الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحب ذلك اللغز

بواسطة azzaman

الحب ذلك اللغز

نزار محمود

 

الحب كلمة يجري تداولها على كل لسان وفي أغلب الأحيان. تعاملت معها الاشعار والدواوين، وقلما خلت منها رواية أو حكاية او فيلم أو مسلسل سمعي او مرئي. تداولها الواقع والخيال، وقامت في معناها معارك وحروب. هذه الكلمة السحرية اختلف كثيرون في تفاسير معناها، منهم من حصر ذلك المعنى في مجال ضيق، ومنهم من توسع فيه كثيراً. لها من المرادفات الكثير، وبالطبع، لا تتطابق في معانيها تماماً. فكل رديفة لها معناها الخاص الدقيق. ان كلمات مثل العشق والغرام والهيام والهوى وغيرها توحي الى الحب لكنها مختلفة في مرادها الدقيق.

هذا المقال ينبغي أن يكون شكلاً من أشكال المحاولة في الوقوف على ما يعكسه الحب ويعنيه ويقوم عليه.

للحب بين البشر جوانبه المتعددة، منها ما يكون مشتركاً بين البشر، ومنها ما يختص به البعض ويتميز. كما أننا لا ينبغي في هذا الشأن أن نعيش سابحين في خيال المبادىء والمثاليات على الدوام، وانما نحتاج كذلك الى البقاء في تواصل مع واقع الحياة وحتى الجوانب الحيوانية في البشر في غرئزها وشهواتها.

من هنا فإننا نجد في الجوانب التالية ما يلامس الحب من هنا أو هناك:

الجانب الروحي:

طالما تقوم في الانسان روح فإن حبه للآخر لا بد وأن يلامس تلك الروح. وعندما تلتقي هاتان الروحان في ذلك الحب يكون ذلك الحب طاهراً وخالداً.

الجانب الجسدي:

الذي غالباً ما يتطلبه الحب بين الذكر والانثى، وحديثاً، ويا للأسف، بين المثليين من بني البشر.

الجانب العقلي:

مما يشد في حب اثنين هو التفاهم والتناغم العقلي، فالمرء يرتاح وتطيب نفسه لمن يآنسه في الفكر.

الجانب النفسي:

البشر أنماط نفسية، تتوافق مع بعضها، وتتنافر في ما بينها. هذه المسألة عبرت عنها أمثال، منها المثل الألماني الذي يقول بتطابق كيمياء البشر أو تضاربها.

الجانب الثقافي:

في معارفه وعاداته وتقاليده وقيمه وسلوكياته ونظرته للحياة وتحسسه لجمالياتها. انها أمور تقوي أو تضعف علاقة الحب بين طرفيه.

الجانب الاخلاقي:

في مقدساته ومحرماته، وحلاله وحرامه. في جميله وقبيحه، في قسوته ورحمته، ومدى توافق المحبين عليها.

الجانب الحسي:

وهو التوافق في ما تستلذ به وتتمتع معه حواس الإنسان من جمال رؤية ورهافة حس وعذوبة صوت وطيب رائحة ونعومة ملمس ورقي تذوق.

الجانب المصلحي:

قد يعترض علينا البعض عندما نتكلم حول الجانب المصلحي في الحب، وكأننا تجاوزنا محظوراً في طهارة الحب وعفته.

أجيب بواقعية: ان لجوانب الحب التي نذكرها أوزانها المختلفة في علاقات الحب المتعددة، فمنها من لا يقيم وزناً كبيراً لهذا الجانب على غير حب آخر. هناك من لا يرى الحب الا في جانبه الروحي، وهناك من لا يجده سوى متعة جسدية! وبين هذا وذاك يتوزع المحبون.

جانب الشعور بالسعادة والرضا:

ان ما يجمع المحبين هو احساسهم مع بعضهم بالسعادة والرضا، وبعكسه تكون حياتهم خالية من الحب، رتيبة متعبة قاسية.

جانب الشعور بالفخر والاعجاب:

ان من علامات الحب ووشائجه ان يشعر الطرفان بفخرهم واعجابهم بشركائهم في ذلك الحب.

 


مشاهدات 62
الكاتب نزار محمود
أضيف 2025/02/12 - 4:30 PM
آخر تحديث 2025/02/12 - 7:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 461 الشهر 6565 الكلي 10401936
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير