الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنصافاً للمهنة غربلة الإعلام

بواسطة azzaman

إنصافاً للمهنة غربلة الإعلام

سعاد محمد هاشم - بغداد

اعلاميون  يظنون أنفسهم ولكن في الحقيقة هم عن ذلك بعيدون اعلاميون يظنون انهم مختلفون ولكن في الحقيقة هم متخلفون اعلاميون ولكن هم في الحقيقة للمهنة وللمجتمع ولأنفسهم يسيئون. لا بل يخجل القلم ان يكتب عنهم بدءا من برامجهم والفاظهم وطريقة تقديمهم واسئلتهم وتاريخهم فهم باب اخر من ابواب التفاهة وتجهيل المجتمع وهم عنوان آخر يشجع البعض للخوض فيه وللتشبه بهم كونهم يشكلون سمة بارزة والسبب ان هناك من يمدهم ويؤيدهم لا بل ويميل إليهم ويشجعهم.. اعمال وبرامج غير هادفة بعضها يبعث في النفوس الملل مرورا بآخرى تزيد من كم الألم لدي المشاهد والمتلقي ..

السؤال هنا من هو الممول لهكذا برامج وما الغاية منها وما الاستفادة التي ستدر عليه وما الذي سيجنيه المجتمع بعد متابعته لها..

مؤسسات اعلامية

من المسؤول عن تلك القنوات وتلك البرامج التي دمرت وحطمت وغيرت وساهمت بالانحلال الأخلاقي ولاجتماعي اليوم إضافة اننا لا نجد من يعارض او يعترض لا نجد من يحد ويحدد او حتى يقيد من عمل تلك البرامج او الاعمال اكثر ما يؤسف ان اشير لها بمؤسسات اعلامية ولكنها كعمل وهدف لا ترقى لذلك.

الاعلام هو البوابة الاكبر والاوسع التي من خلالها يمكن التأثير والتاثر بالإنسان اي كان ولهذا البعض يحاول ان يشوه حتى هذا الجزء الجميل الذي نتمنى ان يبقى محافظ على الاصالة والرقي ووحدة الهدف وان تنوعت القنوات واختلفت المهم انها يجب ان تصب في مضمار واحد هو خلق الوعي لدى المجتمع سواء بقبول او رفض سواء بانه كنا مع او كنا ضد المهم ان نتبع اساليب تليق ولا تتنافى مع عادات وتقاليد وثقافة هذا المجتمع...وهنا سيتحجج البعض بالحرية وهي حجة واهية فالحرية احترام للآخر واحترام للذوق العام واحترام للشخص ذاته ولذاته قبل ان يقوم بتقديم اي شئ من شانه التقليل او الاستهانة او التبرير لما نراه ونسمعه عليه عمل دراسة لبرنامجه وما هو الهدف المرجو منه وما هي النتائج التي ستؤول إليه بعد ذلك ممكن له ان يقدمه بعد ان بتأكد انه لا ولن يسئ ولن يضر ولن يتاذئ منه كائن من يكون.

وبعد كل هذا شئنا ام أبينا. نجد البعض ضرب بكل المقاييس والمعايير عرض الجدار وقدم ما قدم من برامج تزيد من ضحالة ما نراه باللجوء إلى عمل مجرد عرضه على القناة التلفزيونية او السوشل ميديا سيكون أداة لترسيخ وتوسيع الهوة بين المجتمع وما إلى ذلك من هدر فالوقت اضافة لتشوية وزعزعة فئة مهمة وهي المراهقين والشباب لا بل تعداه للأطفال ..اضافة إلى انه هناك آلية أخرى يعتمدها البعض ممن هم ابواق ليس الا حيث ترتفع اصواتهم  بلا معنى ولانعرف الغرض من هذا التعالي بالاصوات والتراشق بالألفاظ واستخدام تعابير لا تليق بنا ولكن هي حتما تليق بمن يطلقها لانها تمثله ولكن نحن لانريد ان يتاثر بها باقي المجتمع فيكون فريسة سهلة سرعان ما تقع ضحية لمخططات معروفة مسبقا اسبابها ونتائجها.  نحن هنا نريد ونتمنى ان تكون هناك جهة مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما يجري وبدورها تقوم بتقويم العملية الاعلامية من الألف إلى الياء  ما جدوى ان تقام دورات هدفها تاهيل عدد كبير من اعلاميين بوقت غير كافي وهو شهرين او ربما أكثر بقليل اغلب ما نراهم هم نتاج تلك الدورات التي اقيمت فقط من اجل هدف مادي ليس الا الامر الذي ساهم بانخفاض المستوى الثقافي والعلمي لمن ارتاد تلك الدورات وان تعلن الاهداف التي من اجلها جاءت بها. كذلك َان ينزع صفة اعلامي من كل من لا يستحق تلك الصفة وكل من هو غير جدير او ايقافه عن عمله حتى يستطيع تغيير من وجهته التي هي لا تخدم المجتمع بل تسئ له داخلا وخارجا  وان من لا يستطيع يكون ضمن تلك الحملة ان يعلن عدم كفاءته او انسحابه بناءا على رغبته لان هناك اسباب تجعله غير مؤهل لذلك. وان توضع نقاط وشروط ليكون الشخص اعلامي بحق وليس كل من هب ودب دخل في هذا المجال وقيل عنه انه اعلامي او ربما هو من اشاع عن نفسه ذلك وصدق ذلك الكثيرين للاسف.

خريجوا اكاديمية

 فالاغلبية الموجودة على ساحة الاعلام هم ليسوا اعلاميين حقيقيين واقصد بذلك انهم لم يكونوا خريجو اكاديمية ولم تسنح لهم الفرصة ليتتلمذوا على ايدي اساتذة الإعلام وبناتها المعروفين بل هم شريحة جاءت بهم الصدف اما عن طريق معارف او ما يسمي (بالواسطة) بالعراقي او انهم قدموا شى لايذكر في احد قناة اليوتيوب او قنوات آخرى مما فسح لهم المجال ليكونوا ضمن المؤسسة الاهم والتي على عاتقها تحمل مسؤولية أكبر من ان يفقهها اؤلئك. لسنا ضد ذلك ولكن مع من وجد له فرصة فعليه او انه يتميز بموهبة وعليه ان يستغلها الأستغلال الامثل ويصقلها من خلال دخوله دورات قبل ان يتم الإعلان عنه انه فنان او اعلامي وان يحسن الاختيار لدوره كمحاور او مذيع او مراسل صحفي وغيره من الادوار   اضافة لان يسعي جاهدا لاكتمال الصورة التي ينبغي عليه ان يجملها حتى تكون مكتملة لامعة ومضيئة وليس كما نراه اليوم من امور تصل لحد البشاعة والفضاضة هذا ما انتم عليه ترى ماذا سيكون حال متابعيكم من كل الاجيال.  الإعلام هو الوجه الحقيقي وهو المرآة العاكسة لنضوج ولثقافة ولحضارة المجتمعات وليس وسيلة لدر الارباح او وسيلة او أستدرار العطف كما هو متعارف عليه الان او وسيلة لضخ معلومات واكاذيب او لشن هجمة او هجمات لمجرد ان المقابل لايتفق معه بالرأي او بالتعبير و وسيلة وهي الأسوا مما ذكرت حيث اصبح الاعلام يبحث عن من يمتلكون وجوه وأجساد ولا يهمهم ما اذا كانت تلك لشخصيات لا تمتلك عقل وفكر وثقافة وادب وقدرة على الحوار..  كل هذا لا يعني ان الساحة خالية من الاعلام الحقيقي والاعلاميون الذين هم بحق َممكن ان يكونوا وجوه وشخصيات يفخر البلد بهم وبانجازاتهم وما قدموه من اثراء للمسيرة الاعلامية والثقافية والادبية فهم حقيقة  قامات وقمم نتمنى من الجميع ان يحذون حذوهم. واخيرا وليس آخرا غربلوا الاعلام لفك الأختناق والازدحام غربلوا الأعلام ليبقى فيه فقط من يستحق ان نشير إليه بالبنان وان نكن له الود والأحترام. غربلوا الأعلام وامسكوا بالزمام غربلوا الأعلام لتعود الصورة جميلة طبيعية بعيدا عن الرتوش ولكي لا يكون عليكم ادنى ملام. غربلوا الأعلام ليعود صوته ناطقا قويا فهو ليس بحاجة لطبل او دمام. غربلوا الاعلام لننهي ظواهر باتت مقلقة كانها كوابيس تمنعنا من المنام. غربلوا الاعلام فالاعلام حرب ان اردتم وان اردتم فهو السلام

 


مشاهدات 676
الكاتب سعاد محمد هاشم
أضيف 2023/12/09 - 6:06 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:01 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 321 الشهر 11445 الكلي 9361982
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير