الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(الزمان) قلادة الأيام

بواسطة azzaman

(الزمان) قلادة الأيام

هاشم حسن التميمي

 

ليس من السهولة ان ترسو السفينة في ميناء ليس فيه رصيف ولا  كاسر للامواج يحميها من الغرق  وكذلك  الجرايد  اليومية التي تحاول  الاستمرار في بيئة  تتعاظم فيها الصراعات وتتقاذف الجمهور الولاءات.

العهد الاول

 وهكذا  كانت جريدة الزمان في عهدها الاول السمعاني وعهدها الثاني البزازي فقد اصدرها اول مرة توفيق السمعاني في العهد الملكي عام 1937 واغلقت عام 1963 واستطاع صاحبها ورئيس تحريرها ابراهيم صالح شكر ان يمد في حياتها اربع واربعين عاما  زاخرة بالمهنية  في تغطياتها الاخبارية ومقالاتها التي تمثل اطياف الشعب العراقي كافة بدون طائفية او ولاءات متطرفة قاسمها المشترك مصلحة الوطن والمواطن.

 استطاعت زمان السمعاني ان تلعب دورا خطيرا في تحريك الراي العام في  اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وتمكنت من ذلك  من خلال استقطاب كوكبة لامعة من اشهر الادباء والمثقفين العراقيين امثال الزهاوي والرصافي والشبيبي ،والجواهري ، وطه الراوي ، ومحمد مهدي البصير ،   كامل الجادرجي ،ابراهيم صالح شكر ،  محمود الملاح، سلمان الشيخ داود  وغيرهم الكثير .

وفي ظروف  اكثر تعقيدا قبل 2003  برزت الحاجة بل الضرورة لاصدار جريدة عراقية تمثل صوت العراقيين بكل اطيافهم وليس فئة محددة بهوية قومية وطائفية وحزبية تبشر بنظام ديمقراطي حقيقي….وبعد مخاضات عسيرة واتصالات كثيرة ولدت الزمان…  خارج العراق وتابعت بموضوعية ما يتعرض له الوطن من تحديات وكنت في عمان شاهدا لمجريات الاحداث  وكان لي شرف العمل في الزمان مع نخبة من المثقفين العراقيين وبعد ان اعلن البزاز في مقاله الافتتاحي الشهير ( ربع الساعة  الاخيرة ) ويقصد من عمر النظام واطلق صرخة ونصيحة عسى ان يتصرف التظام بحكمة ويحنب العراق كارثة العدوان وعلى هذا النهج قرعنا الاجراس ولكن العنجهية ابت ان تصغي واصرت على اوهام النصر وتدمير البلاد.

وحين بدأت الحرب  اجتمعنا  مع البزاز في مقر الجريدة في عمان وبحضور محموعة من المعارضين العراقيين من الادباء والصحفيين والفنانين لتدارس  الاوضاع  واتخاذ موقف واضح من الاحداث…واتفقنا على اصدار بيان تحت عنوان ( عشية العودة للوطن ….ميثاق  وطني للنظام الديمقراطي) تضمنت بنودة الابتعاد عن الانتقام والتطرف والصنمية والدكتاتورية واقامة ديمقراطية حقيقية تضمن الحياة الحرة  الكريمة لكل مواطن في دولة المؤسسات اساسها هوية المواطنة ووحدة الوطن

 واحترام التعددية  وحرية التعبير  وحق الحصول على المعلومة…وبنود  اخرى نشرت على الصفحة الاولى من الزمان….وتسبب ذلك بعد ايام لطردي واسرتي من عمان   والغاء اقامتي في تلك الظروف الحرجة بتحريض من  احد  الاحزاب العراقية بتهمة تشكيل حزب سياسي بزعامة البزاز.

رحلة مرعبة

وعدت للعراق وسط اندفاع  دبابات الاحتلال والياته وطيرانه  الحربي  وكانت  رحلة  مرعبة لا توصف….وقبل مغادرة عمان ناقشنا مع البزاز تفاصيل اصدار الزمان من داخل العراق    وسنترك تفاصيل ذلك لمقالة اخرى

  واخيرا اقول ان الزمان اليوم ليس الصحفية  اليومية  الاطول عمرا واستقرارا وسط  هيجان الصراعات السياسية وموجاتها الدموية بل تقف  في الصف المهني الاول ونجححت  في نهجها. واستقطبت مثلما فعلت الزمان الاولى   مجموعة من اهم الصحفيين والكتاب على  اختلاف اتجاهاتهم وميولهم الفكرية بل اتاحت الفرصة لاقلام غير محترفة لتقول كلمتها في مجريات الاحداث… نححت  الزمان لمهنيتها   وحسن ادارتها المالية والمهنية من مؤسسها البزاز وللتاريخ وبدون مجاملة نقول ان ادارة الحريدة في  بغداد  نجحت في دقة تغطياتها الصحفية وموضوعيتها  وتوفير الاجواء المتوازنة مابين قول الحقيقة والاقتراب من الجمهور مع  الحفاظ على امن العاملين واستمرار صدور  الجريدة  ولولا مهارة ومهنية  الزميل احمد عبد  المجيد رئيس تحرير الزمان طبعة بغداد لما وصلنا لاصدار  العدد ثمانية الاف ….  وبعد هذا لنا ان  نفتخر بالزمان في عهدها الاول  وعهدها الثاني…ففيهما صورة حقيقة وموثقة لما حدث في البلاد ومر على العباد.


مشاهدات 145
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2024/10/01 - 12:38 AM
آخر تحديث 2024/10/06 - 10:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 194 الشهر 2369 الكلي 10032092
الوقت الآن
الأحد 2024/10/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير