الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا‭ ‬حامض‭ ‬حلو‭ ..‬لا‭ ‬شربت

بواسطة azzaman

لا‭ ‬حامض‭ ‬حلو‭ ..‬لا‭ ‬شربت

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

لا‭ ‬أدري،‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬ضيع‭ ‬فيها‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬العراقي‭ ‬الوقت‭ ‬الثمين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬رئيس،‭ ‬أم‭ ‬انّ‮»‬‭ ‬الرغبة‮»‬‭ ‬تضاءلت‭ ‬وتلاشت،‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬العراقيون‮»‬‭ ‬ما‭ ‬بقى‭ ‬واهس‮»‬‭ ‬ام‭ ‬انّ‭ ‬الأمور‭ ‬‮«‬‭ ‬صافية‭ ‬دافية‭” ‬فعلاً،‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬استجواب‭ ‬وزير‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬عام‭ ‬وقد‭ ‬شارف‭ ‬عمر‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الانتهاء؟

‭”‬صواريخ‭ ‬الشائعات‭” ‬التي‭ ‬يطلقونها‭ ‬بين‭ ‬شهر‭ ‬واخر‭ ‬عن‭ ‬تعديل‭ ‬وزاري‭ ‬وشيك‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬التطلع‭ ‬لمراجعة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬ضمن‭ ‬أبسط‭ ‬واجبات‭ ‬البرلمان‭ ‬وأهمها‭. ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬انّ‭ ‬أداء‭ ‬الوزراء‭ ‬يحتمل‭ ‬النقاش‭ ‬المستفيض،‭ ‬لكننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬نقاش‭ ‬خال‭ ‬من‭ ‬التسييس،‭ ‬وخال‭ ‬من‭ ‬مساندة‭ ‬التوافقات‭.‬

‭ ‬وهذان‭ ‬شرطان‭ ‬غير‭ ‬متوافرين‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬العراقية‭ ‬حتى‭ ‬الان،‭ ‬لذلك‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬الدعوة‭ ‬لتقويم‭ ‬عمل‭ ‬وزير‭ ‬لأن‭ ‬اعوجاجه‭ ‬منسوب‭ ‬الى‭ ‬اعوجاج‭ ‬الضلع‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬منه‭. ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬الكلام‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬مادامت‭ ‬هناك‭ ‬انتخابات،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مستواها‭ ‬ضعيفا،‭ ‬وتفرز‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬حده‭ ‬الأدنى‭ ‬في‭ ‬الأقل‭.‬

كان‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬سابقة‭ ‬تدقيق‭ ‬حسابات‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬تصل‭ ‬لصرفيات‭ ‬الايفادات‭ ‬والحمايات‭ ‬وعدد‭ ‬السفرات‭ ‬الخارجية

‭ ‬وجدواها‭ ‬والمبالغ‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬تغطيتها‭. ‬والرغم‭ ‬من‭ ‬عنصر‭ ‬الاستعراض‭ ‬المهيمن‭ ‬عليها،‭ ‬كانت‭  ‬صورة‭ ‬محفزة‭ ‬لقول‭ ‬شيء‭. ‬وهذا‭ ‬الامر‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬عناية‭ ‬النواب‭ ‬مجددا،‭ ‬لكن‭ ‬بحسب‭ ‬االشرطين‭ ‬السابقين،‭ ‬ويضاف‭ ‬لهما‭ ‬شرط‭ ‬ثالث‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬النائب‭ ‬الذي‭ ‬يستوجب‭ ‬الوزير‭ ‬نزيهاً‭. ‬

اذا‭ ‬لم‭ ‬يتوافر‭ ‬لدينا‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬النزيه‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬بنا‭ ‬لكل‭ ‬الضجة‭ ‬الانتخابية‭ ‬المكلفة‭ ‬وقتا‭ ‬ومالا‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬تصدع‭ ‬رؤوس‭ ‬الملايين‭ ‬ويصاحبها‭ ‬انفاق‭ ‬معظمه‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬شراء‭ ‬الذمم‭ ‬والمال‭ ‬السياسي‭ ‬الفاسد‭.‬

في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬وبعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المريرة،‭ ‬سيعني‭ ‬فسادُ‭ ‬أي‭ ‬نائب‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬وزير،‭ ‬فسادا‭ ‬لأركان‭ ‬قاعدته‭ ‬الانتخابية‭ ‬او‭ ‬السياسية‭. ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬ستبدو‭ ‬صحيحة‭ ‬مع‭ ‬تكرار،‭ “‬ولادات‭” ‬الفاسدين،‭ ‬وتنوع‭ ‬ألوانهم‭ ‬وأحجامهم‭.‬

الى‭ ‬متى‭ ‬سيبقى‭ ‬الحال‭ ‬،‭ ‬هكذا‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬استجواب‭ ‬ولا‭ ‬جواب‭ ‬و‭ ‬وعلى‭ ‬مذهب‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬،‮»‬لا‭ ‬خبر‭ ‬لا‭ ‬جفية‭ ‬لا‭ ‬حامض‭ ‬حلو‭ ‬لا‭ ‬شربت‮»‬‭ .‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية


مشاهدات 127
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/11/19 - 3:07 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 4:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 9015 الكلي 10052159
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير