اطلالة
النجف ومعرض الكتاب وشاعر أهل البيت
حسين الجاف
تطرق احد مثقفي هذه للمدينة المقدسة الى معرض الكتاب المقام حاليا فيها وفي حديثه تحدت باقتضاب شديد عن أحمد شوقي(1867-1932) أمير شعراء العربية قائلا ان الجهات الثقافية عندنا لم تسلط الضوء بما يكفي على هذ الشاعر الفحل ليعرف الجيل الجديد عنه شيئا جديرا بمكانته الادبية السامية وبما خطه يراعه من شعر عظيم في مدح النبي الاعظم (ص) وال بيته الكرام فأقول انا هنا:
ان شوقي عراقي الاصل اذ قال مرة عن أصله بنفسه: ان ابي كان يرد اصلنا الى الاكراد فالعرب وان اهله وردوا مصر من بلد الرافدين لان جدته ( ام ابيه) كانت مربية خديو الشهير مصر( اسماعيل 1830-1895) وكلمة خديو بكسر الواو تعني باللغة التركية الملك او العاهل وهو من مشاهير خديوية الكناني.. بنى دار الأوبرا المصرية التي افتتحها الموسيقار الإيطالي العالمي الشهير بإحدى اوبريتاته الموسيقية الشهيرة المسماة عايدة .وقد عزل السلطان العثماني عبدالمجيد الخديو المذكور بتدخل قوي من الانكليز والفرنسيين والذي يمدحه شوقي في ابيات من احدى قصائدة قائلا:
الملك فيكم ال اسماعيلا
لازال بيتكم يظل النيلا
هذه اصولكم وتلك فروعكم
فيكم السيادة صبية وكهولا.
أمير الشعراء
ا ويذكر المرحوم الفنان العراقي الكبير المرحوم حقي الشبلي عميد المسرح العراقي ان وزارة المعارف العراقية(التربية) ابتعثته الى قاهرة المعز في فجر ثلاثينيات القرن العشرين لدراسة المسرح والسينما بجامعة القاهرة وهناك اكرم فنانو مصر الشقيقة وفادته وعرفوه على أمير الشعراء احمد شوقي بك الذي استضافه في دارته العامة المسماة (كرمة ابن هانئ) وكانت جنينة عامرة غناء تطل على النيل الخالد. والتي استضافه شوقي فيها مع أصحابه من مثقفي مصر وفنانيها عدة مرات وقال لضيفه الشبلي. اول ما ألتقاه اهلا بأبن بلدي اهل بأبن العراق فأنا عراقي كوردي من اهالي مدينة السليمانية وأن جدى وجدتي لأبي وهما من كرد السليمانية وفدوا الى مصر من هناك في اوائل القرن الماضي. .. واسترسل المرحوم الشبلي في حديثه بالندوة التلفزيونية في محطة تليفزيون بغداد في منتصف عام 1977 كما اذكر بأنه شعر بالفخر العظيم حين اخبره شوقي و اخبراصدقاءه بأنه ابن بلدي العراق .ولعل أرشيف تليفزيون بغداد بالاسود والأبيض لا زال يحتفظ بنسخة من هذه الندوة التاريخية التوثيقية الجميلة الهامة
وعود الى الشاعر الكبير باعتباره مدح محمد وآل محمد في العديد من درر وغرر قصيده ونشيده ك( ولدالهدى فالكائنات ضياء. وفم الزمان تبسم وثناء) و( نهج البردة) التي حاكى فيها قصيدة البوصيري و التي مطلعها( سلوا قلبي غداة سلا تابا. لعل على الجمال له عتابا) والتي من ابياتها اعظم الأبيات في مدح الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه و آله الكرام حين يقول:
أبا الزهراء جاوزت قدري
بيد ان لي. انتسابا
مدحت المالكين فأزددت قدرا
ومدحتك فأجتزت السحابا
ويذكر الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي(1911-1996) ان فضيلة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي المرحوم الدكتور محمد الظواهري جاءه النبي الاكرم محمد
(ص) في المنام وأخبره بوجوب زيارة الشاعر أحمد شوقي بأقرب في ايام حياته الاخيرة وهو على فراش المرض وابلاغه عن لسان النبي الاعظم بأن يبشر شوقي بانه سيكون في صحبته قريبا في رحاب الله وجنانه لقاء ما كتبه في حب دين الله ودين رسول الله وال رسول الله العظام الاكرمين وصحبه المنتجبين الغر الميامين من اجمل القصائد والخرائد ويقول الإمام الشعراوي بأن شوقي وكان على فراش مرض الموت قام بأقصى سرعة
وكأنه سليم معافى وخف للقاء الشيخ الظواهري بمجرد
سماعه بمجيئه الذي ابلغه بالبشارة الكبرى رحمهم الله جميعا.