في ذكرى ثورة اليمن ولقاءاتي مع السّلال
محسن حسين
تحل البيوم ذكرى ثورة 26 سبتمبر (ايلول) في اليمن بسيطرة الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية.
بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.
تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقّى الجمهوريون الدعم من مصر بقيادة جمال عبد الناصر. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.
أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن.
انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكّهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
في حياتي الصحفية التقيت وتحدثت مع عدد كبير من رؤساء وقادة من البلدان العربية ومن خارجها لكن لقاءاتي مع الرئيس اليمني عبد الله السلال كانت الاطول ومتعددة في مصر وفي العراق.
واستطيع القول ان السلال كان رجلا بسيطا ومتواضعا وكان يتصرف في جلساته ومأكله وملبسه كاي رجل من اليمن لم يتاثر او يحاول ان يقلد غيره من قادة العالم.
ذكرني موقع الـ ( بي بي سي) الذي نشر قبل فترة لقاءات مع الرئيس اليمني بعنوان ( عبد الله السلال: الرئيس اليمني الذي أعاد طائرته الرئاسية وأوسمته بعد عزله وهو في الخارج).
نعم كان الرئيس عبد الله السلال في زيارة رسمية للعراق عندما علم يوم 5 تشرين الثاني 1967 بانقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات. وفي يومها ذهبت اليه في القصر الابيض حيث كان يقيم حاملا تفاصيل بيانات الانقلاب.
لقاءات متعددة
التقيت السلال في القاهرة خلال زياراتي لها برفـــــقة الرئيس عبد السلام عارف في مؤتمر القمة العربي الاول عام 1964 وفي افتتاح السد العالي في اسوان يوم 14 ايار 1964 بحضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس العراقي عبد السلام عارف والرئيس السوفياتي نيكيتا خروشوف والرئيس الجزائري احمد بن بيلا والرئيس اليمني عبد الله السلال ثم التقيت به في القصر الابيض ببغــــــداد حين كان يقوم بزيارة رسمية للعراق وعلـــــــم بالانقلاب على نظامه الذي استمر 5 سنوات.
قبل الثورة شارك بانقلاب فاشل
وللتاريخ فان عبد الله السلال التحق بالكلية العسكرية العراقية الدورة (16) عام 1937 وتخرج عام 1939
وهو من قاد ثورة 26 ايلول -سبتمبر سنة 1962 واسقط نظام الامامة في اليمن واسس الجمهورية اليمنية ، واصبح اول رئيس للجمهورية 1962-1967وبعد 5 سنوات من الحكم اطيح به في انقلاب تم في 5 تشرين الثاني / نوفمبر 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة.بعد الانقلاب انتقل للاقامة في مصر التي ظل فيها حنى/ ايلول 1981 حين عاد الى البمن
خطأ ترك بغداد
خلال اقامته في مصر مكرما في احد القصور الرئاسية كنت التقيه بين الحين والاخر حين كنت مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية (واع) في القاهرة وكان ذلك في عهد الرئيس انور السادات ولم يكن مرتاحا بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر كان يحدثني كثيرا عن دعم عبد الناصر للثورة في اليمن واذكر انه قال لي عدة مرات انه اخطا بالمجيء الى مصر رغم كل التقدير الذي حظي به في عهد عبد الناصر وكان عليه ان يبقى في بغداد التي عاش فيها واحبها واحب اهلها اثناء التحاقة بالكلية العــــــــسكرية العراقية ويذكر بفخر انه تعــــــــلم في فيها الانضبـــــاط والسلوك والتصرف والاتيكيت مما كان لايعرفه من قبل.
وحين صدر قرار نقلي الى بغداد حضر الحفل التوديعي في شقتي في الزمالك مع عدد كبير من رجال الاعلام في مصر وودعني بحرارة.
رحم الله السلال كان بسيطا متواضــــــعا توفى بمـــدينة صنعاء في 5 اذار / مارس 1994.