الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نهاية إسرائيل ليست بعيدة

بواسطة azzaman

نهاية إسرائيل ليست بعيدة

مزهر الخفاجي

 

هذا ما أكدّتهُ آخر دراسة صدرت عن معهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي مؤخراً، التي كان من نتائجها، ان حجم الفعل السياسي والعسكري والنفسي والاجتماعي لاحداث 7- اكتوبر- 2023 كان كبيراً، ومن أبرز نتائجها ما يلي:

ان الشعور المتولّد لدى الفلسطينيين الذي مفاده انه من الممكن القضاء على اسرائيل من ناحية، وبتقويض فرص السلام من ناحية أخرى. قد عزّز هذا الشعور.

وأكدّت الدراسة التي أشرنا إليها أعلاه، ان من نتائج هذه الحرب، انها قد ساهمت في ترسيخ مفهوم ان هناك ظهوراً لجيل فلسطيني وعربي واسلامي جديد قادر على مواجهته ( أي مواجهة هذه الدولة).

إسرائيل ( الكيان- الدولة- الشعب) تحت تطورات جديدة ثلاث:

أولاً:

إنّ جيل الصهاينة المؤسسين لدولة اسرائيل اغلبه قد اختفى عن واجهة المشهد السياسي موتاً أو قتلاً أو إنزواءاً، فأختفت حماسة نظرية اسرائيل الكُبرى. وفي المُقابل أختفت حماسة نظرية ( إسرائيل الكبرى).

فضلاً عن اختفاء النظرية التاريخية الدينية بالمقابل، التي كانت تشكّل العمود الفقري لتأسيس دولة اسرائيل لشعبٍ من دون أرض. والتي كرستها الأصولية اليهودية مطلع مؤتمر الاعوام ( 1905- 1907). وهي نظرية ( وايزتمان).

ثانياً:

يقابل ما سبق آمال الفلسطينيين والعرب والمسلمين التي أحيَتْها قناعاتها بــــ( أحداث اكتوبر عام 2023). ونقصد انها أحيت الوَعدَين ( العقدي) الذي كنّا قد تحدثنا عنها، الأصولية الاسلامية، حيث عبّرت عنها في الكثير من نصوصها القرآنية، التي وضعت تحت عنوان ( الوعد الإلهي). ونقصد هنا ما عبّر عنه القائمين على الاحداث بهذا الخصوص.

ويُضاف لها تطابق الروايتين ( العربية والاسلامية) في منطلقاتها المختلفة في الغاية الاستعمارية الصهيونية الاوروبية من زرع اسرائيل في خاصرة الحاضرة العربية وتهديدها المستمر لمشاريع النهوض العربي والاسلامي.

فضلاً عن تهديدها للأمن والسلم الأهلي لمجتمع يمتلك لغة واحدة ويدين بعقيدة واحدة، ويمتلك ثروات وموارد بشرية هائلة ورغبة في النهوض بواقعهم الاجتماعي. هذا العُنصر أكدته منطلقات مؤتمر اعوام ( 1905- 1907).

الذي أشار الى الخوف من نهوض قادم من هذه المنطقة ( الشرق الأدنى)، وكشفت عن بديهية المقدمات الجيوستراتيجية في كتاب فوكاياما ( نهاية التاريخ). الذي أكّد أن نهاية التاريخ تختتم عند حدوث صراع عسكري عقائدي وفكري يقوم بين حضارتين.

الأولى تحمل كل مستلزمات الثروة والقوة والموارد البشرية والماكنة العسكرية، التي عبّر عنها ( فوكوياما) بمصطلح ( حضارة الليبرالية) مُعبراً عنها بالديمقراطية الليبرالية متمثلةً بتجربة ( أمريكا واوروبا).

وذلك من خلال تراكماتها المادية والاقتصادية مقابل حضارة ( روحية ثقافية ذات قيمة عالية) يقف ورائها الدِن والقيَم الاخلاقية والثقافية والتاريخية المتراكمة. وأشار الى خير مثال على ذلك هي ( الحضارة العربية).

التي يقف خلفها: دِين وروح تاريخية عظيمة، وكذلك في الصين الديانة الكونفوشوسية بقيمها الاخلاقية الراسخة، اي انه اضاف الصين وديانتها الى الحضارة العربية في هذا المجال.

نعود الآن لمناقشة مقدمة السؤال الذي بدأناه:

- هل ان نتائج حرب 7- اكتوبر- 2023 سيعيد القضية الفلسطينية للذاكرة العالمية السياسية الانسانية المتفوقة بعد 75 عاماً من التبرير والتسويف والخذلان تحت فرية اسمها قرارات الامم المتحدة، حسب مبدأ ( الدولَتان)؟.

هذا ما تؤمن بهِ الحكومات العربية المتكلسة من خلال رفضها منطق الواقع السياسي والجغرافي والعقلية الصهيونية المتوحشة والمتعجرفة، وتغافل المجتمع الدولي عن تطبيقهم قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.

فضلاً عن الحق التاريخي في تقرير المصير التي بلغت ( 85) قراراً دولياً، أدارت لها المؤسسة الصهيونية واللوبي الصهيوني ( إيباك) والحكومات الغربية المتصهينة ظهرها لها.

أم نذهب الى طروحات بعض المفكرين السياسية والمحللين العرب والأجانب، ونخص هنا اطروحة الاستاذ ( عبد الحليم قنديل- 2006) الذي ذهب الى ان مشروع الدَولَتين ليس لها مُبرر للعيش.

كذبة وطن

إنّ منطق التاريخ والواقع السياسي والبشري ليس له ما يبرره من خلال 7 مليون فلسطيني في الداخل و7 مليون فلسطيني آخر في الشتات في مقابل مليونان ونصف اسرائيلي صهيوني جميعهم يعيشون كذبة وطن لشعب.والدليل على ذلك ان مجرد ان بدأت الحرب في غزة بعد 7- اكتوبر- 2023 أشارت المعلومات الى رحيل أكثر من مليون ونصف شخص من دولة الكيان الى أوطانهم الأصلية.

وان المستوطنات المُقامة في غلاف محيط غزة التي أصبحت خالية من سكانها خير دليل على ما ذهبنا اليه، ممّا يجعلنا نُدقّق كثيراً في مصطلح ( فلسطين دولة واحدة... ام دولتان).

لا سيما وان هناك اسئلة قد بدأت تُطرح من مثل مقولة الرئيس الايراني الاسبق ( محمود احمدي نجاد)، الذي قال:

- (( تخيلوا العالَم من دون اسرائيل)).

وقد أكّد هذه النتيجة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر اليهودي البولوني مستشار الأمن القومي الامريكي سابقاً مع اكثر من 16 مركز حكومي واداري في امريكا، حيث قال:

- (( إنّ في المُستقبل القريب لن يكون لاسرائيل وجود)).

وقد نقلت جريدة نيويورك بوست مقولة كيسنجر الواردة سابقاً مرتين في غضون عشرة سنوات، لانه وببساطة والكلام لكيسنجر:

- (( لا مقومات لاستمرار دولة صنعتها المؤسسة الاستعمارية في جسد لا يمت له فكرياً ولا تاريخياً ولا ثقافياً وتمارس عليه اشكالاً من التآمر والحقد والوصاية والتنكيل... ولا تعترف ( يقصد الكيان) بكل فُرص العيش السلمية الآمنة، بل تريد هي أن تُشكّل منظومتها السياسية)).

وقد اتضحّت هذه الفوقية والوصاية وكل الامور التي تطرّق اليها كيسنجر نكران ( الكيان) لكل قرارات الامم المتحدة ( 242... 338... 236.... وغيرها الكثير).

وكذلك في فرضها منطق طبيعة علاقاتها مع الوطن العربي والاقاليم من خلال نظام شرق أوسطي قديم ونظام شرقي جديد، فضلاً عن صفقة القرن حتى وصلت الى نظريـــــــــــــــة ( الابراهيمية).

والغريب ان كل هذه الطروحات لم تصمد أمام المُروجين لها، وأقصد هنا ( الصهاينة أنفسهم).

عَوداً على تقرير الدراسة الصهيونية التي كانت مدخلاً لمقلتنا هذه، فإن النتيجة النهائية التي وصلت اليها هذه الدراسة تكمن في عاملين هما:

ان الامريكان وحكومتها وكل ترسانتهم العسكرية... لن تكون قادرة على الاستمرار في دعم اسرائيل عسكرياً ومالياً بنفس الزخم. لان ذلك ضد رغبات وتوجهات الملايين من شعوب الدول المُجاورة لاسرائيل.

وبالتأكيد ان علاقاتها ستتصدع مع العرب والمسلمين لا محال.... وسيسود وجه امريكا كما هو اسود في قناعات العرب والمسلمين والعالم بعد همجيتها الواضحة في ملفات العراق وافغانستان........... وأخيراً ( غزة).

هذا الأمر سيجعل العرب أقل ثقة بالحليف غير الموثوق... والانحياز الغير مُبرر لعدو محتل غاشم، وسيجعلها بين مطرقة شعوبها وسندان تحالف مشوب بالحذر مع امريكا.

مما يجعلها تُدير ظهرها للولايات المتحدة الامريكية والاتجاه نحو روسيا والصين... كما هو واضح في انضمام كلاً من السعودية والامارات ومصر لمنظمة ( بريكس).

والأمر الثاني المهدد لفرضية وجود اسرائيل والمعجل بنهايتها شعور الامريكيين بالاستغناء عن ( الدمل المتقيح) الجاثم على جسد الولايات المتحدة الامريكية، المتمثل باللوبي الصهيوني المتغطرس والمسيطر على الرأي العام الامريكي.

وبان الكذب في ظل وجود اعلام عالمي مفضوح ناقل للحقيقة المرّة التي شوهها الاعلام المتصهين.

اسرائيل الكبرى

 من كل ما اوردناه يتضح ان كل المقدمات التاريخية التي ساقها اليهود في دولتهم المزعومة منذ عهد ( يهوذا والسامرة) لم تلقى الرواج بين يهود العالَم.

الذين كانوا اكثر اخلاصا لانسانيتهم ولدينهم من رجالها المتصهينين. وان المقدمات السياسية... لم تصمد منذ وعد بلفور حتى نهاية صفقة القرن، التي أكدّت عدم تخلي الصهاينة عن حُلم ( اسرائيل الكبرى).

التي تتمثل بـــ ( من الفرات الى النيل) ولم يقدموا صكوك براءتهم في التوسّع والتمدُد والتآمر والتدخل في شؤون العرب، ورفضهم لطروحاتهم في مصطلح الدولتين.

وان المقدمات الحتمية التاريخية تؤكد ان تعسف المحـــــــتل الاسرائيلي وتجاوزه لحدود السلطة التي فرضتها مؤتمرات الســــــــــلام واصرارهم على فرضية التهجير لأهل البلاد الى سيناء او الضفة الشرقية في الاردن او الى غيرها من بلاد العرب.ممّــــــا يجعــــــــل ستـــــراتيجـــــــــية ( الدولة.......... او الدولتان) لن تصـمد كثيراً بالتأكيد.

 


مشاهدات 591
الكاتب مزهر الخفاجي
أضيف 2023/12/13 - 3:22 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير