حوار -كاظم بهية
كشف الفنان المسرحي السوري حسن نصر في حديثه لـ”الزمان” عن أن “التعبير عن عالم الطفل في المسرح مسألة صعبة، لكنها ضرورية، إذ يعكس ارتباط المسرح بعالم الطفل مدى جديته وشموله في التعامل مع النماذج البشرية المختلفة”.
وأضاف: “من هذا المنطلق، وإيمانًا بدور فن التمثيل في حياة المجتمع، وأهمية استثمار المواهب الفنية الواعدة في عملية التطوير، تم تأسيس فرقة مركز آمال الطفولة المسرحي الثقافي عام 2022، وذلك في المركز الثقافي العربي في طرطوس. وهي فرقة متخصصة في تدريب الأطفال مسرحيًا، وتثقيفهم، ومساعدتهم على تجاوز الظروف القاسية التي مرت بها البلاد، من دمار وحروب أثرت في قلوبهم وسلوكهم”.
وأشار نصر إلى أن أول عروض الفرقة كان بعنوان “موهبة”، والذي تناول قضية طمس مواهب الأطفال من قبل الأهل، وضرورة معالجتها للنهوض بجيل مثمر. وتوالت بعد ذلك العروض، حيث قدمت الفرقة 13 عملًا مسرحيًا، بعضها عُرض أكثر من مرة، إلى جانب 10 اسكتشات قصيرة، وجميعها من تأليفه وإخراجه، باعتباره مديرًا ومؤسسًا للفرقة. ومن أبرز هذه الأعمال: “الندم”، “أحلام نسمة”، “قرية المشعوذة”، “عطاء”، “لنعد إلى المريخ”، “ننتظر القطار”، “نحن جنبك”، “من المعلم”، “صندوق المختار”، “كلمة السر” وغيرها.
وفيما يتعلق بعدد الأطفال المنتمين إلى الفرقة، أوضح نصر قائلاً: “سارعت مجموعة من الأطفال الموهوبين في التمثيل للانضمام إلى الفرقة، لتكون النواة الأولى لفرقة الأمل، حيث ضمت أكثر من 200 طفل من محافظات طرطوس، حلب، إدلب، اللاذقية، ودمشق. وقد تمكن 100 طفل منهم من الصعود إلى خشبة المسرح وتقديم العروض الهادفة، وما زال نشاط الفرقة مستمرًا حتى اليوم، لتقديم أعمال بناءة تسهم في تنمية شخصية الطفل وجعله عضوًا فاعلًا في المجتمع”.
وأضاف نصر: “رغم عمر الفرقة القصير، فقد نجحت في تقديم عدد من العروض المؤثرة، التي تناولت قضايا تمس واقع الأطفال، مثل طمس المواهب، وتأثير الحروب، وأهمية الإبداع في تجاوز الأزمات”.
وتابع قائلاً: “استطاع الأطفال، من خلال التدريب المستمر، تشكيل فريق مسرحي محترف، قادر على تقديم عروض بمستوى فني عالٍ، مع تصميم الأزياء والديكور الخاص بكل عمل. وقدمت الفرقة عروضها في طرطوس، دمشق، بانياس، الدريكيش، بالإضافة إلى بعض المناطق التي تضم أطفالًا نازحين أو أيتامًا، بهدف الترفيه عنهم ودعمهم نفسيًا”.
وأكد نصر أن الفرقة، رغم قلة الدعم المقدم لها، تواصل عملها بروح عالية، قائلًا: “استطعنا بناء مجتمع طفولي راقٍ، محب للفن، قادر على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول مهما صعبت الظروف. ورغم الحرب وانعدام الأمان أحيانًا، لم يستسلم الفريق، بل وجد في المسرح ملجأً له وبيتًا للتعبير عن ذاته، والنهوض بمستقبل مشرق”.
وفي ختام حديثه، عبر الفنان حسن نصر عن أمنيات تحققت وأخرى لم تتحقق بعد، قائلاً: “لقد حققنا الكثير، فقد باتت الفرقة تحظى بترحيب كبير من الجمهور، وعروضها تحظى بمتابعة واسعة. لكننا ما زلنا نطمح إلى تحقيق المزيد، وأهمها المشاركة في مهرجانات دولية كبرى، وهو هدفنا الأسمى”.