الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أرفع قبعتي احتراماً

بواسطة azzaman

أرفع قبعتي احتراماً

كمال جاسم العزاوي

 

لكل شعب ولكل مجتمع خصوصيته وبصمته في الهيأة والملبس والتصرف التي تميزه عن غيره وقد تنتقل بعض تلك التقاليد الى المجتمعات الاخرى نتيجة الاختلاط والتعامل التجاري والانشطة الانسانية الاخرى وفي عصرنا الحالي تسارعت الخطى نحو الاقتباس والاندماج بالمجتمعات الاخرى والغربية منها خاصة وقد ساهمت منصات السوشيال ميديا والمعلوماتية بهذا الواقع فقد جعل الكثير من الشباب يعكف على التقليد ويعتبره شيء من الثقافة والانفتاح  والمسألة طبيعية على العموم وتتماشى مع الذوق العام ولكن قد تتناقض مع واقعنا وتقاليدنا الموروثة الأصيلة ونستعرض هنا بعض الثقافات المتبعة في المجتمعات الاخرى وجذورها وانتقال بعضها الى مجتمعاتنا الشرقية التصفيق وقوفاً :

تصرف جماعي عفوي ابتدعه الجمهور في حفل منح جائوة الاوسكار للقامة الصامتة   تشارلي شابلن 1972 الذي ألهب القاعة تصفيقاً وهو يقف لأكثر من اثنا عشر دقيقة ليغدو بعدها تقليداً محبباً في أغلب شعوب العالم ومنها الشعب العربي رفع القبعة :

تقليد اجتماعي ظهر في المجتمعات الغربية في القرن التاسع عشر يعبر عن التحية والرضا برفع القبعة أعلى الرأس قليلاً مع ابتسامة خفيفة وهو شيء من (أتيكيت) لمجاملة الشخص المقابل والتودد اليه بمجتمعات تعتمر القبعة كجزء من القيافة والهندام المعتمد ولا زالت باقية كأرث اجتماعي تتمسك به بعض تلك المجتمعات أما عبارة (أرفع قبعتي احتراماً) التي دخلت التاريخ فكانت على لسان (هتلر) زعيم النازية الألمانية ابان الحرب العالمية الثانية حين قال وهو يظهر شجاعته وبالمقابل أيضاً يحترم الشجاعة حتى في أعداءه (سأرفع قبعتي احتراماً لمن يهاجمني  ..  وسوف لن أنزلها الا على قبره) الانحناء بضم الكفين :

ليس كل ما كان من ثقافات الشعوب يصلح للتقليد والاتباع فلو بحثنا في أصل حركة  الانحناء بضم الكفين فسنعلم أنها ثقافة بوذية تعبر عن (التوسل بالآلهة) وليس أكثر من هذا في حين يمارسها اليابانيون للتعبير عن الاحترام والتقديس بينما تعني عند الهنود التحية والامتنان    مقارنات طريفة :

تبدو غير مناسبة وغريبة بعض الممارسات المقلدة الواردة الينا فعلى سبيل المثال وليس الحصر من يقول (سأرفع قبعتي احتراماً) وهو لا يعتمر القبعة أصلاً فهذه مفارقة مستهجنة  ولو أردنا التعديل وقلنا (سأرفع عقالي أو غترتي) فسيخدش ذلك بعض قيمنا الاجتماعية   خلاصة لما ورد نقول انتقال بعض الثقافات بين المجتمعات حقيقة يفرضها التعامل والاحتكاك بالمجتمعات الاخرى وهي ايجابية بالعموم سوى ما قد يتعارض منها مع القيم والعقائد فتلك خطوط حمر وأن التقليد المستنسخ لبعض الأفعال والأقوال الوافدة الى مجتمعنا قد يسيء أو يتناقض مع أعرافنا وتقاليدنا ولكن التواصل و التفاعل الايجابي المشترك مع ثقافات الشعوب بأخذ ما يضيف للمجتمع وليس العكس .

 

 

 

 


مشاهدات 91
الكاتب كمال جاسم العزاوي
أضيف 2025/04/14 - 4:15 PM
آخر تحديث 2025/04/16 - 2:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 204 الشهر 15239 الكلي 10595886
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير