مُمسكٌ بضوء نجومي
نجمان ياسين
في الصباح، ينهمر عسل السكينة في قلبي
المترع بنور الفجر
فأحسني ممتلئاً ببركة الإشراق
وممسكاً بنعم ربي التي لا تحصى
وفي المساء، أبدأ مناجاة الليل المنير بفضة النجوم
أُحاورُ لغةَ الضوء
وأشعر أن أكثر من نجمة تسري في دمي
وأن فيوض الأنوار
تتدفق في عروقي
هي ذي نجومي الساطعات
تنثر الأنوار في حدائق قلبي
وهي ذي مسراتي التي تتقدُ في بساتين روحي
تومئ لي، أن أسري صوب سموات الدهشة
والحلم المستحيل
إلهي، أيَّ جواد جامح ذاك الذي أودعتَ في أعماقي
وجعلتهُ يمرقُ صوب الينابيع والجذور؟
أيُّ دم هذا الذي يجعل نزواتي المباركات
آيةَ الوصول إلى المصبات؟
ليس لهذا النبض الذي لا يهرم
إلّا أن يخاصر روحه
يقودها إلى الغابات
والنهر
والمآذن العتيقة
ويصرخ:
إلهي كل هذه الهبات، تجددُ طفولة روحي
وتعيدني إليك .
ولي أن أدبّ في هذه الغابة الشائكة العمياء
وكلي توقٌ إلى ضياء يلوح في كل هذه المتاهات
وأن أوغل في هذه الفيافي
والصحارى العطشى
بحثاً عن قطرة نور، تبل حرائقي
وترسخ يقيني
وتلقيني في أليّم من دون أن أبتل بالماء .
إن لم تعد الكأس تبهج
ولم يعد سر الأنوثة ملاذ الروح
ولم تعد الموسيقى مباهج القلب
وإن لم أعد ممسكاً بالطفل في أعماقي
وعافتني الحروف، مع أنيني
فإن هذا يعني أن الشيخوخة تتسلل إلى فؤادي
لترديني في لهيب الغامض والمجهول
وتُفردني
وحيداً، مستوحشاً أُعانق حنيني .
وإن بقيت كأس المحبة
سميري ودليلي
وسر الأنغام الملتاثة تسري في كياني
وذاكَ الطفل فيّ، يؤاخيني
وبقيت الحروف تستضيء بناري ونوري
فذاكَ يعني
أن أخضر الروح، يانع ومورق
ودمي مهر طافح في البراري
أديب عراقي
رئيس أسبق للإتحاد العام للأُدباء والكتاب في العراق