شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب
محمد سليم المزوري
يتمثل التوجه الرئيس في السياسة الخارجية الامريكية منذ الثورة الامريكية بالتحول من سياسة عدم التدخل الى القوة والهيمنة العالمية في اثناء الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة في القرن العشرين لذا يُعد الرئيس الامريكي هو اللاعب الرئيس في السياسة الخارجية الامريكية وهو المسؤول عن ادارة وتنفيذ الشؤون الخارجية لبلاده فهو يحدد مسار السياسة الخارجية وقد منحه الدستور الامريكي صلاحيات واسعة في مجال السياسة الخارجية وان كان الدستور لا يمنحها لرئيس الدولة وحده وانما يشرك معه في ذلك الكونغرس بصفة عامة ومجلس الشيوخ بصفة خاصة إِذْ تتوزع اعضاء السياسة الخارجية على الرئيس ، وزارة الخارجية ، الامن القومي ووزارة الدفاع . مثلا كان لدى ترامب العديد من المساعدين الذين يقدمون المشورة وكان كبير الدبلوماسيين وزير الخارجية ركس تيلرسون وان كان كثيرا ما كانت مواقفه على خلاف مع ترامب ، بما في ذلك حث الولايات المتحدة على البقاء في الشراكة عبر المحيط الهادي واتفاق باريس بشأن مشاكل المناخ واتخاذ موقف متشدد بشأن روسيا .
ونعود قليلا حيث الرئيس دبليو بوش (الابن) بأنه لا يثق بالاخرين بما جعله يدير حرب الخليج الثانية من داخل مكتبه في البيت الابيض ، واعلانه الحرب على الارهاب محولا سياسته الخارجية الى سياسة مبنية على الاستعراض والقوة عالميا واعمال النهج التدخلي على نطاق واسع ، إِذْ عملت ادارة الرئيس جورج دبليو بوش التي كان يسيطر عليها المحافظين الجدد على استغلال كل الاحداث وتوظيفها لتعزيز الهيمنة الامريكية على العالم . عملت السياسة الخارجية الامريكية على دعم التحول الديموقراطي في الدول العربية والاسلامية بعد ان اهملت الديموقراطية بالمنطقة لفترات طويلة ، وتعد منطقة الشرق الاوسط من المناطق المهمة والحساسة للمتغيرات ، سواء أكانت متعلقة بصعود وهبوط القوى العظمى او المرتبطة بالاقتصاد وقد اكتسبت اهمية كبرى في منظور المصالح الامريكية والاوربية بسبب موقفها الغريب من روسيا وامتلاكها الموارد الاقتصادية .