لمن تقرع الاجراس

حرب المعلومات والتلاعب بالمعنويات

هاشم حسن التميمي

 عرف الانسان منذ القدم الحرب النفسية وغسيل الدماغ وهي جميعا ترتكز علم وفن ادارة المعلومات التي تعد بمثابة الدم الذي يحيي ويميت جسم الانسان.

وانطلاقا من اهمية المعلومات في الحرب لمواجهة العدوان والسلم في بناء الانسان  وتطوير المجتمع  عبر التنمية المستدامة سعت الشعوب لتوظيف ثرواتها  وتطوير عقول اجيالها لتتسلح بالعلم والمعرفة وتلقي المعلومات بسرعة والقدرة على تحليلها وتوقع النتائج وعدم الركون للمفاجات في الازمات ولهذا  تجتهد الجامعات في تدريس تكنلوجيا المعلومات ومهارة تشغيل احدث المعدات وانشاء اعظم المختبرات وكذلك تفعل الاجهزة الامنية. فتنتقي اذكى المنتسبين بل العباقرة والمتميزين ويصل الحال لتوظيف اصحاب القدرات الخارقة في الباروسيكلوجيا واصحاب الحاسة السادسة ويستبعدون الاغبياء البلداء لان ارتكاب خطأ بسيط في جمع المعلومة او سوء تفسيرها وتقدير احتمالاتها سيؤدي الى كارثة وطنية وانسانية وخير دليل مجريات حرب المعلومات. في الحرب الاخيرة في غزة ولبنان واليمن وايران والعراق وليس اخيرا سوريا.خلاصة القول نحن نحتاج لاعادة النظر في سرديات مناهج الجامعات التي تعتمد التلقين وتكرار نظريات تجاوز عمرها اكثر من قرن والمطلوب اعادة هيكلة اجهزتنا الامنية خاصة المخابرات لتكون اجهزة حساسة بتقنياتها وملاكاتها البشرية وقنوات معلوماتها واليات التحليل والتفسير والتوقع….  وليس جديدا ان نشير الى ان انتشار المعلومات في عصر المنصات المفتوحة للجميع. يساهم في محاربة الاشاعة  واجهاض تحركات الطابور الخامس وصحيح ان الصمت يجنبنا خطورة تسريب المعلومات وخطأ التكهنات وليس صحيحا الصمت والتكتم في عالم ساخن ومحتمع مفتوح يسمع الجميع ولايسمع صوت اجهزته الامنية في تقديم المعلومة الصحيحة بجوهرها واسلوب صياغتها وتوقيت اطلاقها والوسيلة المنتقاة وهذا الامر يحتاج الاستعانة باصحاب الخبرة والبلاد تزدحم بهم وليس هنالك من يسالهم ويوظف علمهم لخدمة البلاد بدلا من شلل المستشارين المعينين بالمحاصصة واللواكة وهم عاحزين تماما عن فهم الامور ففاقد الشىء لايعطيه…. والامثلة لاحصر لها والناس تسأل. ماذا يفعل السيد حميد الشطري رئيس جهاز المخابرات في  دنشق وماذا   جرى في  اجتماعه مع  الحولاني ..؟ للاسف لاتوجد معلومات وفتحت الابواب والنوافذ لمنصات مشبوهة تروج للعديد من المعلومات  ونحن لانعلم مقدار صحتها وهذا الدفق من المعلومات يشكل عقلية الانسان وتصوراته وتوقعاته وبالتالي معنوياته….فهل عجز هذا الجهاز الذي حقق انجازات كبيرة في الحرب ضد الارهاب ان يمتلك القدرة والشفافية في تسويق معلومات ذكية لترصين الحبهة الداخلية وارباك العدو. للاسف ان الجهاز وبحكم تتابع مستويات القيادة فيه لم يحسن تسويق افعاله  وانجازاته لاستعادة ثقة الانسان باجهزته الامنية كما فعلت مصر عبر عدد كبير من المسلسلات وفي مقدمتها رافت الهجان…. اننا نمتلك من الارادة والعقول الذكية لاتقل عن مستوى ما توظفه الوحدة ( 8200) وهي جوهرة المعلومات في الجيش الصهيوني… نحتاج للتخطيط والاستعانة بالمتميزين وتدريبهم ورفع مهاراتهم بمستوى راق من الجودة ليكون جهاز مخابراتنا و كما نص قانونه الجديد درع الوطن ومركز المعلومات الصحيحة التي ترشد وتنبه كل اجهزة الدولة لصيانتها وحمايتها من مختلف اشكال الخروقات.

 ايها الناس الطوفان، قادم والحد الادنى المطلوب ان نقرع الاجراس ونطلق صفارات الانذار…ومن يريد ان يسمع المزيد فليفتح معنا باب الحوار.  فسيجد ما ينفع البلاد ويفيد العباد ولايضره شىء فهي استشارة تطوعية مجانية من عراقيين زهدوا المناصب ويتالمون من مشهد الكوارث تعرض لها شعب طيب ركب السفينة ولم يجد بين ربانها. سيدنا نوح ولايعرف ماذا يفعل والطوفان يغمر كل مكان..!