دور الإعلام في بناء قوة الدولة
زياد الضاري
ان تطور العلم والتكنولوجيا ادى الى تطور وسائل الإعلام الى المستوى الذي غير وجه العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .
لقد اصبح التلفزيون ثلاثي الأبعاد واصبحت الصحف ألكترونية واصبح الاعلام الرقمي يسطير على عقول وقلوب الناس لأنه يدخل البيوت بلا حواجز او أستئذان يؤثر في تغير الأفكار والقناعات ونمط الحياة لقد اصبح نشر الثقافات متاحا لمن يمتلك الأدوات الاعلامية واضحى الاعلام قوة ناعمة مهمة ان قوة الدول ليس بصواريخها وغواصاتها وجيوشها فحسب بل في أعلامها مثلا جزء مهم من قوة امريكا بما تملك من صحف كبرى مثل الواشطن بوست والنيويورك تاميز وشبكات تلفزة مشهورة مثل فوكس نيوز cNn ومواقع مشهورة مثل تويتر وفيسبوك ويوتوب وانستكرام وكل هذة جزء من قوة امريكا ونافذتها العالمية في التأثير ونشر الثقافات وفي خلق نسق قيمي محدد ضمن مفهوم القيم الأمريكية ان اعلام اليوم بفعل عصر التكنولوجيا يستطيع نشر الثقافات وبناء الهوية الوطنية وايجاد الاستقطابات والصراعات والأنقسامات ان الاعلام سلاح ذو حدين لذا على الدول العربية التي تبحث عن هويتها الاجتماعية والثقافية وسط دوامة العولمة ان تطور اعلامها بكل انواعه امام هذة التدفقات الثقافية الهائلة ان الحفاظ على الهوية الوطنية متماسكة اصبح من اهم التحديات التي تواجهها من اجل الحفاظ على الدولة والمجتمع . تنطلق قوة الأعلام من تأثيرة على بلوره الفكر الذي هو المحرك لكل سلوكياتنا وتصوراتنا ان الألة الاعلامية تعمل على المحافظة او تغير القناعات سلبا وأيجابا مقبولا او مرفوضا نافعا او ضارا لان التأثير المعرفي للأعلام اعمق اثرأ من التأثير السلوكي لأن التأثير المعرفي عميق الجذور يشمل الاعتقادات والأراء والهويات تلك التي تتأصل في دواخلننا وتتحكم بسلوكياتنا عكس التأثير السلوكي الذي يضمحل تدريجيا بأضمحلال المؤثر ان التأثير الاعلامي خفي في مضمونة قوي في محصلته الذي يصنفه الخبراء بقوة الضغط الناعمة والذي يعني قوة الاعلام في الاستماله والأقناع والتنوع والتكرار والجاذبية والأبهار والأنفتاح وأشباع حاجات المتلقي وقدرته على التغلغل في حياتنا ومواكبة الأحداث التي تمر بنا كما ان الأعلام يمتلك قدرة صنع رأي عام معين عن طريق الايهام ان الرأي الاخر شاذ او غير وطني .لقد أدركت الدولة المتقدمة دور الأعلام وسحره وقوته وتأثيرة وسلطته وأنفقت الكثير من المال لتحقيق سياساتها من خلاله وأقناع الشعوب بشرعية خططها وبرامجها من خلال عملية غسيل الأدمغة واصبحت الحروب الأعلامية أكثر تكلفة من الحروب التقليدية. ان التأثير الفائق والفعال للأعلام يحتم علينا جميعا التنبه لهذة القدرة الهائلة والمهمة في بناء قوة الدولة لان التأثير الاعلامي بات من الحقائق والمسلمات العالمية التي لايغفل عنها احد لان يمدنا بطاقة ايجابية ويحيد كل طاقة سلبية ويقدم لنا الثمرة النافـــــــــــعة واليانعة التي تتناغم مع هويتنا الأسلامية ومنظومتها الأخلاقية.
أكاديمي عراقي