غرف حصيّنة ومفاتيح وفريق أمني متخصّص

(كلام الناس) في حلقة إستقصائية عن محارق المخدّرات

بغداد - سعدون الجابري

واصل برنامج (كلام الناس) الذي تقدمه قناة (الشرقية) تسليط الضوء على قضية تعاطي و تجارة المخدرات وفي حلقة من البرنامج تم اجراء لقاءات مع متعاطي المخدرات و تجارها و مع بعض المدمنين في المصحات في العاصمة بغداد، فضلا على تصوير عملية إتلاف و حرق الكميات الكبيرة من المخدرات بأنواعها، في محارق المخدرات و الغرفة الحصينة التي تخزن فيها الكميات الكبيرة المصادرة من المخدرات، و التي يتم حرق وجبات منها كل يوم خميس من كل أسبوع، في محارق المخدرات في الطب العدلي ببغداد، و بأشراف لجنة خاصة يشرف عليها نائب رئيس محكمة تحقيق الرصافة و هو رئيس هذه اللجنة.و قال معد و مقدم برنامج كلام الناس علي الخالدي لـ(الزمان): برنامجنا أنفرد من بين كافة المحطات التلفزيونة بدخول مصحات متعاطي المخدرات و كذلك معتقلات مديرية مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية، و أيضاً دخلنا إلى محارق المخدرات في الطب العدلي ببغداد، وصورنا عملية إتلاف و حرق كميات المخدرات الكبيرة، وهذه عملية الحرق تكون من قبل لجنة خاصة يشرف علية نائب رئيس محكمة تحقيق الرصافة القاضي صهيب دحام.

و أول اللقاءات كان مع نائب رئيس محكمة تحقيق الرصافة القاضي صهيب دحام  الذي  بين ان (الكميات الكبيرة المصادرة من المخدرات توضع في غرفة حصينة كبيرة و مفاتيحها خاصة، مع وجود كادر أمني مختص بحماية المخزون الكبير من المخدرات المصادرة في بغداد وباقي المحافظات، و الغرفة الحصينة لاتفتح إلا بحضور كافة أعضاء لجنة حرق المخدرات والتي أترأسها أنا، ومعنا باللجنة فاحصين مهمتهم فحص أنواع المخدرات المصادرة و كميتها الموجودة في خزنات الغرفة الحصينة.موضحاً : الكميات الكبيرة المصادرة هي من عدة أنواع من المخدرات، اللجنة قبل إتلاف المخدرات تتأكد من الأوزان لكل نوع في خزنات الغرفة الحصينة قبل أن يتم حرقها. مؤكداً: بعد جهود كبيرة بذلناها مع مجلس القضاء الأعلى ووزارة الصحة حول زيادة عدد المحارق للمخدرات على مستوى جميع المحافظات و وعدونا خيراً بذلك، حيث عدد المحارق في الطب العدلي ببغداد ثلاثة محارق، و تعمل منذ سنة بشكل جيد و لا مشكلة فيها، كما توجد في محافظة النجف ثلاثة محارق و بالبصرة محرقتين، وكميات المخدرات الكبيرة المصادرة يتم حرقها كل يوم خميس بحضور اللجنة وحضوري الشخصي كوني رئيس للجنة، و في النجف المحارق الثلاثة تستخدم بحرق المخدرات المصادرة في محافظات الفرات الأوسط الخمسة، ونسعى لزيادة أعدادها في كافة المحافظات مستقبلاً.

و أشار رئيس لجنة حرق المخدرات: مساعينا كبيرة لأجل أن تكون محرقة أو محرقتين في كل محافظة، لتواكب عملنا في حرق الكميات الكبيرة من المخدرات المضبوطة في عموم المحافظات.

اتلاف وحرق

مؤكداً: فقط في عام 2024 تم إتلاف وحرق كمية تقدر بأكثر من ثلاثة أطنان من المخدرات بأنواعها. مضيفاً: كذلك في كل يوم خميس يتم حرق أكثر من 300 كيلو غرام من المخدرات بأنواعها في محارق الطب العدلي في العاصمة وفي محارق النجف و البصرة.

وفي لقاء مع نزيل محكوم و هو تولد 1995 حاصل على شهادة دكتوراه بالصيدلة يقول: تورطت بأدمان المخدرات قبل ثلاث سنوات عندما كنت أكمل دراستي للدكتوراه في الصيدلة في أحدى دول الجوار للعراق، كنت اتعاطى مادة (المر كوانة) المخدرة، كان يشتري بين الحين و الآخر كمية عشرة غرامات بسعر الف دولار.

والتقينا برئيس قسم الإرشاد النفسي والتربوي في الجامعة المستنصرية علي العامري الذي قال: من خلال قانون الأمن الوطني المرقم  12 حيث أخذت جامعتنا وبقية الجامعات، بالأستنفار الكامل لمعالجة تعاطي المخدرات و تم تشكيل فريق عمل من قسمنا الأرشاد النفسي والتربوي، لغرض تأهيل كافة الملاكات العاملة في المصحات التابعة لوزارة الداخلية في بغداد و بعض المحافظات، للحد من ظاهرة إنتشار تعاطي المخدرات من قبل الشباب والشابات أيضاً، حيث قمنا بتدريب الملاكات الوطنية في تلك المصحات، حول مكافحة الإدمان والتعاطي للمخدرات.

وأشار الخالدي: التقينا بأحد منتسبي مديرية مكافحة المخدرات في بغداد يدعى عباس العسافي الذي سرد لنا قصته المؤلمة قائلاً : خلال مداهمتنا لأحد تجار المخدرات الخطرين في بغداد، و كان بحوزتة رمانتين هجوميتين مع مسدس، وهذه معلومات إستخبارية حصلنا عليها قبل الشروع بواجب المداهمة، و عند الساعة (سين) تم تنفيذ واجب المداهمة، إلا أنه سحب رمانة على المفرزة التي هاجمتة، وحاول يرميها على القوة المهاجمه له، إلا أني سارعت بأخذ الرمانه منه وحاولت رميها بعداً عن المفرزه، إلا أن الرمانة أنفجرت بيدي اليمنى وبتر  كفي بالكامل، و صديقي ناداني (عباس دير بالك عنده بعد رمانه بجيبة)، قمت بأخراج الرمانة من جيبة وكان مسمار الأمان موجود فيها و رميتها بعيداً عن أخوتي بالمفرزة.ولكن للأسف الرمانه التي أنفجرت بيدي أصابة شضاياها زميلي الذي ناداني بوجود رمانة ثانية في جيبة، هذا البطل نال شرف الشهادة و تم نقلنا للمستشفى والمتهم لم يصب بأي جرح، و تم القبض عليه وأرساله لمقر مديريتنا للتحقيق معة. مشيراً: نحن في كل مداهمة نقرأ الشهادة كون مهمتنا لاتخلوا من الخطوره، بحيث عدة مداهمات يستشهد فيها ضباط ومنتسبين.

من جهتها بينت لنا مسؤولة المختبرات بالطب العدلي الدكتورة زينب كريم قائلة : أن كمية المخدرات المخزونة في الغرفة الحصينة لدينا، تفقد خاصيتها بالتخدير بعد خزنها لفترات طويلة و عند إستخدامها ستتحول إلى مواد سامة، و تؤدي بوفاة كل من يتعاطاها.و أشارت كريم : المخدرات في الخزنات بالغرفة الحصينة هي عدة أنواع، منها مثلاً مادة الأفيون مخلوطة مع تبغ معسل و بالسكر يتم إستخدامها بالتدخين بالأركيلة.

و في الختام أشار مقدم البرنامج الخالدي : نأمل من الحكومة تلبية مقترحات العاملين في هذا المجال منها توسعة المعتقلات و زيادة أعداد المصحات وأيضاً فتح محارق المخدرات في بقية المحافظات، كون الأعداد بزيادة لتجار المخدرات و للمتعاطين و أنتعاش سوق المخدرات التي تدخل البلاد بكميات كبيرة جداً، رغم الإجراءات الأمنية المشددة في الحدود و المنافذ الحدودية.

فريق البرنامج ضم كلاً من :- الأعداد و التقديم : علي الخالدي، مخرج منفذ و مدير تصوير : عمر الجابري، تصوير : حسين الخفاجي و حسين عصام،درون : عبود رحيمة،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري،م. إضاءة : مصطفى الموسوي، مونتاج : عمر مطفر  و  أدريس الكعبي .