من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير
عادل الربيعي
قد يتسأل سائل لماذا اخترت هذا العنوان وهي مقولة معروفه لدى الجميع عندما ارسل السلطان سليمان القانوني على المهندس المعماري سنان آغا وابلغه السلطان بما يريد ان يفعل ووافق المهندس لكن السلطان كان يراقب عمله وسأله لماذا غيرت العمال الذين كانوا يهدمون فقال مقولته الشهيرة من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير .. ان الحياة البشرية مليئة بالمتناقضات بل هو الكون بأسره الذي فيه نقيضه كالنور والعتمة والجمال والقبح والرحمة والقسوة فلا غرابة ان يكون الانسان ابن هذا العالم الغريب لان كل انسان في داخله قوى فترى الشخص الطيب وفي المقابل تجد اللئيم وتجد المكافح والمتكاسل والمتفائل والمتشائم . واذا دققنا في تاريخ البشرية فسنستنتج ان اصحاب الشخصيات الايجابية هم اكثر من حققوا انجازات عظيمة . ان الايجابية الحقيقية هي ببناء المجتمع وتعمير الحضارة والارتقاء بالأجيال فلا يجوز ان من يتولى حكما ان يدمر البلاد بل لأعاده اعمارها . فمنذ اكثر من 20 سنة من السقوط او ما يسمى بالاحتلال لا نشاهد سوى التدمير وهناك بعض الاشياء مازالت تذكرنا بالاحتلال والحروب والحكومة لم تحرك ساكن فلا اجد من يعمر هذا البلد والتي ذهبت هيبته وضاع به القانون الذي اصبح بيد المواطن .. فمن يدمر لا يعمر.