لو أن الحاكم العربي كان شريفاً وشجاعاً وطبيعياً ومؤمناً بمبادىء وبركات وإضاءات ودروس الثورة المحمدية العظمى ، لقدم على مدى الثلاثين سنة البائدة على الأقل ، المال والسلاح والإعلام والمنفى الآمن والمتكأ القوي لكل مقاوم نبيل ضد حثالة الأرض المتوحشة الغزاة الصهاينة ورعاتهم الهمج المجرمين ، فهل بعدها كان المقاومون الأبطال الإستثنائيون العظام سيذهبون شرقاً صوب إيران وشمالاً نحو تركيا لطلب العون والمدد والظل الأمين ؟
ستكون الإجابة مفيدة وفعالة مشروطية أن تخلع الناس قناعها الطائفي الثقيل المتخلف الكريه المريض ، وبها – لو تمت – سيحصل شعب الجبارين الكريم ومعه كل الأمة على المعنى الحقيقي والعملي للحرية والإستقلال والكرامة وكمال الدين والآدمية كما سنتها السماء واجتهدت بتفاصيلها وبتطبيقاتها الأرض ، سهلة وممكنة وآمنة ومن دون جدل فائض .
الثابت الذي لا يقبل الشك والتناطح هو أننا لن نشاهد أبداً الجيش الإيراني ولا الجيش التركي يقاتلان على أسوار وثغور الطوفان الكبير ، بل أن الصديق الأول يعيننا بسخاء ويريد منا أن نصير شيعة خمينيين ، والصديق الثاني يصنع نفس الفعل أو الحيلة ويشتهي أن نتحول معه إلى سنّة إخوانيين ، وبسبب من هذه المعمعة المدواخة للساذجين وللذين في قلوبهم مرض مقيم ، إنشقت الناس حول المشهد الذي هو واحد من أشرف وأطيب وأعقل المشاهد التي مرت على الأمة في مئويتها الفائتة على الأقل ، وهذا ما استثمره اللقطاء المرتزقة الغزاة الجبناء الذين يواجهون اليوم صنفاً مذهلاً نقياً من مقاتلي المسافة صفر حيث يكاد الموت يبتسم ويصلي ويركع مع الراكعين الأحرار .
أما حشر إسم المطرب الجميل سعدون جابر في ذيل العنوان ، فقد تكون مسوغاته الفكرية والأدبية متصلة بباب الإثارة والتنبيه والإشارة التي ستجعل الرعية تقرأ وتجوّد بصوتها الجيد والسيء ، طقطوقة المغني :
لو ولا ولوة
شوفوا بحالي اشسوه
الحب مو بالگوة