الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دخلنا‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬التنصيب أم‭ ‬خرجنا‭ ‬منه؟

بواسطة azzaman

دخلنا‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬التنصيب أم‭ ‬خرجنا‭ ‬منه؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

لشدة‭ ‬قلق‭ ‬بعض‭ ‬العراقيين‭ ‬ووقوعهم‭ ‬تحت‭ ‬ضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وسياسية‭ ‬وربما‭ ‬اوهام‭ ‬كبيرة‭ ‬أيضاً،‭ ‬قبيل‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬التنصيب،‭ ‬توقعوا‭ ‬أن‭ ‬ترد‭ ‬فيه‭ ‬فقرة‭ ‬خاصة‭ ‬بالعراق،‭ ‬وذهب‭ ‬ظنّهم‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬سوف‭ ‬يتناول‭ ‬بالاسم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬المسلحة‭ ‬الرافضة‭ ‬لحل‭ ‬نفسها‭ ‬والاندماج‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭. ‬وهناك‭ ‬مَن‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬انّ‭ ‬ايران‭ ‬سوف‭ ‬تتصدر‭ ‬كلام‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية،‭ ‬لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬ايران،‭ ‬واهتم‭ ‬بالقضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬ان‭ ‬يتناولها‭ ‬زعيم‭ ‬اكبر‭ ‬دولة‭ ‬وقوة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تاركاً‭ ‬التفاصيل‭ ‬لموظفين‭ ‬في‭ ‬ادارته،‭ ‬وانّ‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬حصة‭  ‬دبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬موظف‭ ‬أو‭ ‬اثنين‭ ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬او‭ ‬ضابط‭ ‬متوسط‭ ‬الرتبة‭ ‬في‭ ‬البنتاغون،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬اكثر،‭ ‬وانّ‭ ‬ايران‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬رقماً‭ ‬في‭ ‬المعيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لأمريكا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬اشعالها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬لبنان‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭. ‬أما‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬فلن‭ ‬يلقى‭ ‬تعاملاً‭ ‬اقل‭ ‬تشدداً‭ ‬ممّا‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬الأولى‭ ‬لترامب،‭ ‬وانّ‭ ‬الإيرانيين‭ ‬أمام‭ ‬استحقاق‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتأجيل‭ ‬في‭ ‬ادراك‭ ‬حقيقة‭ ‬انّ‭ ‬سياستهم‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬انعطاف‭ ‬كبير‭ ‬ونوعي‭ ‬لكي‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭. ‬ولعلهم‭ ‬سيراقبون‭ ‬السلوك‭ ‬الصيني‭ ‬او‭ ‬التعامل‭ ‬الروسي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقرروا،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬أمورا‭ ‬مستجدة‭ ‬هي‭ ‬انَّ‭ ‬التوقيتات‭ ‬ستكون‭ ‬متلاحقة‭ ‬لقرارات‭ ‬ترامب‭ ‬ولا‭ ‬وقت‭ ‬لديه‭ ‬ليضيع‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الزمن‭ ‬اختلف‭ ‬بما‭ ‬حمل‭  ‬بين‭ ‬تاريخين‭ ‬رئاسيين،‭ ‬فترامب‭ ‬يبدو‭ ‬عازماً‭ ‬على‭ ‬انجاز‭ ‬مهمته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتجديد‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬إيران‭ ‬اسلوبها‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الزمن،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فسحة‭ ‬كافية‭ ‬لهذه‭ ‬المناورات،‭ ‬وانّ‭ ‬استحقاقات‭ ‬حروب‭ ‬وتغييرات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬باتت‭ ‬أطول‭ ‬في‭ ‬قامتها‭ ‬المهيمنة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الارتفاعات‭ ‬التي‭ ‬صعدت‭ ‬اليها‭ ‬ايران‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

‭ ‬المجال‭ ‬ليس‭ ‬متاحاً‭ ‬لتفاؤل‭ ‬أو‭ ‬تشاؤم،‭ ‬وانما‭ ‬لعمل‭ ‬سريع‭ ‬وخطوات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التهويمات‭ ‬الشعاراتية،‭ ‬وانّ‭ ‬ايران‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬ناطقها‭ ‬اليوم‭ ‬انها‭ ‬تأمل‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬ترامب‭ ‬بواقعية‭ ‬معها‭ ‬والمنطقة،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬ان‭ ‬تتحاشى‭ ‬ان‭ ‬ينوشها‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬‭ ‬يكاد‭ ‬المريب‭ ‬يقول‭ ‬خذوني‭”‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 109
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/01/21 - 1:20 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 2:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 67 الشهر 10002 الكلي 10199967
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير