الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثورة الزنج المفترى عليها

بواسطة azzaman

ثورة الزنج المفترى عليها

عبدالحسين عبدالرزاق

 

مازالت ثورات الزنج في العراق مثارا لجدل عقيم وآراء غير موضوعية او ظالمة على  الاغلب الاعم والسبب في ذلك هو ان اغلب المؤرخين الذين قصوا علينا قصص هذه الثورات كانوا من العرب الذين يدينون بالحقد العنصري ضد السود الذين جلبوهم من اوطانهم في شرق افريقيا ليستعبدوهم ويستخدموهم في كسح السباخ التي كانت تغطي المساحات الواسعة من الاراضي الزراعية وبسبب عنصرية هؤلاء المؤرخين واحتقارهم الشديد للون الاسود فقد اهملوا اسباب هذه الثورات وانشغلوا بما يثير الحقد على الثائرين السود

وكان من بين الامور اللتي انشغلوا بها هو نسب صاحب الزنج فقد شرقوا وغربوا في الطعن به وكأن هذا النسب هو الذي اشعل نار الثورة على الخلافة العباسية الي كانت غارقة في الفساد والظلم الذي طال جميع الاقوام التي وقعت تحت سيطرتهم وليس السود وحدهم وهي الاسباب التي اشعلت الثورات على العباسيين منذ سقوط الدولة الاموية وحتى سقوط الدولة العباسية على يد.هولاكو عام 656هجرية

فطوال 524 سنة كانت جميع ارجاء

الدولة العباسية تعج بالثورات الا انها

لم تواجه ثورة اشد خطرا عليها من ثورة الزنج التي دامت 15 عاما كان

الثوار السود قد اوشكوا ان يسقطوا الخلافة في بغداد فقد وصلت قواتهم

الى مقربة من مدينة العزيزية اي على مبعدة 70 كم من بغداد

ومن اسباب ضراوة هذه الثورة وتمكنها من بلوغ الحدود التي بلغتها

هو الغضب التراكمي على ظلم بني العباس للسود وما كان السود يعانونه

من حياة لا تليق بالحيوانات

ومع ذلك كان المؤرخون قد اهملوا

هذه الاسباب وتجاهلوها

ولعل الدكتور فيصل السامر  هو اول مؤرخ عربي انصف ثورة الزنج في البصرة وشذبها مما الصق بها او علق باسبابها من دعاوى زائفة

وفي كتابه ( ثورة الزنج ) كان الدكتور السامر قد  درس في بدايته الأحوال الأجتماعية للرقيق وتعرض الى أصلهم أي موطنهم فيقول ’’ “أسس العرب المسلمون مستعمرات منذ 720م على الساحل الشرقي الإفريقي بين ليمو ونهر ريفو..وقد عرف العرب نتيجة ذلك زنوج البانتو وسموهم بالكفار..وقامت إثر ذلك تجارة الرقيق ..لخدمة القصور والأراضي المالحة ..’’

والكتاب هو تأريخ للثورة التي قادها الرقيق من الزنوج الذي كانوا تحت أيدي ملوك العباسيين والإقطاعيين ولكن جاء بقراءة معاكسة لقراءة المؤرخين القدامى

وفيه ويقول السامر لقد أخذت على عاتقي أن أقدم للقارئ هذا البحث عن ثورة الزنج لأقيم الدليل على أنه من الممكن أن نكتب التاريخ بإسلوب جديد يعير الحركات الإجتماعيةأهمية كبيرة بمنظار جديد,,يعني أن ننظر إلى الخطوات التي خطتها الشعوب الإسلامية لتغيير أوضاعها..إن الحقيقة التاريخية هي الهدف الأول للباحث ويجب أن يعلنها مهما كلفه الأمر’’

ويمضي السامر الى القول لقد

قاد تلك الثورة سنة 255 هو رجل يدعى علي بن محمد وقد بسط فيه المؤرخون ألسنتهم وطعنوا فيه أشد الطعن فسمي بدعي آل البيت لأنه نسب نفسه لهم وهنا أقول لا يستحق البحث في نسب علي بن محمد كل تلك الأهمية أو الطعن الشديد فما هو إلا سبب ومهما كان من وراء قصده وثورته فإن هذا لا يُضعف حق أولئك الناس في ثورتهم ولا يشرع أن يستعبدهم العرب .

 

{ عن مجموعة واتساب


مشاهدات 859
أضيف 2022/09/13 - 5:48 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 11:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 243 الشهر 9714 الكلي 10052858
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير