الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللعبة الأخيرة: أمريكا تدفع كلاً من الغرب وروسيا نحو حرب شاملة

بواسطة azzaman

اللعبة الأخيرةأمريكا تدفع كلاً من الغرب وروسيا نحو حرب شاملة

مصطفى عمار زهير الشهد

 

الجميع متخوف من استخدامات أوكرانيا لأسلحة أمريكية تضرب العمق الروسي وقد يتخوف الكثير من أن تكون بادرة لحرب نووية أو حرب عالمية ثالثة  .أبدا لا يمكن النظر للموضوع من هذه الزاوية لأن روسيا نفسها تخاف أن يتحطم الإقتصاد الروسي نتيجة حرب واسعة شرسة فهي تسعى للتلويح باستخدام قوة أو قوة أكثر ضراوة كتخويف و كردع للجهات الساندة  الى أوكرانيا والتي تدفع بها إلى استخدام  هذا النوع من السلاح في العمق الروسي  لكن بصورة عامة لا يعني غض النظر عن دراسة أبعاد ومخاطر هذه التهديدات .

وجهات نظر

 مقالتي التالية تستعرض وجهات النظر والمواقف الدولية تجاه هذه التهديدات و وجهة نظري الشخصية وإليكم بدايات ما أعنيه وعلى شكل مقاطع أو تأشيرات بهذا الصدد وهذا لا يعني إن ما سأطرحه هو حقيقة  مطلقه لا تتغير وإنما هو تصور دراسة و تعمق في الرؤى ، خاصة حول موضوع قد يعترض الكثير وقد يوافقني البعض . في خطوة تعد الأخطر منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية وافقت الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن المنتهية ولايتة  على تمكين أوكرانيا من استهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى. هذا القرار الذي يُنظر إليه كتصعيد خطير في الحرب المستمرة،  قد يتصور البعض انه يضع العالم على حافة هاوية، حيث لم يعد الصراع محصورًا في ساحات القتال الأوكرانية، بل قد  يهدد بإشعال مواجهة عالمية شاملة

تداعيات القرار: تصعيد نحو المجهول

ضرب العمق الروسي: تمكين أوكرانيا من استهداف الأراضي الروسية يحمل رسائل استراتيجية واضحة، أهمها أن الغرب، بقيادة واشنطن، مستعد لتغيير قواعد اللعبة. هذه الضربات ستشكل تحديًا مباشرًا لهيبة موسكو، مما يدفع الكرملين للرد بوسائل أكثر قوة وحسمًا و هذه الضربات لا تعني  رغبة روسيا  باشعال حرب عالمية ثالثة و حتى على مستوى اوربا

تصعيد روسي حتمي: روسيا، التي تعتبر أي استهداف لعمقها تهديدًا وجوديًا، لن تقف مكتوفة الأيدي. ردودها قد تشمل تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق ضد البنية التحتية الأوكرانية، أو قد يتصور البعض  توسيع دائرة الصراع ليشمل مصالح غربية في أوروبا.   هل سيغلق باب الحل السياسي: بهذا القرار يصبح الحديث عن حلول دبلوماسية امرا صعبا. فالصراع  قد يدخل مرحلة استنزاف طويلة، تتزايد فيها احتمالات الانزلاق إلى حرب شاملة و فق طروحات الرئيس بايدن  . 

موقف أوروبا وحلف الناتو: بين المطرقة والسندان

أنقسام أوروبي حاد: دول مثل بولندا ودول البلطيق ستدعم التصعيد، حيث ترى فيه فرصة لإضعاف روسيا بشكل جذري.  في المقابل، ستعارض دول كفرنسا وألمانيا هذه الخطوة، خوفًا من تداعياتها الكارثية على أمنها الداخلي واستقرارها السياسي و الاقتصادي

الناتو في مأزق:هذا القرار يضع الحلف أمام معضلة وجودية: هل يواصل دعم أوكرانيا مهما كان الثمن، أم يسعى لتجنب مواجهة مباشرة مع روسيا قد تجر أوروبا إلى حرب شاملة؟ 

ردود روسيا: خيارات مفتوحة وتهديدات متعددة

تصعيد عسكري مباشر:من المتوقع أن تستهدف روسيا ليس فقط أوكرانيا، بل أيضًا طرق الإمدادات  العسكريه القادمة من دول الناتو. وقد يشمل الرد هجمات تستهدف بنية الغرب التحتية

التلويح بالنووي:  إذا شعرت موسكو بأن أمنها القومي بات على المحك، فقد تلجأ إلى رفع درجة التأهب النووي، في رسالة واضحة للغرب بأن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن السيطرة عليها ، حيث لا يجازف الغرب في تحطيم بلدانه  من اجل أوكرانيا كما كان الحال في الحرب العالمية الثانية

موقف القوى العالمية الأخرى: بين الدعم والحياد المشروط

كوريا الشمالية: ستجد كوريا الشمالية في هذا التصعيد فرصة لتعزيز تحالفها مع موسكو. قد تقدم دعمًا عسكريًا أو ترفع من حدة تهديداتها الإقليمية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

الصين:  اننا نعتقد بان الصين ستبقى  تراقب الوضع بحذر، و قد تستغل الأزمة لتعزيز شراكتها مع روسيا، دون أن تنخرط بشكل مباشر في الصراع. هدف بكين سيكون استنزاف الغرب في حرب طويلة الأمد تخدم مصالحها الاستراتيجية

حافة الحرب العالمية الثالثة؟

نطاق الحرب

تصعيد شامل:  تسعى أمريكا بدفع الدول الاوربيه الى مواجهه عسكرية مباشرة مع روسيا و توسيع نطاق الحرب إلى دول أوروبية و بالتالي استنزاف روسيا و اخضاع اوربا لارادة أمريكا بحجة دعم أوكرانيا . هذا السيناريو سيضع الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا، و هذا لا يعني  اشعال حرب عالمية ثالثه

الخطر النووي:  في سياق التصعيد الأخير، تبقى  نظرية الدمار المتبادل المؤكد  عامل الردع الأساسي أمام اندلاع حرب عالمية ثالثة. القوى الكبرى رغم خطاباتها النارية وتحركاتها العسكرية، تدرك أن أي مواجهة شاملة ستؤدي إلى دمار شامل للطرفين وللنظام الدولي.

 وبالتالي، فإن التصعيد الحالي لا يعدو كونه استعراضًا للقوة ومحاولة لفرض واقع جديد دون تجاوز الخطوط الحمراء الكارثية.السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل هو مقامرة استراتيجية ، إلا إذا  تمكنت الدبلوماسية من تدارك الموقف قبل فوات الأوان.

 


مشاهدات 92
الكاتب مصطفى عمار زهير الشهد
أضيف 2024/12/01 - 9:39 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 11:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 253 الشهر 1553 الكلي 10057648
الوقت الآن
الأربعاء 2024/12/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير