الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يا سيدي.. في بيتنا أكثر من يزيد

بواسطة azzaman

كلام أبيض

يا سيدي.. في بيتنا أكثر من يزيد

جليل وادي

 

لم تك يوما لنفسك ، او لأهل بيتك ، بل كنت لنا جميعا ، فكيف لا تُدمى الأقدام في المسير اليك ، وكيف ينام قرير العين مَنْ يتذكر أهوال دنياك ، وكيف يُقنع نفسه من ناصبك العداء وانت ابن بيت النبوة ، وكيف ينتمي للانسانية من لا يحركه الظلم الذي قاسيت ، وكيف وكيف ... ؟ . ان قلت انك مدرسة للقيم السامية ، لا أظن ان هذا القول يفيك حقك ، وان قلت انك طود شامخ لرفض الذلة ، لم أتِ بجديد من معانيك الكبيرة ، فاللغة عاجزة ، وليس غير الدموع ، وهذا قليل فيك ، لكن هذا ما لدينا نحن الفقراء الذين تعلقنا بأثوابك منذ نعومة الأظفار ، فلا أكثر بلاغة من درسك ، لذا صرت مشروعنا للحاضر والمستقبل .

يا أبا الأحرار : سنبقى أوفياء لطريق الاصلاح الذي أفنيت نفسك وصحبك وأهل بيتك من أجله ، ومع انك تدري انه طريق وعر ، وستدفع في سبيله أبهظ الأثمان ، لكن هان لديك كل شيء من أجل العدل والبطولة ومقارعة الظلم وتعرية التافهين ومغتصبي السلطة وناهبي أموال الناس والفاسدين ، ولذلك بقيت خالدا في الوجدان ، ومنارة يعتنيها العاشقون من كل مكان، فمن أراد خلودا في الدنيا ، وعند ربه حي يرزق في الآخرة ، فليس أمامه الا طريق الحسين ، وما أعذبه من طريق ، من سلكه يوقر نفسه قبل تقدير الآخرين ، ومن لا يكبر في عين نفسه ، مهتزا يظل طول العمر ، وخنوعا لأبسط ريح ، وستمحى صورته من ذاكرة الأبناء قبل الناس .

ولأنك كذلك ، صرت معيارنا في الحياة ، انسانا وبنيانا ، في الصلاح والخراب، وكل من حاد عن دربك ، لن يجني سوى اللعنات وبئس المآل وان استمتع بحلاوة الدنيا ، وانت تعرف سيدي ان على عيونهم غشاوة ، فيتوهمون وينسون ان حلاوتها قصيرة الأمد ، حتى أقصر من أعمارهم أحيانا .

لوعتي كبيرة ، وفي القلب حرقة ، عليك ، ومن الذين رفعوا رايتك زورا وبهتانا وأصحابهم من المنافقين ، وهم كثر ، وبينهم من تسلم أمرنا ، وتحكم في حياتنا ، ولكنهم أبعد ما يكونون عن طريقك المنير ، لم تنفع معهم صرخاتنا ، بألا ساتر يحمينا من الأعداء الا ساترك العتيد ، وسنكون نهبا من دون أن تظل صرخة في حناجرنا ، ودمعة في عيوننا ، انهم يكذبون ، يسرقوننا في وضح النهار ، وتعرف كم قاسية لوعة أن يسرقنا من بيده أمرنا وأمام أنظارنا ، يبحثون عن جاه ونفوذ وسلطة ، ولو كانوا حلماء لتأملوك ، صامتا تحرك الملايين ، يا الله ، أي شعاع آخاذ تبثه سيرتك في النفوس والعقول ، لكنهم لا يبصرون ، فقد عمي بصرهم وبصيرتهم .

كُثر اولئك الذين بك صاروا يسمون ، بعد ان كانوا بلا أسماء ، لكنهم لم يتعلموا منك شيئا ، ولا يريدون ان يتعلموا ، فعلى حساب الفقراء يجاملون الظالمين ، وعن آلامنا أبصارهم يغضون ، للغرباء يعملون وأهلهم يتناسون ، لقد مزقوا الأمة الى طوائف ، عكس ما تريد ، ألم تقل : جئت لاصلاح امة جدي ، لا اشرا ولا بطرا ، نذرت نفسك لوحدتها ، ونذورا أنفسهم لتمزيقها ، صرنا سيدى أضعف الأمم ، بلا وزن ولا قيمة ، وما أصبحنا هكذا لولا شيوع الظلم الذي قارعته بدم الوليد ، وبوهج وفاء أخيك ، وايمان صحبك وعيالك بنهجك .

صرنا سيدي بمواجهة ألف ظالم ، والسيوف على رقابنا ، وما يُزيد حرقتنا ان في بيتنا أكثر من يزيد ، مَنْ ينظر الى خراب بلاده دون أن يحرك ساكنا يزيد ، ومَنْ لا يعمل على اعادة الهيبة لامته يزيد ، ومَنْ لا يجهد على اصلاح الخراب يزيد، ومن لا ينتفض لإبادة أشقائه يزيد ، وماذا أُعد لك يا أبا الأحرار ، فالخراب يستعصي على الوصف ، وأشده خراب الانسان ، لا أظنهم يستنيروا بك ، ولا أظن حراكا للوجدان .

jwhj1963@yahoo.com


مشاهدات 178
الكاتب جليل وادي
أضيف 2024/08/25 - 3:14 PM
آخر تحديث 2024/09/13 - 7:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 5598 الكلي 9994220
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير