المركز البغدادي يناقش الأسوار وأكد
بغداد – الزمان
في صباح جميل من أول يوم جمعة من العام الجديد وعلى قاعة علي الوردي أقيمت ندوتان تتناولان تاريخ بغداد.
في البداية ألقى الأستاذ طه الشمري محاضرته بعنوان (بغداد مدينة أكدية) تنول فيه حادثة الطوفان وما أعقبها من انتشار البشرية في أنحاء الأرض ، وأولاد النبي نوح سام وحام ويافث الذين أعقب كل منهم سلالة أخذت لها مكاناِ في الأرض. ورأي المحاضر أن كل الأقوام واللغات انما تعود لأبناء نوح. وآن منطقة بغداد كانت مسكناً لحضارة أكد ، وأن آثارها بقيت ماثلة إلى الآن ، ومنها زقورة عگرگوف في أبي غريب شرق بغداد التي تعود إلي (كاريكالزو). وكان صلاح عبد الرزاق مداخلة تناول فيها بعض الروايات التي أوردها المحاضر وقال: إن مصادر التاريخ هي القرآن الكريم ولكن الآيات لا تذكر التفاصيل ، بل أخذ المفسرون بالروايات الإسرائيلية التي أدخلها أحبار اليهود في صدر الإسلام مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه. فالقرآن ينفي خلق زوجة آدم من ضلعه الأعوج ، وأنها تتحمل خطيئة الخروج من الجنة ، وان هذه روايات وردت في التوراة. وأنه حسب المؤرخ طه باقر فروايات الطوفان قد أخذتها التوراة من ملحمة گلگامش التي تناولت الطوفان ونوح (أوتونابشتم) الذي نجا من الطوفان ، وعلمه سره الخلود. وألقى معتصم المفتي بحثاً تفصيلياً تناول فيه بناء المدينة المدورة (دار السلام) في جانب الكرخ (في العطيفية) ، وأبوابها الأربعة وأسوارها المزدوجة التي يفصل بينها خندق مائي ، والتي اندثرت بعد قرنين من الزمن. كما تناول سور الرصافة العباسي الذي لم يبق منه سوى الباب الوسطاني ، وهو سور كان يبلغ طوله قرابة عشر كيلومترات ، ويبلغ عرضه خمسة أمتار. وفيه عدة أبواب مثل باب السلطان (المعظم) وباب الظفرية وباب الطلسم والباب الوسطاني وباب كلواذا (الباب الشرقي) الذي هدمه أمين العاصمة أرشد العمري عام 1937.
وقد قدم صلاح عبد الرزاق نسخة من كتابه الجديد (السردية البغدادية التراثية) إلى المحاضرين ، معرباً عن شكره لاهتمامهما ببغداد وتاريخها وتطورها.