كان يكره اقليم كردستان
نوزاد حسن
اتساءل احيانا:هل نعيش زمنا غبيا بحيث يصبح الكره اقوى مشاعرنا الانسانية ثم نتعامل بثقة كبيرة تجعلنا نرى كل شيء خطأ الا سلوكنا فانه الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل نقاشا.
الكره اذن طاقة لا تجف.انها نوع من القسوة الظاهرة نتمسك بها دائما دون ان نشعر باننا نخدع انفسنا طوال الوقت.ان احدى التجارب التي مررت بها قبل ايام اكدت لي الى اي درجة يسقط الانسان في كذبة يسمعها ثم يصدقها وكأنها قانون الجاذبية.
بدأ الشخص الذي ساتحدث عنه باللعبة نفسها.صدق ما سمعه باذنيه.وهكذا رسم صورة ظالمة جدا لاقليم كردستان.وكان يقزل بانه لن يزور ذلك المكان الذي يكرهه.كان جادا وصادقا في كرهه.وكل هذا بسبب معلومات سمعها من هنا وهناك.ومرت الايامووكره الرجل للاقليم يتضخم ويتضخم الى ان جاء هذا الرجل الكاره وقد تغير كليا,وبدأ يمدح الاقليم.صديقي الذي روى هذه الحكاية ساله:كيف تغيرت من شخص يشتم الاقليم الى شخص اخر مختلف.
قال كنت في زيارة عمل اضطررت للقيام بها في اربيل.ودخلت احد المطاعم.بعد دقائق دخل احد ضباط البيشمركه ومعه احد الجنود وقد ركنوا سيارتهم امام المطعم.كانا يتناولان الطعام وهما ينظران الى سيارتهما الحكومية.لاحظا ان شرطي المرور وضع وصل مخالفة الوقوف على السيارة فخرج الضابط والجندي وتحدثا مع شرطي المرور دون ان يعيرهما اهتماما.حاولا ان يؤثرا عليه لالغاء الغرامة لكنه لم يقبل.هذا الموقف دفع الرجل الكاره للاقليم الى تغيير وجهة نظره.واضاف بعد ان اقسم بان الاقليم يتقدم نحو بناء هوية حقيقية له.