسان اليهم وكل امرء بما كسب من صالح العمل رهين .
*وتستمر الحياة :يبقى الأمل بالمستقبل دافعاً لمسيرة الحياة مجدداً لأهدافها وامنياتها وهاهو رمضان اليوم يطل علينا وبلدنا العزيز يمر بحالة من الترقب لما تفرزه الأحداث التي خيمت على المنطقة في الآونة الأخيرة ولا يسعنا هنا الا أن نتوجه الى الباري جل في علاه أن يحفظ العراق وشعبه ويغمرنا بعفوه ويسترنا بستره ويجنبنا شر ما جرت به المقادير انه الرحمن الرحيم والقاهر فوق عباده.