فنانة سورية: الواقعية تجعل اللوحة أكثر سحراً
حوار – كاظم بهيّة
إيمان الحمود، واحدة من الفنانات السوريات اللواتي رسّخن حضورهن في الحركة التشكيلية السورية. تقيم حاليًا في لبنان، حيث يشاركها حياتها الفنان التشكيلي إيهاب زين الدين. تحدثت لـ(الزمان) عن بداياتها مع الألوان، قائلة:
”علاقتي بالألوان علاقة روحانية تشع بالطاقة والتفاؤل. بدأت منذ الطفولة مع أول علبة ألوان وضعت بين يدي، لكنني ابتعدت عن الرسم لفترة بسبب بعض الظروف. ومع ذلك، عدت إليه بشغف كبير عام 2013، وكانت هذه البداية الحقيقية بالنسبة لي في تعلم الرسم والنحت.”
وعن الأسلوب الذي تتبعه في أعمالها، أوضحت: “أعتمد الواقعية في لوحاتي، لأن المدرسة الواقعية تعكس الواقع كما هو، لكنها تجسّده في اللوحة كواقع جديد، مما يجعل العمل أكثر غنى وسحرًا وجمالًا. أشعر بجمالية خاصة في لوحاتي حين أستخدم هذا الأسلوب.”
وأضافت: “أعشق أعمال الفنان الفرنسي غوستاف كوربيه، وأرى في أسلوب الفنان السوري عبد الله أبو عسلي قدرة رائعة على تجسيد الطبيعة بسحر جذاب.”
أما عن علاقتها بالألوان التي تشكل بها أعمالها، فقالت: “كل لون يجب أن يأخذ مكانه في اللوحة بما يتناسب مع الموضوع. كل الألوان جميلة إذا وُضعت في مكانها الصحيح. في اعتقادي، تعبر الألوان عن مشاعر الإنسان وترمز إلى شخصيته. فالألوان الفاتحة تعكس الشغف والحب والتفاؤل، في حين أن الألوان الداكنة لا تدل دائمًا على الحزن، لكنها بالنسبة لي تحمل أحيانًا طابعًا من الغموض. لكل لون بتدرجاته إحساس مختلف، ولهذا أحرص دائمًا على تنسيق الألوان وتدرجاتها بشكل متكامل لخلق حياة جديدة في لوحاتي.”
وعن أهمية الفكرة مقابل اللون، أشارت: “برأيي، كلاهما عنصران أساسيان في العمل الفني. تبدأ اللوحة بالفكرة، التي تُعد نقطة الانطلاق، ثم يأتي اللون ليؤكدها. لا يجب على الفنان أن يتحيز لمكوّن على حساب الآخر، فاكتمال العمل الفني يعتمد على التوازن بين جميع عناصره.”
وعندما سُئلت عمّا إذا كانت راضية عمّا وصلت إليه، أجابت: “كلا، لست مقتنعة تمامًا، لأن الفنان مهما بلغ من مستوى عالٍ، فهو بحاجة دائمة للتطوير. عليه أن يكتسب خبرات وأساليب جديدة ليواصل التقدم. ما زلت في حالة بحث مستمر عن الموضوع والفكرة والأسلوب، والأهم أن أشعر بالرضا عن نفسي وعن المستوى الذي أقدمه.”
وعن أحلامها، قالت: “لكل منا أحلام كبيرة وطموحات واسعة، لكن حلمي الأكبر الآن هو أن تنعم بلدي الحبيبة سوريا بالسلام، وبعد ذلك تأتي أحلامي الأخرى التي أسعى لتحقيقها.”