مفيدة الديوب مبدعة تجمع  بين النحت والرسم: أعمالي تحاكي الحالات الإنسانية وحياتنا اليومية

بابل - كاظم بهيّة

مفيدة بديع الديوب (1987 حمص– سورية)، فنانة تشكيلية مثابرة ودؤوبة، تارة تراها نحاته لتصنع مخلوقاتها من الطين والحجر والخشب والمعدن، واخرى رسامة فمنذ تخريجها من الفنون الجميلة- دمشق- قسم النحت- 2000، بدأت انطلاقتها وشهرتها الفنية، ومن اجل الغور في تفاصيل تجربتها التشكيلية تحدثت عن  مشوارها وماذا انجزت في تلك التجربة قائلة: لقد  اثمرت معرضين  الاول كان بعنوان (فردي هديل العرائش) في دمشق القديمة - 2014، والثاني (إكسبو سيريا) 2021، اضافة لمشاركتي في العديد من  المعارض الجماعية داخل سوريا وخارجها.

□ لوعدنا للبداية متى ولدت لوحتك الاولى، وأي العوالم شكلت حضورها في مدوناتك؟

-لوحتي الأولى في طفولتي  هي يوم اخذت قطعة  من طين البئر المحفور بالقرب من منزلنا كانت  ترابية بيضاء جافة ناعمة حفرت على سطحها رسوم واشكال نباتية وحيوانية وقمت بتلوينها هي دهشتي وخطوتي الأولى للفن، في المرحلة الثانوية اتقنت الرسم والتصوير الزيتي والفنون التطبيقية، وبعدها دخلت عالم مليء بالجمال والفن إلى كلية الفنون الجميلة بدمشق درست النحت والتصوير،كان قسم النحت هو الأكثر تميزا بين الاختصاصات فهو ابو الفنون له حضور قوي ترى الكتلة و الفراغ تترك مسامك تلامس الصلصال وتعجن بصماتك بالطين لتصبح روح واحدة تحاكي الحجر والخشب والمعدن وتقنيات عديدة من النحت والتعتيق.

□ هل هناك تقارب بين موهبتك النحت ورسم اللوحة ايهما اكثر ترسمين ام تنحتين؟

-الرسم اساس انطلاقتي  للنحت، رسم اللوحة يحتاج شفافية واحساس عالي من بداية تأسيس وشد القماش على الإطار ووضع الألوان و معالجة السطح حتى النهاية،اما النحت يحتاج للبناء والتشكيل والصب، او للنحت المباشر على الحجر والخشب ،فما المساحة البيضاء للوحة تشعرك انك أمام فضاء غامض يمتلئ بالتدريج حتى تكتمل اللوحة لترضي شغفك، وكذلك التمثال تبدأ بالهيكل وتبني عليه بأصابعك ليتشكل او تنحت بأدواتك لترى عمل خلاق من ابتكارك وابداعك واغلب الأحيان ألجأ لرسم لوحة لسهولة انجازها وتوفر موادها بينما النحت يحتاج لمكان واسع وادوات كهربائية ويدوية.

اسلوب تعبيري

□ ما المواضيع  الاكثر اهمية التي تشغلك وتشتغلين عليها؟

-أعمالي النحت والتصوير تحاكي الحالات الإنسانية وحياتنا اليومية وسلوكياتنا، واشتغل بالاسلوب التعبيري  فهو اكثر جرأة للتعبير باللون والخط للتشكيل بالنحت، فالفن التعبيري يساعدنا على فهم الوجود بطرق أصدق وأكثر ذكاء وعلى اتساع رؤيتنا للعالم،  ويخفف من القبح و الشر القابع حولنا هكذا أراه دائما، ومن اجل تبسيط الشكل الواقعي وتجزئة عناصره واعادة صياغته بطريقة جديدة مع الحفاظ على جوهر الشكل والتكوين ليعبر عن انفعالات والحالات المراد طرحها على سطح اللوحة او الشكل النحتي.

□ يشهد عالم التشكيل  تحولا نحو التجريد الحديث فهل أنت مع هذا التوجه؟

-بعد الدراسة الأكاديمية والتمكن من رسم التكوين والتشريح وخبرة في الفن التشكيلي ومدارسه، يمكن للفنان ان يرسم بأسلوب تجريدي بتحوير وتلخيص للأشكال والأحجام ليعبر عن عمله بحداثوية جديدة وينقل عبر الفن مشاعره بحيث  يقنع المتلقي والمشاهدين بأسلوبه الحديث والجديد.

□ اي المدارس التي مررت بها واخر ما رسيت فيها؟

-اثناء المرحلة الجامعية  كان الفن الواقعي هو المعتمد كدراسة أكاديمية لتتمكن ان تكون فنان تشكيلي يؤدي عمله بشكل صحيح، وبعد التخرج تتمكن ان تكون حر باتباع اسلوب احدى المدارس الفنية واستهواني الفن التعبيري والتجريدي فهو الأسلوب الذي من خلاله استطيع التعبير عن الحالات الإنسانية باللون والخط والشكل ومن الأعمال التي نفذتها مؤخرا رولييف نحت نافر تعبيري ولوحة تصوير كولاج وألوان اكريليك بأسلوب تعبيري.

□ كيف تنظرين إلى تجربتك التشكيلية؟

-أرى انا وأبناء جيلي من الفنانين قد عانينا ما عانيناه من ازمات وحروب وضغوط، كل ذلك صقل تجربتنا وزادنا اصرار لتخطي الصعاب والعمل لدفع بعجلة الفن التشكيلي في سورية، ونتلقى دائما التشجيع والثناء من كبار الفنانين لمواصلة تجربتنا ودعم الجيل الجديد من طلابنا.

وفي ختام حديثها تؤكد مفيدة على الحلم الذي مازال يراودها ان الأحلام لا تنتهي وتتجدد دائما، وهي شغوفة بكل عمل فني ليكون هدف ورسالة تصل بصدق.