معن الخالدي يزداد إبداعاً رغم إصابته بتلف شبكة العين
ملحّن يثري الساحة الفنية بعشرات الأغاني والأوبريتات
بابــل - كاظـم بهَـيًـة
شكل رحيل الفنان والملحن معن الخالدي خسارة للساحة الفنية عامة وللغناء العراقي خاصة ،فقد استطاع هذا الفنان الموسيقي المعطاء عبر مسيرته الفنية والتربوية الممتدة منذ حوالي اكثر من ثلاثين عاما، في المجال التربوي الفني ان يثبت جدارته وقدرته الفنية في الكثير من الاعمال الفنية، فقد سجل حضورا متميزا منذ انطلاقته الاولى بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى، حمل خلالها الأمانة بكل اقتدار و كفاءة على قلبه من جهده و خبرته بلا حدود و دون كلل في مكانته الوظيفية وطاقته الفنية، بكل ما تحملـه في طياتها من معاني الإخلاص والتميز والأبداع الوفاء ،رغم انه في العام 2001 اصيب بتلف شبكة العين مما جعله لا يبصر، ورغم هذا زاد اصراره بأبداع اكثر من خلال نشاطه الفني لتربية محافظة النجف، ولنقابة الفنانين الذي عضوا فيها، فهو واحد من الفنانين أصحاب الاهتمام والإبداع في مضمار اللحن والموسيقى، لكونه طاقة ابداعية معروفة في الوسط الفني، و لكونه ملحن متمكن انجز الكثير من الالحان الفراتية الشجية. وعلى مدى تجربته مع انغام الموسيقى حيث تغنى بها العديد من المطربين.
معرفة علمية
لوعدنا الى بداياته وكيف كانت، نجد ان شغفه بالموسيقى كان في بداية شبابه وبالضبط في عام 1973، حيث تعلم العزف على آلة العود من خلال مركز الشباب في النجف، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلته مع اللحن والموسيقى، على حد قوله في حواري معه، مما دفعه الى إكمال دراسته الموسيقية (قسم العود) في معهد الفنون الجميلة وذلك لتزويده بالمعرفة العلمية ودراسة الموسيقى وتطوير قابليته واكتساب الخبيرة فكان اختصاصه (آلة العود).
اما بخصوص اعماله اللحنية فقد أثرى الملحن معن الخالدي الساحة الغنائية بعشرات الاغاني، حيث شارك في تلحين عدد من الاغاني لمهرجان بابل الدولي للسنوات الماضية، كما لحن اوبريتات منها (حمام السلام) و(السندباد) تأليف عبد المنعم القريشي واخراج يوسف الكلابي تدور احداثها عن رحلة السندباد وحكايات بغداد وامجادها اذ ربط فيها الماضي التليد بالحاضر اليوم، وكذلك عمل الكثير من الحان والاناشيد والاغاني والوطنية والعاطفية وفعاليات لطلبة مدارس النجف.
و الخالدي لحن الكثير من اغاني المسرحيات التي اقامتها نقابة الفنانين في المحافظة نذكر منها واهمها مسرحية (السدرة) تأليف علي المطبعي وتومان غازي واخراج الفنان دخيل العكايشي وعرضت في يوم الفن عام 2001 وهي من نشاطات جماعة (فندب) التي تأسست في نقابة الفنانين وبجهود ثلة من المثقفين والفنانين منهم دخيل العكايشي وحمودي السلامي وتومان غازي وكاظم السيد علي بهية وعلي المطبعي، والتي اخذت على عاتقها اقامة النشاطات والاماسي الثقافية في النجف. و الخالدي كان دائما يحرص ويؤكد على سلامة الاغنية، و يتمنى ان لاتفقد هويتها العراقية الاصيلة، وعندما سالته في احد حواراتي معه: ما هي انطباعاتك عن الأغنية الريفية؟
قال: (ذهبت في متاهات) فقلت له وبماذا تنصحهم؟ فأجابني قائلا: ان يتجهوا الى الاتجاه الصحيح ويرتقوا بواقع الغناء الريفي، وان يحرصوا على تراثه الاصيل. في العام 2020 هوى نجم الفنان معن عبد الحمزة الخالدي، وتوقفت انامله التي صنعت الجمال والحب والفرح، إثر نوبة قلبية، فقد اشاع خبر رحيله جوا من الحزن والمرارة لدى عارفي فنه في الوسط الفني ولكل من يعرفه وخاصة الأسرة التربوية. لكونه كان يشغل منصب مدير النشاط الفني المدرسي في تربية النجف.