حوار: كاظم بهية
كشفت المطربة المغربية خولة بنزيان عن انها “ومنذ الطفولة كانت تحب الغناء في المنزل ونردد الأناشيد، وفي سن السادسة، التحقت بالجمعية الأندلسية، حيث تتلمذت على يد أبناء الشيخ صالح”.
وقال في حديثها لـ”الزمان”: “بعد ذلك، درست لمدة خمس سنوات في المعهد الموسيقي وتعلمت العزف على آلات مختلفة مثل الماندولين، والجيتار، والكمان، والطبل، كما تعلمت العزف على آلة العود بشكل ذاتي”.
وأشارت خولة إلى اللون الموسيقي الذي عشقته، قائلة: “في بداياتي الفنية عشقت الطرب الغرناطي، لأنه موروث أندلسي راقٍ يرفع من قيمة الفن. كما أنني أهتم بالطرب العربي الأصيل والمغاربي. فالموسيقى عابرة للحدود، ولا يمكنني أن أنغلق على لون معين، لأنني أحب دائمًا تطوير موهبتي وأجد متعة في اكتشاف موسيقى العالم. قدمت لونًا جديدًا من الإبداع”.
وأضافت بنزيان أنها ولدت في عائلة فنية، مشيرة: “والدي أحمد بنزيان، كان رسامًا وعازفًا على آلة الماندولين، وقد ورثت منه عشقي للفن. منذ طفولتي كنت أحب الغناء، وتعلمت الطرب الغرناطي في أقدم جمعية موسيقية في المغرب، التي تأسست في العشرينيات من القرن الماضي. تعلمت العزف على الماندولين والكمان والجيتار ثم العود، وشاركت في فعاليات محلية ووطنية ودولية منذ الصغر. التحقت أيضًا بجمعيات أخرى في المجال نفسه، إلى أن قررت تأسيس جمعية ثقافية بمباركة نخبة من الطاقات الشابة في الفن والثقافة. كما طمحت إلى تنظيم مهرجان مغاربي يجمع بين دول الجوار حول الموروث الأندلسي المشترك”. وأوضحت المطربة المغربية: “الطرب الغرناطي هو موسيقى من التراث الأندلسي العريق، لها مقامات خاصة تُعرف بالنوبات الغرناطية. هي موسيقى مليئة بالأشجان والحنين إلى الأندلس، وتُعبّر عن الغزل والرثاء بأبياتها الزجلية الأندلسية القديمة وإيقاعاتها المميزة. هذا الموروث مشترك بين البلدان المغاربية، وقد لقبني الجمهور بلقب ‘سفيرة الطرب الغرناطي’. حصلت على هذا اللقب في مهرجان مكناس، وكنت من السباقين في المشاركات الدولية بمهرجانات الموسيقى الأندلسية، منذ أن كان عمري عشر سنوات”. وعن الفنانين الذين تحب الاستماع إليهم، قالت بنزيان: “أحب كثيرًا الاستماع إلى أم كلثوم، وأسمهان، وفيروز، وصباح، وأنغام، ونجوى كرم، ونعيمة سميح، وسميرة سعيد، وعزيزة جلال، وماجدة الرومي. كما أحب الأصوات الرجالية مثل محمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، ووديع الصافي، وصباح فخري، وعبدالوهاب الدكالي، وجورج وسوف، وفضل شاكر، ووائل كفوري، ومروان خوري، وكاظم الساهر”.
وأضافت: “تأثرت أيضًا بفرقة جيبسي كينجز العالمية ومطربيها نيكولا وأندري رييس. كما أنني أحب داليدا، وخوليو إجليسياس، ومايكل جاكسون”.
وتحدثت عن تجاربها الفنية الأخرى، قائلة: “لم تقتصر موهبتي على الغناء فقط، بل لدي تجربة في المسرح. حصلت على جائزة أفضل تمثيل وطني خلال دراستي الإعدادية، ودائمًا كنت أحقق ألقاب التميز. لدي ذكريات جميلة في المسرح، خاصة في مدن مثل وجدة والمناطق المجاورة. كما شاركت في مبادرة ‘ملتقى الإنسانية’ بالإمارات، وحصلت على لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية عن المغرب بمبادرتي ‘رسالة الفن’، بمشاركة سيدات من الوطن العربي”.
وعن اختيارها بين الغناء والمسرح، قالت: “أحب كلا المجالين، فقد كانت لي تجربة ناجحة في المسرح، حيث حصلت على ثالث جائزة وطنية في التمثيل وعمري 14 عامًا في الدار البيضاء. لكن ميولي الأكبر يبقى للموسيقى، وهي رفيقتي منذ طفولتي وحتى الآن”.
وعن طموحاتها المستقبلية، ختمت حديثها قائلة: “أطمح إلى الاستمرارية في التجديد، مع المحافظة على هويتنا الفنية. حلمي أن أواصل المشاركات في المهرجانات، لنقل رسالة الفن الهادف والراقي، لأن الفنان هو سفير المحبة والسلام”.