غزة في وجه العار
شيخ عماد الدين
يا أهل الإسلام...!
يا أهل الإسلام، أما آن أن تصحوا من سباتكم العميق؟!
أما سمعتم صرخات الأطفال تحت الركام؟ أما رأيتم أكفَّ الصغار المرفوعة لا تطلب سوى الحياة؟! غزة تُذبح كل يوم، وأنت أيها المسلم، تكتفي بالنظر... بالصمت... أو بالتنديد البارد الذي لا يغير من الواقع شيئًا!
يا أهل الإسلام...!
غزة ليست خبرًا عابرًا في شريط الفضائيات، وليست مشهدًا آخر في دراما الحروب التي تعودنا عليها. غزة ليست شاحنة مملوءة بالدماء، ولا مستشفى بلا دواء، بل هي نداءٌ من قلب الأمة، نداءٌ يجلجل في ضمائركم إن كانت ما زالت حيَّة.
يا أهل الإسلام...!
أطفال غزة لا يعرفون من الطفولة إلا الخوف...
لا يعرفون من المدرسة إلا أنقاضها...
أحلامهم قصيرة كأعمارهم، ودماؤهم شاهدة عليكم، عليكم أنتم، الذين بخلتم بالدعاء وبالألم وبالوقوف في وجه الظالم.
أين أنتم يا مليار مسلم؟ أين أنتم يا من تصرخون عند كل خسارةٍ كروية، وتصمتون حين تُباد غزة؟!
أين نخوتكم؟ أين إيمانكم؟ أين أمة “إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”؟!
يا أهل الإسلام...!
إن سكوتكم خيانة، وإن صمتكم وصمة عار في جبين كل من يدَّعي أنه ينتمي إلى دين العدل والرحمة.
إسرائيل ليست فقط قوة احتلال، بل آلة فتك مدججة بالحقد والتجبر، تقتل وتُهدم وتُجَوِّع، والعالم صامت... بل شريك.
أما أنتم، فسكوتكم أقسى من صواريخهم، لأنكم أنتم الأمل الذي كان يجب أن يُحارب من أجلهم، لا أن يُقابلهم بخذلانٍ قاتل!
يا أهل الإسلام...!
غزة لا تنتظر منكم الشفقة، بل تنتظر منكم الغضب...
الغضب المشروع، الغضب الشريف، الغضب الذي يُقيم العدل ويكسر قيد الظالم.
غزة تموت ألف مرة في اليوم، ولا تجد من يرفع عنها السكين.
أطفالها بلا مأوى، بلا دواء، بلا طعام، بلا دفء...
لكأنهم أبناء اللامكان، لكأنهم وُلدوا ليُقتلوا فقط لأنهم فلسطينيون.
فيا أهل الإسلام...!
قوموا لله، وقوموا للعدل، وقوموا لغزة.
ارفعوا الصوت، واكسروا القيد، ولا تجعلوا من دماء الأبرياء طريقًا لراحتكم.
غزة امتحانكم، وأطفالها وصمة في جبين من باع، وخيانة في قلب من خان.
يا أهل الإسلام، غزة تناديكم... فهل من مجيب؟!