تخضير الصحراء.. تشغيل الشباب !!

 أكرم سالم

 من ابرز المشاكل التي باتت تثير الأزمات والاصطراعات الداخلية المؤسفة ما يجري من صراعات متكررة تختفي مدة قصيرة وما تلبث الا لتبرز بشكل اقوى بين الشباب الخريجين والسلطات الحكومية ،وما المواجهات المؤسفة الحاصلة والمتكررة بين الطرفين في بغداد وغيرها الا صورة من صورها التي لن تزول ابدا الا بايجاد حلول فعلية وجذرية لتشغيل الشباب واستيعاب طاقاتهم الحبيسة الواعدة ،من خلال خطط استراتيجية وسنوية هادفة تفي بمتطلباتهم وتتواءم مع المتطلبات التنموية الوطنية.ولا يفهم من ذلك ان على الدولة استيعابهم باسوب الاقحام في اجهزة القطاع العام ودوائر الدولة التي هي اصلا متخمة و متضخمة الى مستويات الترهل والورم و بحاجة ماسة الى الترشيق وإعادة الهيكلة ،انما يأتي الحل بوضع استراتيجية تنموية مدروسة تتمثل في تنشيط القطاع الخاص بصيغ اجرائية حقيقية و بوضع برامج متكاملة ولوائح وخطط تنظيمية قابلة للتنفيذ، وتذليل الروتين والمعوقات وإزاحتها من امامه ، والى اتاحة اوسع الفرص الاستثمارية لهؤلاء الشباب ابناء العراق المعطّلين قسرا!! ، ومن اهمها برامج المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمختلف المجالات المجدية ،ولاسيما المشاريع الزراعية المتاحة امامنا تماما و التي تتواءم مع امكانات وبيئة بلدنا الذي يمتلك مئات الالاف من الكيلومترات المربعة الممتدة في الصحراء الغربية الشاسعة الاطراف، وبحر النجف وغيرها ،هذه الاراضي البكر غير المستثمرة الا بنسب ضئيلة جدا لا تكاد تذكر والتي تنتظر.. وتنتظر الحرث والزرع والماء الغزير الكامن في جوفها و بطونها والايادي السمراء والعقول الخبيرة بمشاريع تربية الدواجن والمواشي وزراعة الخضار وعباد الشمس والحبوب والتين والزيتون والتشجير وغيرها من خيرات الارض ، وذلك بتوزيعها بشكل 10 عشرة دونمات مثلا للراغبين وهم بالالاف بكل تأكيد وعلى اهبة الاستعداد التام للتقديم الفردي والجماعي للانخراط بهذه المشاريع المثمرة .مع ضرورة دعمهم بالمباشرة باقراضهم قروضا تدفع لهم ومن ثم تسترجع ضمن آلية عمل و جداول زمنية مبرمجة وحسب مؤشرات تقويم الاداء والمخرجات المتحققة، تحت عنوان تشجير وتخضير الصحراء واحياؤها ،بالتوازي مع برامج الدعم وتوفير البنية التحتية ولاسيما تسهيلات الحصول على تقنيات الطاقة الشمسية في توفير الطاقة الكهربائية لاغراض الارواء والسقي السيحي باستغلال آبار المياه الجوفية ..نعم ما يحتاجه ابناؤنا الشباب الرعاية والتوجيه والدعم والاخذ باياديهم الغضّة الفتية لتفجير طاقاتهم الكبيرة غير المحدودة وغير القابلة للاسكات والتهميش والاقصاء..ولا الى الملاحقة البوليسية والاهانات والضرب بالهراوات او ما شابه و التي تزيد الطين بلّة...يا حكومة رجاء ، تخضير الصحراء تشغيل الشباب !!.