(كلام الناس) يستقصي أحوال نزيلات دار تأهيل الإناث الأحداث المشردات

قاصرات يهربن من وحوش بشرية ترتكب زنا المحارم

بغداد -  سعدون الجابري

تابع فريق برنامج (كلام الناس) الذي تقدمه قناة(الشرقية)  في زيارته دار تأهيل الإناث الأحداث المشردات بالأعظمية، من خلال حلقة خاصة إستقصائية عن أعمال الشغب التي حدثت بالدار مساء يوم 15/5/2024، من قبل 14 فتاة من سجينات ساكنات هذا الدار، حيث عبثن بممتلكات الدار وتم تدمير الأثاث و الديكورات والأجهزة الكهربائية و غيرها، و على أثر ذلك حضرت قوة أمنية لأحتواء الموقف، وكذلك حضور وزير العمل والشؤون الإجتماعية و عدد من مسؤولي الوزارة و قاضي التحقيق، بعد إعتقال الفتيات المشاركات بعملية الشغب وتم إحالتهن لسجن النساء.

أعمال شغب

و قال معد و مقدم برنامج كلام الناس علي الخالدي لـ(الزمان) : يأتي حضور فريق البرنامج للدار، للتعرف على أسباب قيام 14 فتاة سجينات ساكنات في هذا الدار بأعمال شغب و تخريب بممتلكات الدار، حيث تم إحالتهن من سجن النساء لهذا الدار حسب قرار المحكمة المختصة، و بعد هذه العملية قرر القاضي المختص إرجاع جميع الفتيات المشاغبات إلى سجن النساء كونهن محكومات سابقاً). من جانبها بينت مديرة تأهيل النساء أستبرق طه : في ليلة 15/5/2024 بعد الساعة الثامنة أستخبرنا من كادرنا الخافر بحدوث أعمال شغب و تخريب بممتلكات الدار من قبل 14 فتاة سجينات ساكنات في هذا الدار، الحادثة هذه طالت تدمير ممتلكات الدار من أجهزة كهربائية و أثاث و ديكورات الغرف و الممرات و غيرها من أعمال تخريب في أقسام الدار. و أوضحت طه : فوراً وصلنا للدار بعد أن تلقيت إتصالاً من كادرنا الخافر بالدار، و أخبرنا دوائرنا و الوزارة والشرطة و القاضي، و بعد قليل حضر وزير العمل والشؤون الاجتماعية و عدد من مسؤولي وزارتنا و مدير دائرة الإحتياجات الخاصة مظفر نوري محسن و القوات الأمنية و القاضي، و فوراً جرى التحقيق مع الفتيات المشاغبات و قرر القاضي إحالتهن الى سجن النساء كونهن محكومات سابقاً وفتح تحقيق بذلك.

و أكدت مديرة الدار (الفتيات المشاغبات كانت لديهن نية و مخطط بأعمال شغب بالدار، على أمل يتم إعادتهن للسجن.. كون السجن فية حرية أوسع من الدار، و هناك توجد هواتف نقالة ممكن أستخدامها من داخل السجن و السماح للسجينات بالتدخين، و هنا لدينا إنضباط عالي للحفاض على النزيلات لدينا.. و هنا لا نسمح لكائن من يكون أستخدام الهواتف المحمولة أو دخول السكائر لبنات الدار).

من جهته أوضح مدير دائرة الإحتياجات الخاصة مظفر نوري محسن قائلاً : (هذا الدار يعد من الدور النموذجية.. و لا توجد فية أي مشكلة سابقة، لكن الذي حصل في الدار، ان المشاغبات الـ 14 لا يرغبن بالسكن في هذا الدار و يطالبن بإعادتهن للسجن، كون هناك حرية أوسع و مسموح لهن بالتدخين وأستخدام الهواتف المحمولة، عكس ما موجود في دار تأهيل الإناث الأحداث المشردات بالأعظمية، هنا ممنوع التدخين و أستخدام الموبايلات بشكل صارم، هنا إدارة الدار و الباحثات جادات بعملهن لغرض تأهيل الإناث الأحداث و عودتهن للحياة و المجتمع من جديد). مشيراً : و من الأسباب الأخرى التي يتم إنحراف الفتيات القاصرات بالدرجة الأولى التفكك الإسري، و هو طريق الضياع لمن يقوم بأعمال عنف داخل مؤسسة حكومية ترعى و تأهل الفتيات. مضيفاً (بعد ما حصل بالدار من تخريب بممتلكات الدار سارعنا حسب توجية الوزير الى شراء الأثاث و الممتلكات والأجهزة الكهربائية التي دمرت، والحمد لله تم إعادة الأمور لوضعها السابق بهمة إدارة الدار).

و أشارات المديرة (عدد النزيلات في دارنا 50 فتاة و أعمارهن من 9 سنوات الى 17 سنة، و طريقة أستقبال النزيلات من الفتيات القاصرات الأحداث، تراجع الفتاة مركز الشرطة و بعدها يتم إحالتها الى المحكمة و القاضي المختص هو من يقرر دخول الفتاة الحدث للدار لغرض التأهيل و ليس السجن في هذة الدار، و بدورنا نقوم بفحص كل فتاة تدخل للدار و نعرضها على لجنة طبية في مستشفى النعمان بالأعظمية، والفحوصات تشمل الأمراض السارية والمعدية و كذلك الحمل، و الآن أدخلنا فحص جديد هو سلامتها من تعاطي المخدرات).

و قالت فتاة عمرها 16 عام : أن (أمها منفصلة عن أبيها.. و كان عمر الفتاة 11 عام عندما وقعت امها بقصة غرام من رجل و تزوجها، و الضحية هذه البنت بقت مشردة بالطرقات حتى ذهابها لمركز الشرطة و أخبرتهم بما جرى عليها، وتم إحالتها للقاضي المختص الذي أوعز أن ترسل لدار تأهيل الإناث الأحداث المشردات بالأعظمية).

قرار القاضي

و قالت فتاة أخرى ان: أمها متوفية ووالدها لا يرغب أن تعيش الفتاة وأختها الصغيرة معه، فقررتا الذهاب للشرطة و والابلاغ عن ما فعله  معهما والدهما و طردهما من البيت، القاضي أصدر قراره بإرسال الفتاتين الى دار تأهيل المشردات..و بقين في الدار دون مراجعة من أي أحد.

و بينت لنا فتاة تدعى زينب و هي قاصرة : والدها متوفي و هي و أخواتها الإثنين كانوا صغار، بعد ما كبرن أمهن طلبت من الفتاة الكبيرة   و عمرها لا يتجاوز 14 عام، أن تمارس الرذيلة وتخرج معها لكن الفتاة رفضت طلب أمها و هربت من بيت أمها الى شاب تعرفه،  هو رحب بها و عقد عليها و تزوجها وبقت عندة فترة أكثر من سنة و أنجبت منه بنت، لكن عمامها و أقربائها هاجموا زوجها و هي هربت و لجأت للشرطة وثم للمحكمة، حتى قرر القاضي إحالتها الى دار تأهيل الإناث الأحداث المشردات، و بقت بالدار معيشتها جيدة و كل شئ متوفر لها، لكن بنتها بقيت عند أبوها الذي يزورها للدار بين الحين و الآخر.

وقالت فتاة قاصر أخرى انها هربت من بيت أهلها بسبب والدها الذي عنفها فترة طويلة، و هروبها من أبيها هو الخلاص من العنف، بعدها التجئت لبيت عمتها و بقيت عندها فترة قصيرة، لكن أبن عمتها قام بممارسة الرذيلة معها و أغتصبها، و قامت بالهروب من بيت عمتها و توجهت لمركز الشرطة وأخبرتهم بذلك، و الشرطة أصدرت أمر بالقبض على الشاب أبن عمتها لكنه هرب لمكان مجهول، الشرطة أبلغت المحكمة و القاضي إحالها لدار تأهيل المشردات بالأعظمية.و أوضحت : أن (الطفل الذي معها بالدار هو أبنها من شخص غريب (عشيقها) و ليس من أبن عمتها، حيث دخلت الدار و هي حامل بالشهر الثالث و أنجبت طفلها في الدار).

من جانبها قالت غفران : هن ثلاثة أخوات مضى عليهن سبعة أشهر في الدار، والدهن شهيد من عام 2014.. وفي عام  2019  أمهن تزوجت، و عشن مع أمها و زوجها  سنتين.. و في عام 2021 قام زوج أمها بأغتصابها، و أبلغت أمها  بالذي جرى لكنها لم تحرك ساكناً يعني عندها علم و برضاها..! وبقى هذا الوحش يمارس الرذيلة معها ثلاثة سنوات، و أخبرت عمامها و خوالها بما حدثت معها و جميعهم طردوها و بقت بحيرة، بقيت مع أخواتها بالشارع.. و أمها أخذت منهن بطاقات الأحوال المدنية و الآي باد كونه فيه  صور مهمة لهم، بعدها قدمن شكوى في مركز الشرطة على أمها و زوجها، و أصبحت حامل من زوج أمها.. لكن أمها أجرت لها عملية إسقاط الجنين، و أمهن تزورهن للدار بشكل متقطع و أعمار البنات 16 و 17 و 18 عام..

بعد ذلك قام فريق البرنامج  بزيارة مدرسة الورود للتعليم المسرع في الدار... و بينت لنا مديرة المدرسة :

أنها عملت بإدارة المدرسة بالدار منذ عام 2012 معلمة، و عدد طالبات مدرستها بلغ 34 طالبة.. و عندها طالبات بكالوريا مجتهدات و نسب النجاح بالمدرسة بلغ 100%، فقط هذة السنة الدراسية رسبت طالبة واحدة بسبب أعمال الشغب التي حدثت بالدار مؤخراً.

و أوضحت : أنها على ملاك وزارة العمل و منسبة على ملاك وزارة التربية، و الدوام بالمدرسة يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية عشر ظهراً، و في مدرستها 5 طالبات صغار تتراوح أعمارهن من 9 - 13 عام.

و قالت أحدى النزيلات الصغيرات : أن أمها كانت تجبرها بالعمل (تمسح زجاج السيارات)  بالتقاطعات في بغداد، و تجبرها على ذلك يومياً مقابل جلبها مبلغ لا يقل عن 25 الف دينار أو أكثر، و إذا لم تجلب لها المبلغ المقرر تقوم بطردها من البيت، حتي في يوم من الأيام هربت و لجأت للشرطة للخلاص من أمها، و بدورهم الشرطة أخذوها للمحكمة و قرر القاضي المختص أرسالها لدار تأهيل الإناث الأحداث المشردات بالأعظمية.

فريق البرنامج ضم كلاً من :الإعداد و التقديم : علي الخالدي،مخرج منفذ و مدير تصوير : عمر الجابري،تصوير : حسين الخفاجي و حسين عصام، درون : أسامة المفرجي،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري، م . إضاءة : مصطفى الموسوي،مونتاج : عمر مظفر  و  أدريس الكعبي .