من منا لم يعد خائفاً
خليل ابراهيم العبيدي
اذا كان المحامي يخاف من القتل وهو القضاء الواقف للدفاع عن الموكلين ، وإذا كان القاضي يخشى الآخرين وهو يسعى للعدل بين المتخاصمين ، وإذا كان الطبيب يخاف نقمة ذوي المريض ويعاني من انتقام عشائري مؤذ ومهين ، ولم يعد المعلم بمأمن من المعتدين ، أعمال انتقامية تهز كل يوم دوائرنا الرسمية منها مقتل محام جراء ترافع في خصام ، أو مقتل طبيب لم يكن وفقا للمرام ، أو دكة عشائرية صارت تؤذي بانتظام ، أو نزاع بين عشيرتين يوقع بالمستطرق في الشارع عام ، او، أو ، ويطول الشرح ويعجز الكلام .
أن ما يحدث لم يكن إلا وليدا لانتهاك القدوة للقوانين ، وتجاوز المسؤول على الموظفين ، والموظف نفسه لم يعد كما كان عليه سابقيه ، والاهم شيوع السلاح بايدي الملايين وسرعة استخدامه كل حين ، في الاعراس ، في تشجيع الرياضيين ، بل حتى في مراسم دفن المتوفين .
أن ما يحدث في بلادنا صار فوق المعقول وان تراجع كوابحنا مكنت المخالف من التجاوز على الاعراف والاصول ، وصار ما كان عيبا هو المقبول ، ولم يعد أي منا لايخاف ما يخفيه له المجهول ......