حوار – كاظم بهَـيًــة
تعد الفنانة هناء شرانق من أبرز الملحنات اللبنانيات المبدعات في مجال الغناء والتلحين، إذ قدمت العديد من الألحان المتميزة التي لاقت صدى كبيراً في أوساط الفنانين والشباب على حد سواء. شاركت في مسيرتها الفنية بما يقارب المئة لحن من كلمات شعراء لبنانيين وعرب، وأصدرت أربع ألبومات غنائية. تتحدث هناء عن تجربتها الفنية، قائلة:
”لقد درست الغناء الشرقي، بما في ذلك العزف على آلة العود، وتخصصت في هذا المجال. لدي مئة عمل خلال 11 سنة من مسيرتي الفنية، وأفتخر بتأليف مقطوعة موسيقية بعنوان ‘عشق’. في الغناء، اتبعت أسلوبي الخاص ولا أحاول تقليد الآخرين”.
عن مفهومها للموسيقى، أكدت هناء شرانق أن الموسيقى جزء أساسي من حياة الإنسان منذ القدم، فهي تعبر عن الروح وأحياناً تكون علاجاً للنفس. وأضافت: “الموسيقى لا بداية لها، فهي موجودة في الطبيعة كأصوات خرير المياه وحفيف الأوراق. كتب الفلاسفة مثل أفلاطون أكدوا أن الموسيقى هي الأساس لتربية الطفل وتقويم الدولة.”
عندما سُئلت عن سبب تحولها إلى التلحين بدلاً من الاستمرار في الغناء، أكدت أن الحياة الاقتصادية الصعبة كانت من العوامل الرئيسية التي جعلت إصدار الألبومات أمراً صعباً، لذلك توجهت إلى الحفلات الحية. وأضافت: “لقد عملت مع العديد من الشعراء اللبنانيين والعرب، وما زلت أغني. في ظل الأوضاع الحالية، يصعب إصدار الألبومات، لكنني أركز على الحفلات الحية في المسارح والمراكز الثقافية.”
وبالنسبة لأداء المطربين اليوم مقارنة بالأمس، قالت: “زمن كبار الفنانين كان يعتمد على الفن بحد ذاته، بينما اليوم أصبح الفن أكثر ارتباطاً بالشهرة والمال، مما يؤدي إلى تراجع المستوى الفني. الفن القديم ما زال قائماً لأنه تأسس ليبقى.”
وعن الأغنية العراقية، أشارت إلى تطور الموسيقى العراقية في بداية القرن العشرين على يد الأخوين صالح الكويتي وداود الكويتي، وكذلك الملحنين الذين أثروها مثل عباس جميل وناظم الغزالي. وقالت: “الأغنية العراقية من أهم وأرقى الأغاني في تاريخ البلاد العربية.”
وحول لقب “فراشة الوتر”، الذي حصلت عليه، قالت: “في أحد المهرجانات، لقبني الدكتور محمد الحاج ديب، رئيس الشبكة العربية، بفراشة الوتر، مشيراً إلى أن شرنقة واحدة لا تكفي لصناعة الفراشة، فكيف إذا كانت ‘الشرانق’ كلها.”
هناء شرانق درست في المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) لمدة عشر سنوات، تخصصت في الغناء الشرقي والعزف على آلة العود. عملت مع الفرقة الوطنية اللبنانية، وانضمت إلى فرقة سيدات النغم بقيادة الدكتور لور عبس. كما شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، كان آخرها في الأردن والعراق، وأسسَت فرقة “سكر بنات” الفنية التي أثبتت حضورها المميز في الساحة الفنية.