للمرأة المسلمة تاريخ مشرق
حسين الصدر
-1-
جليبيب احد الصحابة وكان قصيرَ القامة ، وفي وجهه دمامه، وهذان الوصفان يزهدان الفتيات في صاحبهما عادة .
-2-
وقد عرض الرسول (ص) على جليبيب التزويج ، فقال :
اذن تجدني كاسدا يا رسول الله .
-3 –
فخطب له رسول الله احدى بنات الأنصار ، والغريب أنَّ أبويّ هذه الانصارية ضاقا ذرعا بالأمر ، فكأنهما كانا يريدان لها زوجا جميلا ..!!
-4-
وهنا يبرز الدور الايماني الرائع للفتاة حيث قرأت البنت لأبويها قوله تعالى :
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )
الأحزاب / 36
ثم قالت :
رضيتُ وسلمتُ لما يرضى لي به رسول الله (ص)، في انصياع كامل لأمر الرسول (ص)، وحين سمع الرسول (ص) بذلك دعا لها بالخير وقال :
( اللهم اصبب الخير عليها صبّاً ، ولا تجعل عيشها كدا )
-5-
وبعد الزواج بأيام خرج جليبيب للجهاد الرسول (ص) فاستُشهد، وأصبحت تلك الانصارية من بعد جليبيب من أغنى النساء واكثرهن أموالا.
-6-
وهناك من الأبناء والبنات اليوم مَنْ يقطرون سلامةً وصفاءً وحُبّاً لله وللرسول مع أنّ آباءهم أو امهاتهم ليسوا كذلك .
وهنا تكمن المفارقة .