الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تجربة العمل مع الكبار

بواسطة azzaman

تجربة العمل مع الكبار

عمر حسين العنبكي

 

كنت طالباً جامعياً، أعمل بجريدة «النهضة» في القسم الفني، وكانت الجريدة في طريقها للاغلاق، حينها اتصل بي الصديق «أشرق» وعرض عليّ العمل في جريدة «الزمان»، كان العرض في وقتها مغرياً جداً من الناحية المادية، سيما واني في أوج «مرحلة تفياك الشباب»، كان هذا الحديث في نهاية 2004 وبداية 2005.

بدأت العمل في «الزمان»، ودخلت القسم الفني فيها، انصدمت بوجود «عتاولة التصميم» فقلت في قرارة نفسي «اني شجابني هنا!!!!.. شراح يخلصها ويه ذولي»، وكنت في وقتها اصغرهم عمراً واقلهم خبرة، ومنذ أول يوم عمل حاولت التعامل مع زملائي وفق هذا المعيار، وان استغل نقطة إني الأصغر عمراً، وان استغل ايضاً صديقي «اشرق - أبو الجوق» لتسويقي امامهم بصورة جميلة.. لكن ومع مرور السنوات لم ابقى صغير القوم، مع قدوم شباب اصغر مني في القسم الفني، مارست عليهم ذات الإضطهاد الذي مورس عليّ من قبل اصدقائي «العجايز»..

عندما باشرت العمل في «الزمان»، كنت بمجرد انتهاء عملي اذهب الى مدير القسم، الحبيب «داود المندلاوي» واستخدم في حواري معه «مفردات تحشيشية» عسى ولعل يوافق على خروجي من الدوام قبل ساعة او اكثر، فأنا لدي اهتمامات كبيرة في وقتها، وهم «عجايز»، لا يقدرون هذه الاهتمامات، فانا اريد الذهاب الى المقهى بعد الدوام، او اخرج مع اصدقاء الجامعة او المنطقة، وهم «واحدهم متكربس بمرة وجهال، لا يطلعون ولا يروحون گهوة».

ابتسامة خفيفة

عموما.. كنت اذهب الى الاخ داود واقول له «كابتن.. من رخصتك راح اقفز»، ليجيبني بابتسامة خفيفة «اقفز»، والقفز هنا اقصد فيه الخروج من الدوام، ولم أكن أعلم، بأنني في مرحلة إختبار، حتى جاءت «الصدمة»، وكعادتي عندما انتهيت من عملي، ذهبت الى الاخ داود، وقلت له «من رخصتك كابتن.. راح اقفز».. ليجيبني بابتسامة عريضة «وين كابتن.. وين تطلع.. تره انته جنت فترة تجربة وخلصت هسه لازم تبقى لنهاية العمل، بعد ماكو قفز»، ليأتي وقع الخبر عليّ كالصاعقة، سيما واني أسمع «ضحكات صفراء من زملائي العجايز» ليقوموا بعدها بالتندر عليّ «بالرايحة والجاية»: «هااا شنو اليوم ما راح تقفز»…

«الزمان» رافقت الكثير من محطات عمري، بداية عملي بها كنت طالباً جامعياً، وتخرجت من الجامعة وانا في «الزمان»، أول سيارة أقتنيتها وانا في «الزمان»، وتزوجت وأنا في «الزمان»، ورزقني الله بأول مولودة وأنا في «الزمان»، ورزقت بطفل ثاني لم يكتب الله له الاستمرار بالحياة وانا في «الزمان»، وتوفي والدي وأنا في الزمان، وكانت لادارة جريدة «الزمان» متمثلة بالدكتور احمد عبدالمجيد، واخوتي الكبار في القسم الفني وباقي اقسام الجريدة وقفات لا تنسى حينها، أحملها ديناً في رقبتي.

على المستوى العام، كانت مرحلة عملي بـ «الزمان» في أوج الصراع الطائفي والأنفلات الأمني، ففي «الزمان» عشنا حادثة التدافع على جسر الائمة، كذلك حادثة تفجير الامامين العسكريين «عليهما السلام» وما تلاها من كوارث وفواجع وفتنة، مع «الزمان» عشنا أيام التفجيرات الدامية السوداء، ومع «الزمان» عشنا ايام الخوف والقلق، مع «الزمان» عشنا فرحة فوز المنتخب بكأس أمم آسيا، ذكريات كانت بمجملها العام حزينة كوننا في العراق، ولاننا عراقيون فاننا نتذكر هذه المحطات المؤلمة ونحن نضحك ونقول: «ايبااااااه.. والله چانت أيام حلوة!!!».. تسع سنوات عشتها في «الزمان» كانت متخمة بالذكريات، لا مجال لاختزالها بمقال، فمع كل شخص في هذه الجريدة لدّي ذكرى لا تنسى، وموقف فيه ضحكة او قفشة، من الاستحالة ذكرها بمكان.

شكراً كبيرة من القلب، مفعمة بالحب للدكتور احمد عبدالمجيد، شكراً للحبيبة والطيبة ست ندى، شكراً داود المندلاوي، شكراً «چوقي»، شكراً «ابو الجيس»، شكراً «إبو فؤاد»، شكراً «ابو العدالة»، شكراً «كيمو»، شكراً «لولو»، شكراً لكل من عملت معهم في القسم الفني «التنضيد - التصميم»، واعتذر اشد الإعتذار من عدم ذكر بعض الاسماء لطول القائمة، لكنكم في القلب جميعاً، ولكم في حياتي بصمة جميلة لا تنسى، ورحمك الله «ابو سيوفي» وتغمدك بوافر رحمته، والذكر الطيب للمرحومة العزيزة «الهام الشمري».

عقلية كبيرة

كل عام و»الزمان» بنجاح واستمرار، بوجود عقلية كبيرة مثل الاستاذ سعد البزاز، وادارة محترفة مثل الدكتور احمد عبدالمجيد، ما زالوا يراهنون على نجاح الورق أمام الاعلام المسموع والمرئي، واعلام السوشال ميديا، كل عام وفريق عمل «الزمان» السابق والحالي، بألف خير، ورحم الله من غادرنا، وأطال الله بأعمار الباقين، وخصوصاً اصدقائي «العجايز» في القسم الفني.


مشاهدات 219
الكاتب عمر حسين العنبكي
أضيف 2024/10/01 - 12:50 AM
آخر تحديث 2024/10/08 - 4:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9 الشهر 3496 الكلي 10033219
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير