الذكاء الإصطناعي .. سـباق السيادة العالمي
أكرم ســالم
واضح تماما ان العالم المتقدم يخطو خطوات واسعة ومتسارعة وبحراك مجنون!! نحو تبني الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيه وجعله فرس الرهان الاوفر حظا بقيادة المنافسة العالمية في الاقتصاد و التكنولوجيا ولاسيما التقنيات المعلوماتية الرقمية وهي الحرب الباردة الجديدة الاشد خطورة وجرأة الجارية بايقاع تعجيلي كبير وغير مسبوق بين القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والصين ،اذ ان الرئيس الامريكي ترامب اعلن قبل ايام عن مشروع ستارغيت الطموح الذي يضع امريكا في المقدمة بتطبيقات واستثمارات هذا المجال الاستراتيجي الكفيل بتحقيق تفوّق و قيادة الذكاء الاصطناعي في حلبة السباق العالمي اقتصاديا وتقنيا من خلال استثمار 500 مليار لذا الغرض الحيوي الهائل.. حيث ان سيناريوهات التوقع العالمي تفيد بأن مساهمة الذكاء الاصطناعي ستصل الى نحو 15 تريليون دولار عام 2030 ..وبذلك تضمن الولايات المتحدة الامريكية موقعها المتقدم في حرب العقول الابداعية ورأس المال الفكري الفائق القدرات الى جانب الصين وشركاتها التقنية المعلوماتية التي تبلي بلاء حسنا في هذا المجال الرهيب وبمجال علم البيانات وبخاصة في تقدمها بانتاج الجيل الجديد السادس من رقائق النانوانتكريتد-سيركت ومنافسة شركات ميكروسوفت وانفيديا واوراكل واوبن أي آي ..
سباق تسلح
وهكذا تحتدم المنافسة بين هذه الدول على الذكاء الاصطناعي الذي يتيح لها الاستحواذ على السوق العالمي بقطاعاته الاقتصادية والتقنية واصبح اشبه بسباق تسلح جديد بل تفوق عليه بشكل خارق القدرات من خلال إمكاناته وأدواته الذكية المتقدمة القادرة على احداث التغيير التكنولوجي والاقتصادي النوعي الجوهري بصيغة تعيد تشكيل مستقبل العالم وذلك بامتلاكه للحلول الاستراتيجية ومفاتيح التطور وتحسين الاداء كما ونوعا..شركات عالمية ريادية بالتقنيات المعلوماتية تنسق بينها وتتوافق بتكوين شراكات استراتيجية مثل ميكروسوفت وغوغل وانفيديا وسوفت بنك و اوبن ايه آي تعلن تخصيص عشرات المليارات من الدولارات لاغراض تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجالات المختلفة اقتصاديا وتقنيا وطاقويا، ولغرض بقائها متسيدة بهذا المجال العقلي الاستراتيجي الخطير الكفيل بتحقيق السيادة العالمية بواسطته وبه..وليس بالسلاح التقليدي اسلحة الصواريخ والقنابل والدبابات، وليس بالبترول او بالذهب..ولكن بالذكاء الاصطناعي AI وتفوقه المطلق وبلا منازع..عهد جديد تدشنه المسيرة البشرية الصاعدة وعقولها المبدعة الرائدة..هنيئا لمن ينال قصب الســـبق.