الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مقام السيدة خولة  قبلة للسياح المسلمين وغيرهم

بواسطة azzaman

مشاهدات من لبنان في بعلبك

مقام السيدة خولة  قبلة للسياح المسلمين وغيرهم

بيروت  -  رعد أبو كلل الطائي

من المعالم الدينية التي تشكل قبلة للسياح المسلمين وغير المسلمين في بعلبك منها مسجد رأس الحسين عليه السلام والذي شيد في العام 681 م تكريماً للمكان الذي وضع فيه رأس الإمام ومقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليه السلام وهو صرح كبير شكل في الأونة الأخيرة محط انظار محبي اهل البيت عليهم السلام ممن لا يستطيعون الذهاب إلى سوريا أو العراق وهو من أهم المعالم السياحية الدينية في لبنان والمنطقة. والسيدة خولة هي بنت الإمام الحسين عليه السلام وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات حين عزم الإمام الحسين على مواجهة يزيد بن معاوية عام 61 هجرية واستُشهد في موقعة كربلاء الشهيرة وجميع من كان معه من الرجال بإستثناء الإمام زين العابدين عليه السلام الذي كان مريضاً فأُجبر على السير في مسيرة السبايا من الكوفة بإتجاه دمشق مقر حكم يزيد وكانت السيدة خولة من بين الأطفال الذين تحملوا عناء السفر الطويل من دون رحمة أو رأفة مما جعل قواها تخور وتسقط عن ظهر الجمل في بعلبك وما لبثت ان فارقت الحياة في اليوم التالي فقام الإمام زين العابدين عليه السلام بدفنها في بستان على مشارف مدينة بعلبك وغرس إلى جانبها غصناً  من شجرة سرو ليستيطع التعرف عليها لاحقاً إلى مكان القبر الشريف إذ ما لبث هذا الغصن ان تحول إلى شجرة كبيرة.

نشأة المقام

هناك عدة روايات تتحدث عن نشأة المقام الا ان أبرزها قالت ان احد مالكي الأراضي في مدينة بعلبك من عائلة جاري وهو صاحب البستان الذي دُفنت فيه السيدة خولة رأى في منامه فتاة صغيرة تطلب منه ان يُبعد عن قبرها مجرى إحدى سواقي المياه فلم يعُر اهتماماً للمنام فجاءته ثانيةً وثالثة وفي الرابعة عرّفته عن نفسها وكررت طلبها لان المياه تؤذيها حينئذ ذهب إلى احد أعيان المدينة وهو السيد علون مرتضى وقص عليه ما رأى في منامه فلم يتلكأ السيد في الذهاب مباشرة إلى حيث اشارت الفتاة في المنام مع عدة رجال ليجد جثتها الشريفة فكانت ما تزال طرية كأنها ماتت للتو وقاموا بنقل الجثة إلى مكان آخر وبنوا عليها غرفة صغيرة وبعد ان

شاع خبرها ووصل إلى الوالي العثماني وعرف إنها صاحبة كرامات ومن حينها أصبح المقام قبلة يحُج إليها محبو اهل البيت عليهم السلام.

كانت الغرفة التي بناها السيد حسين بن علوان ذات جدران سميكة وقبة صغيرة يتوسطها صندوق خشبي زُين بآيات قرآنية وضع على القبر الشريف

ويظهر هذا المقام جلياً في الرسم التصويري للمستشرق الإنكليزي روبرت ووت أثناء زيارته مدينة بعلبك عام 1757 م إذ رسم المقام الشريف  وخلفه هياكل واعمدة قلعة بعلبك وهو عبارة عن غرفة صغيرة ذات قبة وبجوارها شجرة من السرو. كما رويّه كذلك إن هذا المقام قد دُمر نتيجة زلزال ضرب المدينة وقد اُعيد بناؤه من جديد وتوالت التحسينات والاضافات على المقام مع مرور السنين وفي عام 1970 م انبرى بعض من اهل المدينة إلى جمع التبرعات وتوسعة ليضم مصلى وحسينية واسعة وفي التسعينيات من القرن الماضي بدأت بتحسينات وتوسيعات جديدة للمقام واستمرت حتى عام 2000 م بما يتناسب ومقام السيدة خولة عليها السلام وليضاهي مقامات اهل البيت في البلاد المجاورة فأرتفعت الجدران وشُيدت المباني الجديدة التي التصقت بالمبنى القديم وحضنته وارتفعت الاعمدة والمأذن واكتست القبة الجديدة بالذهب وأصبح المقام جاهزاً لأستقبال آلاف الزوار.

صورة المقام

ولمعرفة المزيد عن المقام الشريف اجرينا جولة ميدانية لمدينة بعلبك لنطلع على الطبيعة وننقل صورة المقام المبارك للسيدة خولة. يقع المقام على قطعة أرض مساحتها 1550 متر مربع عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك ومقابل قلعتها وهو اول ما يطالعك عند الوصول إلى المدينة مأذنه تحيط به أشجار صنوبرية وحرجية ويتألف المقام من طبقتين :

الطبقة الأولى الضريح والمزار والفناء الداخلي الفسيح اما الطابق العلوي فهناك المصلى والحسينية اللذان يسعان القر لآلاف الزوار والمصليين.

يعتبر المقام من الخارج تحفة فنية لما يحتويه من زخارف بالآيات  القرآنية وذوق هندسي رائع تكلله العتبة المذهبة   والمأذن العملاقة يشكل معلماً مميزاً للمنطقة.

اما داخل المقام فلا يقل عن الخارج من الجدران والأعمدة المرصعة بالكاشي المزين بالزخارف تعلوها آيات قرآنية ويعتبر القفص الجديد هو الآخر تحفة رائعة فهو مصنوع من الذهب والفضة الخالصين طوله أربعة امتار وعرضه ثلاثة امتار وإنه من الخشب السندان المعتق الموشى بالفضة وتخترق سقف المقام شجرة السرو والتي تعتبر بحد ذاتها معجزة من معجزات الخالق إذ ماتت جذورها من سنين طويلة وما تزال اغصانها تتمايل خضراء تنبض بالحياة. ويعد المقام أحد أربعة أضرحة نسائية تحتوي على قباب مذهبة وهي ضريح السيدة زينب في دمشق وضريح المعصومة في قم وضريح السيدة رقية في دمشق وضريح خولة في بعلبك.

كلمة أخيرة اقولها : إن هذا المقام في بعلبك يُنظر إليه كقيمة دينية كبيرة فهو متنفس أهالي المنطقة الذين لا يروي ظمأ اشتياقهم لأل البيت سوى زيارة مقاماتهم وهو يعتبر من الأماكن المقدسة الأكثر زيارة في لبنان ويتوافد عليه الزوار من خارج لبنان في عاشورا وشهر محرم اما الفائدة الاقتصادية من وجوده فتتمثل بالأقبال الكبير على الزيارة من اللبنانيين وغير اللبنانيين ممن يقصدون التبرك من السيدة فتنتعش الحركة الاقتصادية وتدور عجلة الاقتصاد وتتنوع الأعمال التي تزدهر من خلال ذلك من المطاعم ومحلات  ومكاتب الخدمات وحركة المواصلات كافة.

 


مشاهدات 983
أضيف 2023/12/16 - 11:14 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 4:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 416 الشهر 1716 الكلي 10057811
الوقت الآن
الأربعاء 2024/12/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير