بعض أصحاب المنازل بلا مسؤولية
ممرات البنايات إزعاج يؤرق أهل الشقق
الموصل - محمد خالد
حياة الشقق تختلف عن حياة البيوت، ليس في موضوع الاستقلالية، وإنما في كثرة الإزعاجات، وقضية الخصوصية التي عادة ما تنتهك من الآخرين بأفعال غير مسؤولة، وكذلك عدم فهم حدود حرية الفرد في السلوك والأفعال. فالشقق عالم يضج بحياة المتناقضات، والأمزجة المختلفة، والرغبات العديدة التي لا تتوقف، والمطالب غير المشروعة من السكان.
شركات عقارية
والقصة لا تنتهي، فهناك قصور في القوانين، والمتابعة من قبل أصحاب الشركات العقارية، أو من مسؤولي البنايات، لوقف التجاوزات غير المسؤولة، والسلوك غير المرغوب الذي يؤثر على حياة السكان.
فالإزعاجات لها وجوه عديدة تبدأ بعبث الأطفال بمداخل العمارات وممراتها من خلال اللعب بالدراجات والكرة، وانتهاء بالصراخ المستمر واللعب بالمصاعد والدقات المتلاحقة على أبواب الشقق من قبل الأطفال والمتسولون وأصحاب المطاعم وخدمات الشركات المختلفة.
يقول (صبري محمد جهاد) مدير فسم التأجير في شركة تايجر بأن الشركة حريصة على توفير جميع مستلزمات العيش الهادئ في مساكن تايجر، وتقديم الخدمات المناسبة التي من شأنها تسهيل سكنهم، وتوفير الأمن والآمان للسكان بعيداً عن الإزعاجات والمنغصات التي تقلقهم، وهذا الأمر تحقق من خلال حرص الشركة على وجود نظام قوي في مجال التأجير، وتجديد العقود، يأخذ بنظر الاعتبار اختيار الساكن الأفضل الذي لا يوجد لديه تاريخ سكني ملئ بالمشكلات، كما إننا حريصون على وضع ضوابط شديدة من شانها الحفاظ على راحة السكان.
ويضيف جهاد (نعم، تواجهنا تحديات كثيرة رغم شدة النظام الذي نتبعه، وهذا يعود إلى عدم تعاون بعض السكان معنا، وعدم شعورهم بالمسؤولية المجتمعية، وتجاوزهم على حدود حريات الآخرين من خلال عدم الاهتمام ومتابعة سلوك أطفالهم، وعدم تفكيرهم بحرية وخصوصية السكان. وهذا ما يسبب لنا احراجاً، خاصة وان بعض القوانين ليست صارمة، في حالة الشكوى)
وهناك، كما يقول مدير قسم التأجير، رغبات وطلبات غير واقعية للسكان، ليست من مسؤوليتنا، ولا يمكن لنا تنفيذها، لأنها من مسؤولية الدوائر الرسمية، فالبعض يريد منا في البناية الواحدة ملاعب وحدائق. كما نعاني من مشاكل أخرى، وهو وضع السكان بعض حاجياتهم خارج الشقة التي تشوه الصورة الجميلة للممرات، وبعضهم يشتكون سرقتها أو بسبب عبث الأطفال، رغم أننا نحثهم من خلال تعليماتنا على عدم وضعها بسبب هذه المشكلات.
واقع جديد
ويرى أمجد حسن من احدى شركات العقار أن (ثقافة السكن في العقار مازالت جديدة على الكثير من السكان، وهي ظاهرة عربية بامتياز، خاصة عندما تكون الأسر كبيرة، فهم مازالوا يفكرون بعقلية البيوت وظروفها وبيئتها، مما يحدث تصادماً بين الرغبات والواقع الجديد للسكن الذي يحتاج إلى المزيد من الضبط والمسؤولية الاجتماعية، واحترام خصوصيات الآخرين).
ويضيف (إن من اهم المشاكل التي نواجهها كإدارة، هو إن الأسر لا تقوم بتوعية أبناءهم بحدود حرياتهم، وضبط سلوكياتهم في اللعب احتراماً للآخرين، وان السكن للجميع، بل نجد أحياناً تشجيعا من الأمهات لدفع أطفالهم للعب في مداخل العمارة أو في الممرات، تخلصاً من مشاكلهم داخل الشقة. والمشكلة الأكبر بأننا في كثير من الأحيان لا نجد تعاوناً فعالاً من الأسر معنا لتقليص هذه المشاكل، وحلها بطرق سلمية ضمن القانون، وحفاظاً على راحة السكان من الإزعاجات).
وبعد: فأن هذه الظاهرة مازالت تؤرق ساكني الشقق، في ظل أجواء عدم المسؤولية، وضعف بعض القوانين التي تحمي خصوصية الساكنين، والأهم هو أن يكون هناك وعياً بخصوصية السكن في الشقق، ومتطلبات العيش فيها، وفكرة أن تعيش فيها، وأنت تؤمن بأنك لا تعيش لوحدك، وإنما يشاركك الآخرين!