الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صورة الرئيس المعتقة.. من يعزف البيانو لجياع الصومال

بواسطة azzaman

صورة الرئيس المعتقة.. من يعزف البيانو لجياع الصومال

حسن الحيدري

 

هناك شعوب تتغير بسرعة تتصالح مع مزاجها وتمنح ثقتها لمن يشبهها وهناك شعوب تسكنها صورة جامدة عن السياسي الحقيقي صورة ثقيلة جافة صارمة لا تكسر ولا تتزحزح والعراق  منذ عقود يعيش داخل هذه الصورة ويعيد انتاجها جيلا بعد جيل وقد لايغادرها لقرون  الاوكراني انتخب راقص باليه  اما العراقي فلا يزال يفتش عن السياسي الصارم العالم كله شاهد ان الرئيس الاوكراني  زيلينسكي كان فنانا كوميديا وراقص باليه ظهر في برامج ترفيهية لكن الاوكرانيين لم يجدوا أي مشكلة هذا رجل نظيف قريب من الناس  فليحكم في العراق حتى اليوم  ما زال الخيال الشعبي يرفض أن يقود البلد من كان يوما فنانا أو اعلاميا أو صاحب مهنة ليست سياسية بحتة  فالعراقي يريد السياسي الذي يلبس الغامق  يتحدث ببطء ويسير بثبات ويعقد حاجبيه ويجلس خلف مكتب خشبي ثقيل فهيبة السلطة بمخيلته  لا تبنى إلا بهذا النوع من الإخراج المسرحي في المشهد السياسي الازلي  سلام عادل اعلامي يمتلك ادوات الفن بقوة لكنه نموذج يصطدم بعقل جمعي ثقيل حين يُطرح اسمه في المجال السياسي نظريًا  العقل العراقي يسأل معقولة؟  اعلامي  يصير رئيسنا  السؤال هنا ليس قانونيا لأن الدستور العراقي اتاح  لكل اعلامي وفنان وطبيب  ان يتقدم للترشيح  لكن السؤال يدخل بالتركيبة وخوارزمية العادات والتقاليد التي تعود لشيخ القبيلة حتى في مشاكل ذات جدران البيت الواحد  فالعقل العراقي لا يزال ينظر للزعيم  ذاك الذي يجب أن يكون صارما جافا متجهما حتى يشعر الناس بأن الدولة بخير والنتيجة؟ رفض التجديد بالحسابات العالمية واعادة  تدوير  المشاهدلفترات ليست بقصيرة  لان البديل بالمنظور العالمي ما يدخل بالعقل العراقي الحالي  لكونه خائف من التجربة  لانه مرهق فالذهنية العراقية تشكلت تحت ضغط الحروب الانقلابات الدكتاتوريات والطائفية والفساد فتكون شعور جمعي يقول ان  السياسي يجب أن يكون قويا  لا ( لطيفا ) اما في الدول المستقرة فتختلف كون الناس تختار بناءا على البرنامج والنتائج لا بناءا  على المشهد الخارجي عقلانيتان  واحدة مرنة وأخرى معلقة على استار الخوف  فالعقل الاوكراني قال الرجل خفيف الظل لكنه نظيف ولن نخسر شيئا أكثر مما خسرناه العقل العراقي مختلف تماما ويقول لا نريد المغامرة جربنا كثيرا نريد شخصية سياسية نطمئن بها على النتائج  وهنا تكمن المشكلةالتغييرالعقلياتي  يحتاج زمن  والزمن يحتاج ذاكرة غير مثقلة بالألم فهل يستطيع العراق أن يكرر تجربة زيلينسكي او ترودو الكندي  الذي مثل قبل ان يكون مدرسا او ريغان الامريكي الذي دخل هوليود مسبقا  واخرون  نعم لكن ليس الآن ولم تحن الازمان  ليس لان الفنان او الاعلامي  لا يصلح اطلاقا لكنه لاينسجم مع المزاج العراقي  وحتما ستكسر هذه العقدة  ولو ببطء قد تكون صورنا علقت حينها على جدران الاحفاد مقرونة بثواب الايات حينها سيكون وزيرا إعلاميا بلا عقدة وزيرا فنانا استعراضيا بلا استغراب او فنانا شعبيا وزيرا ورئيسا طبيعيا بلا ديباجة ثقيلة يمكن ان يصل لمقر الحكومة  بالدراجة الهوائية.

 

 

 


مشاهدات 40
الكاتب حسن الحيدري
أضيف 2025/12/10 - 3:58 PM
آخر تحديث 2025/12/11 - 12:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 26 الشهر 7616 الكلي 12791521
الوقت الآن
الخميس 2025/12/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير