الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مع خواطر الصدر

بواسطة azzaman

مع خواطر الصدر

علي عبد الرحمن الحيدري

 

الأستاذ حسين السيد محمد هادي الصدر أديب وكاتب عراقي ولد في مدينة الكاظميّة جنوب عاصمة الدنيا بغداد، له ما يزيد على ثلاثين ومئة كتاب ما بين الشعر والنثر والدراسات وأدب المقالة والصحافة وغيرها من فنون وألوان الأدب.

وهو رجلٌ مَنَحته الولادة في أسرة دينية براءتها، وقَبَسَ من جبال شموخَها، وطبعته سماؤها بصفائها؛ فأسرته أسرة علمٍ وجهاد، وكانت تلك البداية وقودًا لدربٍ طويل في طلب العلم، سارَ فيه حتى المنتهى.

ألِفْتُهُ منذ أول مقالة قرأتها له في الزمان، وأحببتُه من أولِ كتابٍ من مؤلفاته وقفتُ عليه، وهو اليوم يدلف إلى الثمانين من عمره، كما عهدتُه أول مرة؛ مستمر بالكتابة كما كان في صحيفة الزمان ويحيا بذكرياتِ الصِّبا، ويأرقُ بالحنين للماضي.

أفق واسع

وقد آتاهُ الله لسانًا طليقًا، وأذنًا واعية، وتهذيبًا في القول والفعل، وأناقةً في الهيئة، وجمالاً في الخط، وأفقًا واسعًا في التلقي، وتنوعًا في القراءات، ونوافذَ فكر تنفتح على كل الثقافات، وذائقةً شديدةَ الإحساسِ بالجمال؛ فيما يرى، ويسمع، ويقرأ؛ فتشجيه نغمة، وتطربه كلمة؛ فيحفظها، ويتتبَّعُ مصادرَها، حتى توافرَ على طرائف الفرائد ونوادر الفوائد من الروائع التي قد لا يحفظها غيره.

وهو يَنفحُ جلساءَه وأصدقاءَه في جلسات مجلسه الشهري من عطرِ ذاكرته، وجميلِ صفاته، وكريمِ سجاياه، يمتلئ بالحُبِّ حتى لكأن بوسعِه أن يحتضن الحياةَ بأسرها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

وقد طلب مني صديقنا الأستاذ الموسوعي محمد مُعبر كتابةَ سطور يصدر بها الجزء الجديد من المعلمة الفخمة والموسوعة الكبيرة الضخمة «موسوعة العراق الجديد» التي يعكف على إنجازها الأستاذ الصدر، وبين يدي هذا الجزء الذي حمل عنوان: «خواطر» وكان الذي سبقه بعنوان «سوانح» فهما «سوانح وخواطر» وهذا عنوان العمود الأسبوعي الذي داومتُ على كتابةِ مقالاتٍ أدبيّة فيه نُشر معظمها في صحيفة العربيّة.

وعوداً على بدء أقول: إن حسين محمد هادي الصدر كنزٌ من كنوز العراق ليس الى استقصائه من سبيل؛ فهو كنز في العلم، وكنز في الخلق والسيرة، والقدوة الحسنة لطلابه وقرائه وأصدقائه والذين عرفوه من قريب أو بعيد. وإن طرحنا سؤالاً عما بقي من الأستاذ حسين السيد محمد هادي الصدر لنعيد قراءته بعد المقالات العديدة التي كتبناها عن أجزاء موسوعته فإن الغالب أننا لن نضيف جديدا على ما أكده تلاميذه ورصفاؤه من أكابر الباحثين والدارسين حين نكتشف أننا إزاء أنموذج فريد ومثل يُقتدى للعالم والمعلم؛ الذي اتخذ من الحب والعشق والصداقة سبلا للبحث عن الحقيقة، وآليات للدرس والتعليم ونشر الوعي والمعرفة والثقافة. منطلقا من أصالة حضارته، ونقده الهادئ للثقافات الوافدة والأفكار، قادراً على اصطفاء النافع، واستبعاد الفاسد منها.

وفي الختام أسأل الله أن يوفق الصديق الكبير الأستاذ المتفنن حسين الصدر لإكمال بقية أجزاء موسوعته، وأن يطيل بعمره على خير مقروناً بموفور الصحة والعافية.


مشاهدات 214
الكاتب علي عبد الرحمن الحيدري
أضيف 2025/02/17 - 3:02 PM
آخر تحديث 2025/02/22 - 10:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 323 الشهر 11959 الكلي 10407330
الوقت الآن
السبت 2025/2/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير