الوكالات الاخبارية في العراق ما بين تطوير القدرات واستغلال الطاقات الشبابية "الصحفية".
تحسين لؤي الجنابي
انتشرت في الآونة الأخيرة وتحديداً خلال اخر عشر سنوات في العراق ، انطلاق المئات من "الوكالات الاخبارية" و "المنصات الإعلامية" البعض منها مسجل بدائرة "المنظمات الغير الحكومية" التابعة لرئاسة الوزراء و "نقابة الصحفيين العراقيين" والبعض الأخر معتمد من جهات "اقل" و "اضعف" قيمة رسمية منها.
حيث نشاهد يومياً ونحن نتصفح "مواقع التواصل الإجتماعي" بأن عشرات (الإعلانات الممولة) ، تعلن عن انطلاق وكالتها ، حيث تعطي كل وكالة اخبارية اشياء تندرج ضمن "الدعم اللوجستي المحدود جداً" مثل تزويد الصحفي بـ "هوية تعريفية"
(باج) وايضاً كتب رسمية تتقدم إلى الجهات المسؤولة المعنية بذلك
ولا تقتصر بعض الوكالات عملها على هذا المنوال وإنما تتوجه الكثير منها إلى إطلاق "دورات" و "ورش اعلامية" بكافة التخصصات الإعلامية مثل (المراسل التلفزيوني ، محرر الاخبارية ، مصور و مونتير) وتخصصات أخرى وهذا الشيء هو محط فخر واعتزاز بهذه المؤسسات واصحابها ، كونها ترعى اهتمامات شريحة الشباب الحالمين في الدخول لمجال الإعلام المهني الغير اكاديمي ، خصوصاً الذين لم يحالفهم حظ إكمال الدراسة الأكاديمية في المعاهد والجامعات الرسمية الحكومية منها والاهلية.
ولكن يؤسف الكثير من "رواد الإعلام العراقي" بأن البعض من الوكالات والمنصات الإعلامية في العراق أصبح همها الوحيد هو الحصول بأي طريقة على الاعتماد من اي جهة كانت ، لغرض اطلاق حملات اعلانية لغرض المتاجرة برسالة ومهنة الإعلام مثل
بيع الهويات الإعلامية التابعة لهذه الوكالات إلى الشباب بأسعار لا تتجاوز الـ (100) الف دينار ولا تقل عن (25) الف دينار عراقي.
ولا يكتفي أصحابها بهذا القدر من المتاجرة الربحية وإنما اتجهوا لبيع الشهادات المهنية مثل "شهادة الخبرة الدولية" ، "شهادة تخرج مهنية" من إحدى التخصصات الإعلامية من دون الدراسة الحقيقة بها.
ولكن يبقى أملنا الوحيد بأقلام الأسرة الصحفية في العراق بأن يتخذوا موقفاً واضحاً وثابتاً من أجل إبقاء كلمة وشعار "السلطة الرابعة" محط فخر واعتزاز وتقدير واحترام أمام جميع من يحاول العبث وتشويه تلك المسيرة العظيمة...انتهى