الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الدرّاجي ينطلق نحو الشهرة مع (شكول للناس لوعنك يسألوني)

بواسطة azzaman

الدرّاجي ينطلق نحو الشهرة مع (شكول للناس لوعنك يسألوني)

مطرب يتعلّم أصول الغناء والموسيقى في مدرسة الحب

 

كربلاء- محمد فاضل ظاهر

يعد الفنان الراحل عبد الجبار الدراجي مطربا وملحنا وشاعرا كما يعد احد الممهدين للاغنية العراقية الحديثة بالاضافة الى كونه احد رموز عمالقة  الغناء العراقي الى جانب مطربين كبار امثال ناظم الغزالي وداخل حسن وحضيري ابو عزيز حيث استطاع الدراجي ان يستحدث نوعا جديدا في الغناء جمع مابين الغناء الريفي والمدينة ولذلك كانت أغلب أغانيه محبوبة لدى الجميع في الاوساط العراقية حيث غنى المطرب في الكثير من الحفلات اغان عدة وكان الجمهور متفاعلا مع كلماته والحانه كما حفر في ذاكرة ألمستمعين اغلب اغانيه والحانه التي لاتنسى على الرغم من سنين عدة مضت على ذكراه. والدراجي لم يدخل في حياته معهدا او اكاديمية للموسيقى، وتميزت اغلب اغانيه التي كتبها ولحنها واداها بصوته الشجن بصفة التطريب والجمال والانتشار السريع  لتشكل ظاهرة صوتية أضيفت الى مطربي العراق حيث استوحى الدراجي من الغناء الريفي رؤيته الجنوبية ليصبح لها حضور متميز في المشهد الغنائي طوال اكثر من نصف قرن .وكان لصوته والحانه بصمة مميزة اتسمت في اغلب اغانيه بالروح الريفية ليضيف لها بعد ذلك الروح البغدادية كمان ان المطرب الدراجي استطاع ان يجتاز لجنة الاختبار الصعب في الاذاعة عام 1959 الذي كان يضم خيرة أساتذة الموسيقى ومنهم جميل بشير وروحي الخماش وجميل سليم كونه لايعرف المقامات وقراءة النوتة الموسيقية لكي يتم قبوله في الاذاعة ولكن حلاوة صوته وتنوع اداءه اقنع لجنة الاختبار بكلامه حيث قال (اني احب الغناء والموسيقى واصول الغناء تعلمتها في مدرسة الحب والذي يحب يركض وراء محبوبتة)، مما جعل لجنة الاختبار تندهش من هذا الجواب فما كان من الجنة الا ان يصفقوا لهذا الجواب فتم قبوله في دار الاذاعة العراقية في السنة المذكورة كمطرب رسمي لها والذي لم يكن من السهل قبول اي مطرب فيها.

فنان مختلف

والدراجي الانسان والفنان مختلف عن جميع فناني جيله حيث يمتاز بما يؤهله ان يغني مع الفنان عبد الحليم حافظ في حفلة واحدة حيث استمع حافظ الى ما كان الدراجي يؤديه من اغاني ولما انتهى من الغناء استقبله عبد الحليم بالاحضان مهنئا ومعجبا بما قدمه من جمال وروعة وفن عراقي دافئ حيث كتبت الصحف في اليوم الثاني عنوانا عريضا (عبد الحليم يقبل الفنان العراقي). وكان للدراجي سجل في التأليف الغنائي حيث لحن اروع الالحان و قدم عدة اغاني واغلبها من كلماته والحانه ومنها (تانيني صحت عمي ياجمال- ماريد المايردوني- وعلمتني شلون أحبك- شكول للناس لوعنك يسألوني-وياصبحة- وخي لاتسد الباب والتي كتبها الدراجي ولحنها رضا علي وغنتها المطربة فائزة احمد في وقتها- ودكتور- نازل ياقطار  الشوك كتابة الشاعر حامد العبيدي والتي غناها المطرب المصري اسماعيل شبانة شقيق الفنان المطرب عبد الحليم حافظ ثم اداها بعد ذلك الدراجي بصوته ثم رددها العديد من المطربين بما في ذلك المطرب الريفي عبد الزهرة مناتي- وتعد الاكثر تألقا في تجربته الغنائية وكان للدراجي فضلا كبيرا على المطرب الريفي عبد الصاحب شراد حيث لحن له أغنية (تطلع شمس وتغيب) كما قام بتلحين اغنية يايمة أنطيني الدربيل والتي غنتها في وقتها المطربة عفيفة أسكندر.

وولد الدراجي في عام 1936 في بغداد الكرخ منطقة المشاهدة ثم غادر بغداد الى كركوك وهو في سن السابعة من عمره لكون والده كان عسكريا حيث ترعرع في المحافظات الثلاث الموصل-كركوك -بغداد  واكمل دراسته المتوسطة في متوسطة المشاهدة وعاد الى بغداد عام 1958 ومن هنا كانت البداية وتم تقديمه الى الى الاذاعة عام 1959، ويتميز الدراجي عن ابناء جيله بعدة مقومات ،منها انه رجل جنوبي منحدر من جذور عمارتية والمولود في الكرخ وكان يكتب الشعرالغنائي باحلى ما يكون حيث احب الغناء والموسيقى منذ الطفولة. والفنان توفي عن عمر ناهز  79 عاما في في احدى مستشفيات العاصمة الاردنية عمان عام 2015 بعد صراع مع المرض ، بعد ان ستمر في نشاطه  الفني منذ عام 1959 ولغاية عام 2004. الى ذلك قال المطرب الرائد فاضل عواد عن رايه بالفنان الراحل الدراجي في معرض سؤال تقدمت به (الزمان) ان (الفنان الراحل عبد الجبار الدراجي يعد من الرواد الكبار للاغنية البغدادية ومن المجددين لها). موضحاً (ان الفنان الراحل كان شاعرا وملحنا ومؤديا راقيا وذو شجن وعاطفة وأصالة وصدق) مبينا ان (والدراجي  كان له جمهور واسع اكد محبة الناس له جميعا وانا احد المعجبين به).


مشاهدات 121
أضيف 2025/04/14 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/04/16 - 9:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 466 الشهر 15501 الكلي 10596148
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير